بقلم :: احمد الملا
قد اتاح أو أعلن النظام الرأسمالي الحريات الأربعة للفرد وهي الحرية السياسية والإقتصادية والفكرية والشخصية والحرية الدينية ترجع إلى الحرية الفكرية والشخصية، لكن من يتمعن ويدقق ويتفحص تلك الحريات ومدى تطبيقها على أرض الواقع نجدها حريات قد تم تقييدها بطبقة معينة من الناس دون الآخرين وذلك من خلال حكم الأكثرية في الجانب السياسي وفي الطبقة الثرية في الجانب الإقتصادي أما الفكرية والشخصية بضم الدينية لها فقد اتيحت للجميع لكن وضع الإسلام كخط أحمر لا يمكن أن يعتبر الإسلام في الفكر الرأسمالي حرية فكرية وشخصية ودينية وخير شاهد على ذلك محاربة الحجاب...
قد يقول قائل النظام الرأسمالي لم يحارب الحجاب ورفض الحجاب مسألة يقوم بها أفراد وليس منظري هذا النظام، فنرد عليه بالقول إن هذا النظام اتاح الحرية الفكرية والشخصية بشكل مطلق وتنتهي هذه الحرية إذا تعارضت مع حريات الآخرين، لكن في مسألة الحجاب لم نرَ أو نسمع إن القائمين على هذا النظام قد حاسبوا من يعترضون على الحجاب، فقد تقاطعت حريتهم مع حرية المسلمين فراحوا يمارسون حرية الرفض للحجاب بالقول والفعل والإساءة دونما رادع يذكر من قبل القائمين على النظام الرأسمالي وهذا وحده كفيل بأن يثبت بأن هذا النظام قد كبت الحرية الفكرية والشخصية والدينية للفرد المسلم بل حتى إن بعض الدول الرأسمالية تسن قوانين تمنع من خلالها الحجاب !!! فأين الحرية الفكرية والشخصية والدينية ؟؟!!!...
فالنظام الرأسمالي نراه من هذا الجانب ينطبق مع فكر ابن تيمية الذي يدعوا للديانات الأخرى وفي الوقت ذاته يكفر من يعتقد بها وحتى يكفر المسلمين، قد يقول قائل وكيف ذلك ؟ نقول له إن ابن تيمية يقول في كتابه بيان تلبيس الجهمية الجزء الاول في الصفحة326 (( الانسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه ولكن لابد أن تكون الصورة التي رآه فيها – اي صورة الرب التي رأها الانسان – مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان ايمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك ))...
وهنا نلاحظ وكل وضوح إن ابن تيمية يقر بأن الإنسان يرى ربه في المنام وتكون الرؤيا على شكل صورة تأتي له في المنام ويسمع منها الكلام ويخاطبها وهي تكون على حسب حال الرائي أي حسب ايمان الرائي، فإذا كان الإنسان مسلما مؤمنا تقيا يرى الله بصورة شاب أمرد وإذا كان يهوديًا يرى الله على شكل عزير وإذا مسيحيًا يراه على شكل عيسى وإذا كان مجوسيًا يراه على شكل نار وإذا كان بوذيا يراه على شكل بوذا وهكذا وهو بذلك يصرح بصحة كل الأديان والمعتقدات لأنها وبحسب فكر ابن تيمية حصلت نتيجة رؤية الإنسان لربه بصورة على حسب ايمانه وحسب دينيه فيسمع منها الخطابات والكلام وهذا يعني وحي وأمر إلهي لهذا الإنسان فيطبق المسكين ما أُمرَ به ، لكن في الوقت ذاته نجد ان ابن تيمية كفر جميع الأديان والمذاهب وحتى المسلمين بدعوى انها باطلة ليخالف ماقاله أعلاه، وبيان هذا الأمر قد طرحه المحقق الصرخي الحسني في محاضرات " وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الإسطوري " في الإسطورة تسعة دعوة للوثنية والشاب الامرد...
وهنا نلاحظ كيف ان النظام الرأسمالي وابن تيمية قد اعلنا الحرية الفكرية والشخصية والدينية وفي الوقت ذاته مارسا كبتها وتكفير كل من يخالف حدود ما يريدانه وكل بحسب طريقته، وهنا أضع بين يديَ القارىء الكريم بعض بحوث سماحة المحقق الصرخي الحسني التي تخص ما ذكرناه أعلاه وأدعو القارىء للإطلاع عليها حتى تكون الصورة واضحة وجلية لديه وهي تشمل :
1- كتاب ( فلسفتنا بإسلوب وبيان واضح ) وهو كتاب فيه بيان وتوجيه لما جاء في بحوث فلسفتنا للسيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره – من خلال الرابط التالي :
2- سلسلة البحوث التي ألقاها المحقق الصرخي في الرد على الفكر التيمي لما فيها من كشف لخرافة وأسطوره هذا الفكر وضحالته وهذه البحوث هي : سلسلة محاضرات : الدولة .. المارقة ... في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول - صلى الله عليه واله وسلم- ....
https://www.youtube.com/playlist?list=PL3USICgEwZUFb_U942_WwoAkTkkOyYSbi
سلسلة محاضرات : وقفات مع....توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ...
https://www.youtube.com/playlist?list=PL3USICgEwZUG7Far7p9erSJBZPZtGDKzc
التعليقات (0)