من غرائب هجرة الزرازير
مئات الملايين من الطيور صغيرة الحجم التي نسميها (الزرازير) ونسمي المتعددة الألوان منها (عصافير الجََـنّة)؛ تهاجر في بداية فصل الشتاء من روسيا والدول الإسكندنافية متجهة نحو الجنوب هربا من الصقيع والبرودة القارسة . ومنها يعرف أهل الإرصاد في بريطانيا أن الشتاء قادم . ويستعد الإنجليز في أريافهم بشراكهم القاسية لصيدها ، والتدفي بسخن حسائها والتلذذ بأكل لحمها ومزمزة عظامها وتصدير الفائض منها.
ولكن الطريف من كل هذا أن هذه الملايين بل مئات الملايين من الزرازير يحلو لها تشكيل أسراب مليونية ضخمة . وممارسة ألعاب أكروباتية (إن صح التعبير) فوق شواطيء أسكتلندا عند الشروق وعند الغروب تشقشق وتصدح ؛ دون أن يتعرف العلماء على أسرار ممارستها هذه الألعاب والأنشطة البهلوانية وتحديد الشكل العام للسرب .... ...
وكذلك يحار العلماء أيضا في الوسيلة التي تتواصل وتتجمع بها هذه المئات من ملايين الزرازير وتتفاهم بها في مشوار رحلتها الموسمية من الشمال إلى الجنوب وبالعكس . وكذلك قدرتها الفائقة في تحديد الوقت الملائم للهجرة تفاديا لشتاء روسيا القارس ..... فهل هذه هي الطبيعة كما يظن بعض البلهاء من الملحدين أم أنها دليل دامغ على وجود الخالق عز وجل ؟
حسب إعتقادي المتواضع أن كل ما يجري إنما هو جزء من رزق الله عز وجل الذي يرسله ويوزعه على خلقه كافة ويسبب خلال ذلك الأسباب . فهي خلال رحلتها تتغذى على غيرها من نبات وحشرات صغيرة . ويتغذى من بقاياها وفضلاتها قوارض ونباتات وبعض سمك بحار وبشر وطيور جارحة وثعابين .... إلخ . وربما كانت ممارستها لهذه الألعاب البهلوانية للتدريب أو لمجرد الرياضة والحفاظ على النشاط ؛ قبيل مواصلة الرحلة على إمتداد خط سير هجرتها نحو المناطق الجنوبية الدافئة.
أحد المصورين الأسكتلنديين المحترفين إهتم بتوثيق هذه الظاهرة بعدسات كاميرته الفوتوغرافية. فخرج لنا بهذه الصور المختارة.
التعليقات (0)