قبل عامين استمعت إلى خطاب (ابن شيكاجو بالينوي، وابن كوجيلو بكينيا) فخامة الرئيس الأمريكي المنتخب باراك حسين أوباما بعد فوزه الكاسح في أضخم وأكبر انتخابات أمريكية حصل فيها على 349 نقطة بدلا من 270 أهلته للمكتب البيضاوي فحصل بذلك على تفويض قوي من الناخب الأمريكي للبدء فورا بالتغيير الذي جعله شعارا لحملته الانتخابية.
أستمعت إلى خطابه , كانت فيه نبرة تواضع الفائز "كونه إنسانا" أحس بظلم الشعوب فهو ابن مهاجر كيني، فكان فوزه تتويجا لحركة الحقوق المدنية التي قادها المناضل مارتن لوثر كنج في ستينات القرن الماضي، وثقة المنتصر كونه فاز بثقة الشعب الأمريكي الذي دعمه ووقف بجانبه مفضلا رئيسا أسود على مرشح أبيض.
بارك أوباما اعتمد التغيير شعارا لحملته فنجح في أول تغيير ليصبح أول رجل من جذور أفريقية رئيسا منتخبا للولايات المتحدة الأمريكية،
وفي أول يوم عمل له بالبيت الأبيض وجد على مكتبه تركة صعبة وكوارث وأزمات حمله بها سلفه، فهناك حوار مقطوع مع عدد من الدول في أكثر من قارة، وأزمات مالية تعصف بأكثر من دولة، وحروب في أكثر من مكان، وجنود يقتلون بوتيرة يومية، وشحن نفسي مع روسيا وإيران وبعض دول أمريكا اللاتينية، وفقر يزداد داخل الولايات المتحدة وخارجها، وسمعة بلاد تحتاج إلى جهد كبير لتتحسن، كلها قضايا تحتاج إلى تغيير جذري في السياسات والاستراتيجيات وتحتاج لعصا سحرية وهو يعلم بها قبل ترشحه وبعد فوزه أشار لها في خطابه فذكرها كتحديات ضخمة سيواجهها وأنها قد تأخذ منه عامين لحلها، والجميع ينتظر التغيير الذي وعد به فخامته، وكل حسب مشكلته.
وبعد أن تبدد حلم الدولتين ما هو التغيير الذي سنحصل عليه في أم قضايانا (فلسطين)، فهل حقا ستجد فلسطين اهتماما منه، أم أن مشاكله الداخلية ستصرفه عنها ،بعد أن خسر حزبه الاغلبية في الانتخابات النصفية للكونجرس بسبب عدم الوفاء بما وعد خاصة وعالمنا العربي قد لا يساعده على التغيير الذي ننشده، فمشاكل الفلسطنيين أضحت في خلافاتهم فيما بينهم، أو في تحيز العرب مع طرف ضد آخر حسب مصالحهم بعد أن كانت بينهم وبين إسرائيل، فهل سيكون أوباما عربيا أكثر من العرب .
وبعد أقل من شهرين سيكمل الرئيس اوباما عامه الثاني في البيت الابيض وما زالت معظم المشاكل كما هي فيما عدا "الانسحاب من العراق" لأن قتلى الجنود الامريكان هو من جعل الحل ضروريا ومستعجلا .
فمن برأيكم عسر التغيير؟.
التعليقات (0)