هل يجوز للمسلم الافطارفي رمضان بلا سبب؟
الذي يتابع تفاسير القرآن يجد العجب العجاب، ولا اعلم هل ان الله اراد ان يصعب الايات متعمدا ام ان الفقهاء هم من يريدون ذلك؟
هل القرآن منزل للناس ام للفقهاء؟
هل يحتاج الانسان الى واسطة بينه وبين خالقه؟
لنتابع معا الايتين 184 و 185 من سورة البقرة
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)))
ولنركز على جملة ((وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين))، لا اعتقد ان عربيا واحدا يجهل كلمات الجملة المنصرمة، واما عن كلمة طاق فمعناها قدر على. واي انسان عاقل يستطيع فهم هذه الجملة على ان من يطيق الصيام اي يقدر عليه ولا يريد ان يصوم عليه ان يدفع فدية طعام مسكين.
انا شخصيا اعتبر ان يدفع الانسان فدية لفقير او مسكين افضل من ان يصوم، فالصيام لا ينفع الناس اما الفدية فهي نافعة على اي حال.
يقول ابن كثير في تفسير هذه الجملة " وأما الصحيح المقيم الذي يُطيق الصيام، فقد كان مخيَّرًا بين الصيام وبين الإطعام، إن شاء صام، وإن شاء أفطر، وأطعم عن كل يوم مسكينا، فإن أطعم أكثر من مسكين عن كل يوم، فهو خير، وإن صام فهو أفضل من الإطعام، قاله ابن مسعود، وابن عباس، ومجاهد، وطاوس، ومقاتل بن حيان، وغيرهم من السلف؛ ولهذا قال تعالى: ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )"
شيء جميل، مثلما توقعنا تماما فلم نحتج ابن كثير ليشرحها لنا ومع هذا نستشهد به لكي نقنع من لا يريد ان يقتنع.
والان نأتي الى المنغصات والاختلافات، ولا اعلم اذا كان الفقيه الواحد يذكر لنا كل هذا الكم من الاختلاف في تفسير آية واحدة ماذا سيكون الامر لدى فقهاء مختلفين؟
ويضيف ابن كثير:
"وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو النضر، حدثنا المسعودي، حدثنا عمرو بن مُرّة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، رضي الله عنه، قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصيام ثلاثة أحوال؛ ..... وأما أحوال الصيام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، فجعل يصومُ من كل شهر ثلاثة أيام، وصام عاشوراء، ثم إن الله فرض عليه الصيام، وأنـزل الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ) .
<>
إلى قوله: ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) فكان مَنْ شاء صام، ومن شاء أطعم مسكينًا، فأجزأ ذلك عنه. ثم إن الله عز وجل أنـزل الآية الأخرى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ إلى قوله: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ فأثبت اللهُ صيامَه على المقيم الصحيح ورخَّصَ فيه للمريض والمسافر، وثبت الإطعامُ للكبير الذي لا يستطيع الصيام، فهذان حالان قال: وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا، فإذا ناموا امتنعوا، ثم إن رجلا من الأنصار يقال له: صرمة، كان يعمل صائمًا حتى أمسى، فجاء إلى أهله فصلى العشاء، ثم نام فلم يأكل ولم يشرب، حتى أصبح فأصبح صائما، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جهد جهدًا شديدًا، فقال: ما لي أراك قد جَهِدْت جهدًا شديدا؟ قال: يا رسول الله، إني عملت أمس فجئتُ حين جئتُ فألقيتُ نفسي فنمت فأصبحت حين أصبحت صائمًا. قال: وكان عمر قد أصاب من النساء بعد ما نام، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأنـزل الله عز وجل: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ إلى قوله: ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ"
اذا الاية منسوخة!!!!!
بـ (( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ )) ولا اعلم اين هو النسخ؟؟؟؟؟ في هذه الجملة تحديد بدأ الصيام، ويمكن بواسطتها ايضا تحديد موعد الفدية. هذا وجه
لنرى الان الوجه الاخر
"وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث الزهري، عن عروة، عن عائشة أنها قالت: كان عاشوراء يصام، فلما نـزل فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر . وروى البخاري عن ابن عمر وابن مسعود، مثله." هنا لا توجد مشكلة حديث عائشة لم يغير شيء من المعنى الذي اشرنا اليه سابقا.
وجه آخر
"وقوله: ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) كما قال معاذ: كان في ابتداء الأمر: من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا. وهكذا روى البخاري عن سَلَمة بن الأكوع أنه قال: لما نـزلت: ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) كان من أراد أن يُفْطر يفتدي، حتى نـزلت الآية التي بعدها فنسختها .
وروي أيضًا من حديث عبيد الله عن نافع، عن ابن عمر، قال: هي منسوخة
وقال السدي، عن مرة، عن عبد الله، قال: لما نـزلت هذه الآية: ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) قال: يقول: ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ ) أي: يتجشمونه، قال عبد الله: فكان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا ( فَمَنْ تَطَوَّعَ ) قال: يقول: أطعم مسكينا آخر ( فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ) فكانوا كذلك حتى نسختها: فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ" ثلاثة اقوال منسوخة
وجه آخر
"وقال البخاري أيضًا: حدثنا إسحاق، أخبرنا روح، حدثنا زكريا بن إسحاق، حدثنا عَمْرو بن دينار، عن عطاء سمع ابن عباس يقرأ: ( وعلى الذين يُطَوَّقُونه فدية طعام مسكين ) . قال ابن عباس: ليست منسوخة، هو للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل يوم مسكينًا .
وهكذا روى غير واحد عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوه." اذا عدة اقوال تؤكد انها غير منسوخة وهذا ما رأيناه ايضا. ولكن هنا لدينا وقفة على كلام ابن عباس حيث يدعي ان هذا القول يخص الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة الذين لا يستطيعان ان يصوما، ولا اعلم كيف استطاع ان يقول هذا القول فالمعنى هنا "يطيقونه" هم القادرون على صيامه فكيف يقول الشيخ والمرأة الكبيرة الذين لا يستطيعان صيامه؟؟؟؟؟
نكتفي بهذا القدر فلقد اصابني صداع من العربان
اتمنى لكم الصحة وسلامة العقل
التعليقات (0)