من سرق عيون ربيعة ؟؟
 

انني مصدوم من شدة هول الفاجعة ، لانني بحث في معجم الكلمات والمصطلحات الغاضبة ولم أجد عبارة تكفي لشجب هذا العمل الدنيئ ، فلست ادري كيف تنام جفون الحاكم والمحكوم بعد الذي تعرضت له المواطنة ربيعة ميقوار التي كانت في احد مستشفيات البلد الذي يقول حكامه انه حالة استثناء وذالك من أجل العلاج من مرض نفسي لم يتطلب زمن طويلا لتتحسن حالتها وتعود سيرتها الاولى ، لكن يد الاجرام طالت أغلى ما تملك ربيعة في نظامنا العالمي المريب ، ولتبيان حقيقة ما حدث هذه قصة ربيعة كما روتها شفتاها المحملة بكل عبارات الحصرة والاستياء العميق .
تقول ربيعة :

انا اشكوا ظالمي الى حماة النظام والى رب العالمين والناس أجمعين ، فما حدث لي عمل قذر وشنيع حملني على الاستغاثة بملك البلاد.؟؟ والمواطنين المغاربة واصحاب الضمائر الحية في هذا العالم .فقد كنت اتلقى علاجا نفسيا في أحد المستشفيات المغربية ،حيث امتثلة للعلاج بشكل كبير عدت بفضله الى سابق عهدي وسرت اتمتع بالشفاء الكامل ، وبينما يقوم اخوتي بالاجراءات القانونية لاخراجي من المستشفى فوجؤوا برفض منح تصريح الخروج . لكن الامر لم يتوقف عند هذا الحد فحسب فقد كانت هناك نية مبيتة من طرف الممرضين تروم اخضاعي لعملية جراحية لاستئصال عيناي السليمتين ، فبينما انتظر اذن الخروج من المستشفى جاءني ممرض حاول حقني بأحد الابر فرفضت ، فقام بمنادات ممرضتين ادخلاني الى غرفة بالمستشفى حيث قامتا غصبا بحقني ابرة تخضير افقدتني كامل وعيي وشعوري بما يحدث من حولي . وبعض ما انتهى مفعول الحقنة استيقضت مفزوعة مرعوبة بشكل هستيري بعد ان اكتشفت ان عيناي انتزعتا من موضعهما بشكل وحشي والدماء تغطي وجهي .التجأت بعد ذالك الى القضاء ولم أجد لمعاناتي عدلا او حتى تفهما اتجهت الى المحامي بمدينة تازة جنوب المغرب وصدمت بموقفه اللاانساني عندما قال لي : اذهبي الى العاصمة - الرباط - وقدمي شكواكي الى المسؤولين هناك ......
 

انني اليوم أناشد المواطنين المغاربة وعلى رأسهم الملك؟ ، أن يقوموا بتحقيق في الامر من أجل استرجاع كرامتي المهدورة في دهاليز مستشفى حكومي ، ومعاقبة مرتكبي هذه الجريمة في حق امرأة مهيضة الجناح لا تملك درهما او دينارا .لكنني واثقة في نبل المواطن المغربي وسعيه الجاد في اعادت الاعتبار لهذه المرأة التي اغلقت جميع الابواب في وجهها ما عدى قلبك انت التي تحاولين اظهار الحق وتنوير الرأي العام الوطني وأتمنى أن يهب الشعب المغربي لنصرتي بشكل يتوافق مع صورته التاريخية والحضارية القائمة على تحصين شرف كل مغربي ومغربية .
 

كانت هذه قصة - ربيعة كما روتها ، واتساءل عن دور وزيرة الصحة في كمال الجريمة . لان الجريمة لا تكمل الا باكتمال عنصر الغموض وانعدام الدلائل . وان هذه الجريمة البشعة ارتكبت في مكان لا يبعد عن السيدة ياسمينة بادو باعتبارها وزيرة للصحة . واتساءل عن صمتها المطبق ازاء هذه القرائن التي قدمتها الضحية بالصوت والصورة .؟واتساءل ايضا عن غياب سلطة القضاء بشكل لا يخدم مصالح المواطنين أو يصون كرامتهم وانسانيتهم .واؤكد لعموم المواطنين المغاربة ان مثل هذه الجريمة لو وقعت في احد المستشفيات الفرنسية لقدم ساركوزي استقالته للشعب الفرنسي . والحال ان هذه المرأة فقدت عيناها والشعب المغربي لم يحرك ساكنا ، فبالله عليكم متى ينهض هذا الشعب من سباته العميق .؟؟
انني ادعوا الى مسيرات مليونية من أجل محاكمة مرتكبي هذه الجريمة وكل الذين حاولوا طمس الحقائق والدلائل .وعلى راسهم المسؤولون عن قطاع الصحة العمومية بالوزارة الوصية . ان ما كرس لانتفاضة الشعب التونسي العظيم هو اعادت الاعتبار للبوعزيزي وامه ومجتمعه التونسي الواحد . افلا تستحق ربيعة صحوة شعب باكمله باعتبار أن الشعوب هي الضامن الوحيد والاوحد للكرامة والحقوق الوطنية والمساواة أمام القانون والعدالة .
انني ادعوا لاسقاط حكومة حدث في عهدها هذا الجرم الفضيع ، ولوكان لحكامنا شيئ من الخجل يحفض ماء وجوههم لقدموا استقالتهم الجماعية بشكل عاجل وفوري لانهم لا يستحقون الاستمرار على راس صناعة قرار لا يستطيعون اليه سبيلا .
محمد قاسمي