مواضيع اليوم

من رَحِم الأزمــة !

عبدالسلام كرزيكة

2009-12-02 13:56:10

0

 

مصريون بالجزائر: يخرب بيت الفضائيات والجزائريون أهل كرم :

عندما تسأل مصريا عن مرادف الرغيف أو العيش بالتعبير المحلي، يتحدث لك عن أزمة رغيف الخبز عامي 1977و2008، التي استدعت تدخل الجيش بأفرانه ليسد حاجات الملايين، لكن عندما تسأل جزائريا خصوصا بالعاصمة عن الرغيف فسيقودك مباشرة إلى المصري عمرو عبد المجيد صاحب الفرن التقليدي ببئر خادم، الذي استأنف نشاطه أمس الثلاثاء وسط إقبال كبير من زبائن جزائريين اعتادوا على رغيفه اللذيذ.
تابع الجزائريون بحسرة القنوات الفضائية المصرية وهي تنقل على الهواء استغاثات رهائن مصريين مزعومين في الجزائر بسبب تداعيات المباراة الأخيرة، وكان لزاما النزول إلى الشارع والبحث عن هؤلاء الرهائن، لكن تبين بعد أيام من البحث أن الإخوة المصريين المقيمين بالجزائر، يعيشون بسلام بين ظهراني الجزائريين، بشهادتهم هم طبعا، وظهر كذلك أن الذين غادروا استغلوا الفرصة الذهبية لتمضية عيد الأضحى المبارك وسط أهاليهم، دون معاقبتهم على الغياب من طرف أرباب العمل.
وبالعودة إلى صاحب الفرن المصري الذي يبيع الرغيف ببئر خادم، فقد وجدنا أمام محله أمس عددا كبيرا من العاصميين ينتظرون الظفر برغيف مصري، وسألنا أحد الزبائن وهو عامل بمؤسسة اتصالات الجزائر، عن السر فقال أنا أحب الرغيف لأنه لذيذ وخفيف وسعره عشرة دنانير، مضيفا لا أحب التعدّي على بلدي ولكن لا أرغب في مغادرة أخينا المصري، فهو عربي مسلم وليس يهوديا.
ووسط حركة دؤوبة مع الزبائن، يقول الجامعي عمرو عبد المجيد، وهو مصري متزوج من جزائرية من بجاية ويقيم بالجزائر منذ سنوات، متحدثا لـالخبر: أنا أشعر بالخجل من أشباه الصحفيين في القنوات المصرية التي أفسدت علينا عيشتنا هنا في الجزائر، قبل أن يضيف صحيح أنا مصري وأحب بلدي، ولكنني متزوج من جزائرية وأشغل معي سبع فتيات جزائريات، فعندما أتضرّر أنا يتضرّرن هن أيضا. وبالنسبة لإحدى العاملات بالفرن، وهي جزائرية فإن الأجواء المشحونة حرمتها رفقة زميلاتها من تقاضي أجرة الشهر قبل العيد، لأن الفرن كان مغلقا طيلة 20 يوما.
وبالمكان وجدنا الرعية المصري، أحمد إمام علي، يشتغل مقاولا في مجال الكهرباء وتركيب الهوائيات، حيث قال لـالخبر: قضيت العيد هنا في العاصمة وذبحت كبشا وتلقيت التهاني من إخواني الجزائريين.. صحيح، تعرّض بيتي يوم المباراة لسرقة بعض أغراضه، لكنني استعدتها كلها وجلبها لي من أخذوها وقدموا لي اعتذاراتهم.
وبمنطقة خرايسية غرب العاصمة، يعترف أشرف عوض عباس، صاحب محل لبيع الأثاث المصري، ويضع في مكتبه صورة للرئيس بوتفليقة وأخرى للفريق الجزائري، أنه لم يتلق أي مضايقات بخلاف رفقاء له في الشرافة ودالي ابراهيم، قبل أن يوضح لـالخبر: الله يخرب بيوت الفضائيات المصرية اللي شتمت الشعب الجزائري المتدين والكريم.. أنا مكسوف لما واحد متعلم يطلع في التلفزيون ويقول شعب الفزاير همجي وبربري، مضيفا شجعت الفريق المصري وعندما انتهت المباراة اتصلت بأصدقاء جزائريين مهنئا إياهم وخلاص. أما بالقبة، وتحديدا في بن عمر، فلم يمنع هوس الكرة، عددا كبيرا من المرضى الجزائريين من زيارة عيادة أحد الخبراء في طب الأعشاب، وهناك قال السيد حروج. م من جيجل لـالخبر: نحن إخوة مع المصريين، فهل بسبب مباراة أرفض العلاج عند مصري، ويؤكد المصري ثروت كسّاب، مساعد الخبير المصري ابراهيم أبو السعود، في حديثه لـالخبر أنه التزم بيته فقط لمدة ثلاثة أيام خلال المباراة الأخيرة، وقال ثروت لم يعتد علي أحد ولكنني شعرت بالخوف، خصوصا عندما كنت أفتح الفضائيات وأقرأ بعض الجرائد هنا في الجزائر.
وعن سبب بقائه في الجزائر رغم مخاطر أخذه رهينة مثلما قالت بعض الفضائيات المصرية، يضحك ثروت ويقول أغلب الذين غادروا هم عمال مصريون بسطاء استغلوا الظرف المشحون لقضاء العيد وسط أهاليهم، لأنهم لم يكونوا ليظفروا بهذه الفرصة في الحالات العادية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

الخبر اليومـــي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات