مواضيع اليوم

من راقب الناس

حسن اسافن

2009-07-07 21:53:45

0



جريدة الدار الكويتية الاربعاء 15 رجب 1430 , 08 يوليو 2009 العدد 449 السنة الأولى



علي البحراني
محمود أحمدي نجاد أستاذ الجامعة الفقير من أب يكنس الشارع مع عمال النظافة في بلدية طهران الى وصوله إلى كرسي الحكم لشعب يزيد على الـ75 مليون نسمة لم يتغير فيه شيء من نمط حياته المتواضعة ولا حتى من لبسه أو أكله، قالوا عنه من لا يعرفون صناديق الاقتراع ولم يروها قط في بلدانهم ولم يشتموا رائحة الديمقراطية قط ولم يفقهوا تعاليم حكم الشعب لذاته من خلال الاقتراع قالوا عنه ولم يعرفوه بعد منذ توليه منصبه الرئاسي للفترة الأولى (رجل أحمق – رئيس غبي – من طبقة فقيرة- ذو الجاكيت الممزق – ذو الحذاء المهترئ) بعض هذه الصفات التي أطلقت عليه أطلقت من أناس لم يروا منه ما يثبت تلك الصفات عليه إنما هي أهواء ونزعات نفسية ليست مبنية على موضوعية ودراسة معمقة كـ (رجل أحمق – رئيس غبي) فقط لأنه جاء به الشعب الإيراني إلى سدة الحكم محملا ببرنامج انتخابي ارتضاه ناخبوه من بنوده معاداة الظلم والعنصرية والكراهية التي تتصف بها الدولة العبرية الغاصبة ( اسرائيل) وللأسف اعتبر البعض شعوبا وحكاما أن معاداة اسرائيل خط أحمر -خدعة أوهمونا بها من هم وراء الأكمة .
أما الصفات الأخرى كـ ( من طبقة فقيرة – ذي الجاكيت الممزق – ذي الحذاء المهترئ ) فلم يأت هؤلاء بما يعيبه بل بما يعتز به هو نفسه، ولا يفتأ أن يتذكر ذلك طوال وقته حتى لا يصيبه الكرسي بتضخم الذات التي نراها في الكثير ممن هم في خدمة الشعب افتراضا.
لم تتعود للأسف شعوب فيها كل شرائح المجتمع من مثقفين وسياسيين واقتصاديين وعامة على الحاكم النزيه البسيط المحافظ على أموال الشعب والدولة وبيت مال المسلمين إلا في سير الأتقياء والأنقياء القدامى التي ندرسها في التاريخ دون أن نتعظ منها، بل إننا ننتقدها الآن وقد تعودنا على ذوي الأصفار العشرة من الحكام المترفين العابثين بأموال الدولة ومال المسلمين شر عبث ولا يتورعون في صرفها على ملذاتهم هم وذووهم والمقربون منهم في ظل جوع الشعب وشظف العيش .
وهذه الحالة للأسف الشديد أصبحت هي الصورة المتكاملة للحاكم غير الأحمق وغير الغبي لدى الشعوب المنهوبة التي لم تتعود على حاكم يأكل أكلهم ويلبس لباسهم وينام في بيوت بجوارهم ومثلهم محاولا أن يتحسس معاناتهم وهو ليس كمن يبتعد عن فقرهم إلى غناه ومن معاناتهم إلى رفاهيته ومن قوتهم إلى مآدبه .
فهل قدوم رؤية جديدة للحكم مبنية على النزاهة والنظافة والبعد عن الفساد والرشا والهدايا والبذخ والمرح واللعب والهبات والعزومات وغياب الرقابة والمحاسبة والتدقيق وترك الحبل على الغارب من باب (المال السايب يعلم السرقة)، تلك المفاهيم كلها حاول نجاد أن يغيرها ويعزز مفاهيم نقيضة منها اختيار الشعب له ومنحه الثقة للمرة الثانية على التوالي فهل الشعب أحمق غبي وهو الشعب ذو الحضارة الفارسية .
ولكن إذا لم تستح فافعل ما شئت –فالدول التي لم تجعل شعوبها ترى صناديق الاقتراع قط إلا بالنسبة المقررة 99.99 في المئة ولمدة عقود فضلا عن القرون، وكأن البلد لم تلد إلا ذلك الولد، ومع ذلك هي لا تتورع أن تنتقد انتخابات إيران وتحاول إذكاء نار الفتنة بين الشعب عبر وسائلها الاعلامية التي تصور الأمر وكأن الفيصل لديها من سيحكم إيران، متغافلين عن صلاحيات الرئيس المنتخب في وجود مؤسسات مدنية تنفيذية وتشريعية في الدول الديمقراطية تجعل من الرئيس لا يحيد عن الجادة ومؤسسات رقابية تحاسبه عن أموال الشعب ومقدرات الدولة .
إن بعض الشعوب أيضا تحمل أفكار حكامها في نبذ الديمقراطية ومحاولة إبعاد رياحها عنها حتى لا تهب عليهم فتصيبهم بزكامها على حد تعبيرهم ، وما دام الأمر كذلك فالمستغرب أن ينشغلوا بانتخابات فارسية تهم الفرس وحدهم وليس غيرهم .
هم لا يعرفون الانتخابات ولم يجربوها ولم يمارسها بعضهم وبعضهم لا يحبها بل ويحاربها وآخر يحرمها، ومع كل ذلك ينتقد ويراقب ويحلل ويسخر إعلامه لانتخابات فارسية . ومن راقب الناس مات هما!
Al2000la@hotmail.com





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !