من ذاكرتي أذكر أنني عشت 18 سنة من عمري في بيتنا الطين القديم . كان بيت طين مكوّن من مجموعة غرف بسيطة جداً و ضيّقة و بالكاد تسع اثنان للنوم . كنت أنا و اخوتي وقتها مستمتعين جداً ببيتنا رغم بساطته . كان يقول أخي ماجد من شدّة تعلّقه في البيت القديم : لو عُرِض علي مليون ريال مقابل التنازل عن البيت لـرفضت ذلك ! و على حد كلامه أن العمر غالي و بالتالي بيتنا الطين يساوي عمرنا إذا ً بيتنا غالي مثل عمرنا الغالي . كنت أنا بالذات متعلّق أيضا ً في بيتنا لشدّة الجنون و حتى أيضا ً لشدة المباهاة به بين زملائي أصحاب البيوت الواسعة . بالضبط . . كما أفعل الآن بينكم حين أتباهى بمجد دائم إلى الآن . أبي كان نفس الشعور و لكنّه الشعور المضاعف و الحب الأكيد و قصّة العشق التي لا تنتهي . في أوقات ما و إلى الآن و أنا اعتقد و بقوّهـ أن والدي يعشق و يحب بيتنا الطين القديم أكثر من محبّته لنا . هذا هو العشق يا سادة يا كرام . عندما يأتي المطر و يهطل بقوّهـ كنّا نتسابق لمعرفة مكمن الخلل الذي يتساقط من السقف الذي كان من أعمدة خشبية و طين و من سعف النخل . كنّا نضحك عندما نجري هنا و هناك و نحن نوجّه بعضنا البعض لسد المكان ذا و ذاك حتى لا يسقط منه قطرات من المطر . هي الحياة تلك التي لم أذكر انني ذقت فيها طعم اليأس من الحياة أو الرفاهية التي أعيشها الان في بيتنا الجديد . نعم سكنّا بيتنا الجديد الراقي جدا ً بسيراميكه و أثاثه و الكل تخلّى عن بيتنا القديم الطين إلا أبي صاحب القلب الوافي . أمّي أيضا ً لا تدع بيتنا أيام كثيرة دون زيارته من باب صلوا أرحامكم ! أمّا أبي فهو بعد كل صلاة فجر كل يوم يكون هناك حتى الساعة السابعة صباحا ً ، برفقة أصدقائه ، فلا تحلو قهوة الفجر إلاّ هناك . هو الحب الذي لا يستطيع أحياء شمال الرياض عشقه الان ! .
حسبي الله و نعم الوكيل
على كل شخص جرح شخص بقصد نيّة يريد إسقاطه , إهلاكه , النيل منه , الصعود على أكتافه .
على كل انسان يلعب على مشاعر البنات و يعلّقهم على باب الأمل و اليأس !
"على كل انسانه تلعب بمشاعر الشباب و تستغلّهم و تجعلهم في قمة التفكير و في الأخير في " عنفوان الجرح ".
على كل من قال أنا (مكمن سرّك) و من خلفه (وكالة أنباء) تفشي أسرارهـ على كل من هب و دب .
على كل شخص يكذب لتشويه سمعة اي شخص بمجرّد أنّه (مقهور منه) !
على كل من أوقع شبابنا و بناتنا في رذائل الأمور .
على كل أسرة (أغلقت) الأبواب على بناتها و (منعتهم) من وسائل الترفيه و التقنيات الحديثة بحجة الحفاظ عليهم !
على كل أب و أم و أخ لا يلتفت لأخته و يجلس معها و يؤانسها و يسمع لها و يخرج معها !
على كل أخت توفّر لها كامل الرعاية و الاهتمام و الحب و العاطفة من أسرتها و تبحث عن هذا كله عند الغريب .
على كل عادات أو تقاليد هتكت بارواح شباب و بنات هذا الجيل !
التعليقات (0)