من دفتر أحوال الوطن (2)
، عاد زميلى الى بيته بعد ثلاثة عشر يوما قضاها بالمستشفيات .
ذهبت لزيارته .
مستلقى على ظهره فى سريره .
آثار حلاقة فى رأسه تنم عن غرز جراحية .
حالة إعياء ، وانكسار نفسى ، وذهول ، مع بعض الحرج .
بدأ يحكى :
كنت عائدا من زيارة شقيقتى ، انا و شقيقى المصاب بشلل الأطفال .
فى أحد الشوارع الرئيسية – سمى لنا الشارع – و عند تهدئة سرعة السيارة لوجود مطب اصطناعى . و الوقت ما زال فى أول الليل فالساعة لم تتجاوز الثامنة و النصف .
وجد طفلا صغيرا أو قل حدثا عمره حوالى عشر سنوات . يقف على المطب الاصطناعى و بيده كتلة حجرية كبيرة – اتضح فيما بعد انها خفيفة فهى من الطوب الجبسى – و قام بقذفها فى وجه صديقى .
توقف صديقى و نهر الولد .
رد عليه الولد بتطاول واستفزاز وقلة ادب .
فى لمح البصر . تجمع حوله عدد من الشبان .
أخرج أحدهم مطواه و لوح بها فى وجه زميلى .
و جذبه شخص آخر خارج السيارة . و ضربه أحدهم من الخلف بشومة على مؤخرة رأسه . فأنفجرت ينبوعا من الدماء .
ألتفت الى ضاربه . فعاجله بأخرى على مقدم رأسه .
بدأ فى الترنح و فقد الاتزان . و أصابه الهلع من نظر الدماء .
شقيقه الذى لا يقوى على المشى . نزل من السيارة لمحاولة انقاذ أخاه .
فعاجله أحدهم بضربة على رأسه بالعصا الغليظة .
و لعدم قدرته على المشى ولغباء البلطجى أعتقد أنه يحاول أن يركله برجله ، ولم ياتفت الى شلل الأطفال الذى يعوقه عن المشى ، فعاجله بضربة فى فخده بمطواة كانت فى يده . فخر ساقطا على الأرض .
لدرجة ان البلطجية ظنوا أنه مات .
كانت خدعة منهم أو خطة لسرقة السيارة . و لكن زميلى عندما نزل من السيارة نزع المفاتيح و أطبق عليها جيدا لدرجة أ ن أحدهم ضربه على يده فكسرها و أحتاجت الى شرائح . و مادام الصيد سهلا فلا مانع من غزه بمطواه هو الآخر .
يرقد الآن بعشر غرز فى رأسه و ثلاثة فى بطنه . و كسر فى يده .
شفاء الله و عافاه .
وشفا أخاه المعاق ،
و شفا مصر كلها مما أعتراها .
eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)