عن الإمام علي(عليهالسلام):
أَزْرَى بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ الطَّمَعَ وَ رَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ عَنْ ضُرِّهِ وَ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَيْهَا لِسَانَهُ.
المعنى
الطمع ضد القناعة، و لكن كثر استعماله ضد المروءة و الورع حتى صار حقيقة فيه، أما حكمه فيقاس بآثاره و نتائجه، ان خيرا فخير، و ان شرا فشر.
و قول الإمام من استشعر الطمع معناه من اتخذه دينا له و ديدنا بحيث لا يلتزم بشيء إلا على أساس منفعته الخاصة. و من كان كذلك فقد حقر نفسه بنفسه، لأن الإنسان يقاس بأهدافه و أمانيه. و من كانت همته بطنه كانت قيمته ما يخرج منها كما قال الإمام.
و قد يبتلى الإنسان بمرض أو فقر أو غيرهما من الآفات. و ما من شك ان المرض بلاء، و الفقر مصيبة، و لكن الكشف و الإعلان عنهما و عن أية آفة-
فضيحة. و قديما قيل: الشكوى لغير اللّه ذل.. و أية جدوى من الشكوى الى الناس ما دامت لا تدفع ضرا، و لا تجلب نفعا، و تسوء المحب، و تسر المبغض و أيضا لا جدوى من أمر المبتلى و حثه على الصبر و كتمان العلة إلا إذا كان ذا عقل رزين، لأن الصبر على قدر العقل.
و الشكوى من مقولة الكلام و صفاته، و لذا عقبها الإمام بالإشارة الى اللسان، و مر الحديث عنه في شرح الخطبة 94 فقرة «السكوت» و غيرها. و قال مجرب حكيم: يتنازع لسانك عقلك و هواك، فإن غلب الأول فهو لك، و ان غلب الثاني فهو عليك، فلا تطلق لسانك حتى تعلم ان كلامه لك لا عليك.
المصدر:
فيظلالنهجالبلاغة، ج 4 ، صفحة 215
التعليقات (0)