حين تنظر الى الفضاء الواسع ترى كواكب ونجوم لا حصر لها تراها صغيرة الحجم جدا ولكننا اصبحنا نعرف الان بفضل التقدم العلمي أن اغلبها يكبر كوكب الارض بل ويوجد ماهو اضعاف كوكب الارض في الحجم ، لكن محمدا واصحابه كانو يعتقدون ان هذه الكواكب والنجوم صغيرة وهي بالضبط كما نراها ولذلك ذكر محمد في قرانة انها تستخدم كاحجار تقذف بها الشياطين لأن محمد كان يعتقد انها صغيرة جدا بحيث يمكن مسكها وقذف الشياطين بها مثل الاحجار ومثل الرصاص ،
ولقد ذكرنا في سلسلة من المقالات الكثير من خرافات اهل السنة من كتاب تفسير بن كثير للاية رقم 102 من سورة البقرة وكانت تلك السلسلة جميعا من تفسير اية واحدة فقط وهو يدل على كثرة الخرافات والاكاذيب والاساطير التي يرويها اهل السنة في كتبهم ، والان سنتكلم عن خرافة اخرى مستخرجة من نفس تفسير بن كثير لنفس الاية التي اعطتنا خرافات لا حصر لها ثم نترك بن كثير ونتوسع اكثر لنثبت أن الامر لم يكن مقتصر على بن كثير وليعرف القارئ كيف كانت نظرة محمد واصحابه للكون ،
يقول بن كثير في تفسيره للاية رقم 102 من سورة البقرة :
قال الله تعالى للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى يهبط بهما إلى الأرض فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاءتهما فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تتكلما بهذه الكلمة من الإشراك فقالا والله لا نشرك بالله شيئا أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا لا والله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئا أبيتماه علي إلا قد فعلتماه حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا . وهكذا رواه أبو حاتم بن حبان في صحيحه عن الحسن عن سفيان عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن بكير - به وهذا حديث غريب من هذا الوجه ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين إلا موسى بن جبير
ومن كلام بن كثير هذا يتضح أن الزهرة هي التي اغوت الملكين هاروت وماروت وهذا ايضا يدل ان اصل الخرافة موجود في القرأن وعنوان الاسطورة قراني بحت وبما ان الزهرة هي التي اغوت الملكين فكان يجب لعنها لذلك يروي بن كثير في نفس الصفحة رواية عن عبد الله بن عمر الصحابي المعروف :
وقال أبو جعفر بن جرير رحمه الله حدثنا القاسم أخبرنا الحسين وهو سنيد بن داود صاحب التفسير أخبرنا الفرج بن فضالة عن معاوية بن صالح عن نافع قال سافرت مع ابن عمر فلما كان من آخر الليل قال يا نافع انظر طلعت الحمراء ؟ قلت لا مرتين أو ثلاثا ثم قلت قد طلعت قال لا مرحبا بها ولا أهلا قلت سبحان الله نجم مسخر سامع مطيع . قال : ما قلت لك إلا ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
طبعا عبد الله بن عمر بعد لعن الزهرة أكد انه سمع ذلك من محمد نفسه ولم يخترع شيئا من عنده .
ويروي بن كثير نفس القصة عن علي بن طالب فيقول :
سمعت عليا - رضي الله عنه - يقول كانت الزهرة امرأة جميلة من أهل فارس وإنها خاصمت إلى الملكين هاروت وماروت فراوداها عن نفسها فأبت عليهما إلا أن يعلماها الكلام الذي إذا تكلم به أحد يعرج به إلى السماء فعلماها فتكلمت به فعرجت إلى السماء فمسخت كوكبا - وهذا الإسناد رجاله ثقات وهو غريب جدا -
وقد ذكر بن كثير روايات كثيرة جدا تؤكد ان كوكب الزهرة كان أمراة اغوت هاروت وماروت فمسخها الله الى كوكب وهو كوكب الزهرة ! وقد ذكرنا تلك الروايات في مقالة ( الملائكة تشرك وتقتل وتزني )
ويذكر بن كثير رواية طويلة وبها تفاصيل اكثر ويقول ان اسنادها جيد الى عبد الله بن عمر :
كنت نازلا على عبد الله بن عمر في سفر فلما كان ذات ليلة قال لغلامه انظر طلعت الحمراء لا مرحبا بها ولا أهلا ولا حياها الله هي صاحبة الملكين قالت الملائكة يا رب كيف تدع عصاة بني آدم وهم يسفكون الدم الحرام وينتهكون محارمك ويفسدون في الأرض قال إني قد ابتليتهم فعل إن ابتليتكم بمثل الذي ابتليتهم به فعلتم كالذي يفعلون قالوا لا قال فاختاروا من خياركم اثنين فاختاروا هاروت وماروت فقال لهما إني مهبطكما إلى الأرض وعاهد إليكما أن لا تشركا ولا تزنيا ولا تخونا فأهبطا إلى الأرض وألقي عليهما الشبق وأهبطت لهما الزهرة في أحسن صورة امرأة فتعرضت لهما فراوداها عن نفسها فقالت إني على دين لا يصح لأحد أن يأتيني إلا من كان على مثله قالا وما دينك قالت المجوسية قالا الشرك هذا شيء لا نقربه فمكثت عنهما ما شاء الله ثم تعرضت لهما فأراداها عن نفسها فقالت ما شيئا غير أن لي زوجا وأنا أكره أن يطلع على هذا مني فأفتضح فإن أقررتما لي بديني وشرطتما لي أن تصعدا بي إلى السماء فعلت فأقرا لها بدينها وأتياها فيما يريان ثم صعدا بها إلى السماء فلما انتهيا بها إلى السماء اختطفت منهما وقطعت أجنحتهما فوقعا خائفين نادمين يبكيان وفي الأرض نبي يدعو بين الجمعتين فإذا كان يوم الجمعة أجيب فقالا لو أتينا فلانا فسألناه فطلب لنا التوبة فأتياه فقال رحمكما الله كيف يطلب أهل الأرض لأهل السماء قالا إنا قد ابتلينا قال ائتياني يوم الجمعة فأتياه فقال ما أجبت فيكما بشيء ائتياني في الجمعة الثانية فأتياه فقال اختارا فقد خيرتما إن أحببتما معافاة الدنيا وعذاب الآخرة وإن أحببتما فعذاب الدنيا وأنتما يوم القيامة على حكم الله فقال أحدهما إن الدنيا لم يمض منها إلا القليل وقال الآخر ويحك إني قد أطعتك في الأمر الأول فأطعني الآن إن عذابا يفنى ليس كعذاب يبقى وإننا يوم القيامة على حكم الله فأخاف أن يعذبنا قال لا إني أرجو إن علم الله أنا قد اخترنا عذاب الدنيا مخافة عذاب الآخرة أن لا يجمعهما علينا قال فاختارا عذاب الدنيا فجعلا في بكرات من حديد في قليب مملوءة من نار عاليهما سافلهما - وهذا إسناد جيد إلى عبد الله بن عمر -
وقد ذكر هذه القصة القرطبي والطبري والسيوطي وغيرهم وايضا ذكرها بن حجر العسقلاني وصححها :
عن مجاهد قال : كنت نازلا على عبد الله بن عمر في سفر ، فلما كان ذات ليلة قال لغلامه : انظر طلعت الحمراء ؟ لا مرحبا بها ولا أهلا ولا حياها الله ، هي صاحبة الملكين ، قالت الملائكة : رب كيف تدع عصاة بني آدم وهم يسفكون الدم الحرام ، وينتهكون محارمك ، ويفسدون في الأرض ؟ فقال : إني قد ابتليتهم ، فلعلي إن ابتليتكم بمثل الذي ابتليتهم به فعلتم كالذي يفعلون ؟ قالوا : لا . قال : فاختاروا من خياركم اثنين ، فاختاروا هاروت وماروت ، فقال لهما : إني مهبطكما إلى الأرض ، وأعهد إليكما : أن لا تشركا بي شيئا ، ولا تزنيا ، ولا تخونا ، فأهبطا إلى الأرض ، وألقى عليهما الشبق ، وأهبطت لهما الزهرة في أحسن صورة امرأة ، فتعرضت لهما ، فأراداها عن نفسها ، فقالت : إني على دين لا يصلح لأحد أن يأتيني إلا إن كان على مثله . فقالا وما ذلك ؟ قالت : المجوسية . قالا : الشرك هذا لا نقربه . فسكتت عنهما ما شاء الله ، ثم تعرضت لهما ، فأراداها عن نفسها ، فقالت : ما شئتما غير أن لي زوجا ، وأنا أكره أن يطلع على هذا مني فأفتضح ، فإن أقررتما بديني ، وشرطتما لي أن تصعداني إلى السماء فعلت ، فأقراها وأتياها ، ثم صعدا بها ، فلما انتهيا بها اختطفت منهما وقطعت أجنحتهما ، فوقعها يبكيان ، وفي الأرض نبي يدعو بين الجمعتين ، فإذا كان يوم الجمعة أجيب ، فقالا : لو أتينا فلانا فسألناه أن يطلب لنا التوبة ، فأتياه ، فقال : رحمكما الله كيف يطلب أهل الأرض لأهل السماء ؟ فقالا : إنا قد ابتلينا . قال : إئتياني ، فقال : اختاروا قد خيرتما ، إن أحببتما معاقبة الدنيا وأنتما في الآخرة على حكم الله ، وإن أحببتما عذاب الآخرة ، فقال أحدهما : الدنيا لم يمض منها إلا قليل ، وقال الآخر : ويحك إني قد أطعتك في الأمر فأطعني الآن ، إن عذابا يفنى ليس كعذاب يبقى ، فقال أما تخشى أن يعذبنا في الآخرة ؟ فقال : لا إني لأرجو إن علم الله إنا قد اخترنا عذاب الدنيا مخافة عذاب الآخرة أن لا يجمعهما علينا ، فاختاروا عذاب الدنيا فجعلا في بكرات من حديد في قليب مملوءة من نار عاليها وسافلها
كتاب العجاب /صحيح الاسناد
ويؤكد بن حجر العسقلاني الرواية وصحتها ويوضح ان المرأة كانت فارسية واسمها اناهيد :
عن عمير بن سعيد قال : قال علي : أرأيتم هذه الزهرة تسميها العجم ( أنا هيد ) وكانت امرأة وكان الملكان يهبطان أول النهار يحكمان بين الناس ويصعدان آخر النهار فأتتهما فأراداها على نفسها ، كل واحد من غير علم صاحبه ، ثم اجتمعا فراودها ، فقالت لهما : لا إلا أن تخبراني بم تهبطان إلى الأرض وبما تصعدان . فقال أحدهما للآخر : علمها . فقال : كيف بنا لشدة عذاب الله ؟ قال : إنا لنرجو سعة رحمة الله ، فعلماها ، فتكلمت به فطارت إلى السماء ، فمسخها الله فكانت كوكبا
كتاب العجاب / اسناده صحيح
ويذكر بن حجر العسقلاني في كتابه ( القول المسدود ) نفس القصة ويذكر الحديث ثم يقول ان له طرق كثيرة .
ويذكر الهيثمي ايضا نفس القصة في كتابه المعروف ( مجمع الزوائد ) ويصححها وهذا نصها :
إن آدم صلى الله عليه وسلم لما أهبطه الله تبارك وتعالى إلى الأرض قالت الملائكة أي رب أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون قالوا ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال الله تبارك وتعالى للملائكة هلموا ملكين من الملائكة حتى يهبط بهما إلى الأرض فننظر كيف يعملان قالوا ربنا هاروت وماروت فأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن البشر فجاآها فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تكلما بهذه الكلمة من الإشراك قالا لا والله لا نشرك بالله أبدا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي تحمله فسألاها نفسها فقالت لا والله حتى تقتلا هذا الصبي فقالا لا والله لا نقتله أبدا فذهبت ثم رجعت بقدح خمر تحمله فسألها نفسها فقالت لا والله حتى تشربا هذا الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة والله ما تركتما شيئا مما أبيتماه علي إلا فعلتماه حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا
رجاله رجال الصحيح غير موسى بن جبير وهو ثقة
والقصة مذكورة في كتب كثيرة جدا ومن اهم علماء اهل السنة ولو ذكرناها كلها لأحتجنا الى مجلدا كبيرا ، ولكننا اكتفينا بهذه الروايات الكافية وبهولاء العلماء الذين يعدون من اهم علماء اهل السنة ولا يماري فيهم احدا .
وهذه القصة الخرافية اظهرت بوضوح كيف كانت نظرة محمد واصحابة الى الكواكب والنجوم والفلك والكون بصفة عامة ، فهل يعقل ان يكون كوكب الزهرة العظيم في اصله أمرأة من اهل فارس اسمها اناهيد ؟ وهل يعقل أن يسخط الله على امرأة فيجعلها كوكبا عظيما ؟ وهل لم يكن كوكب الزهرة موجودا قبل هذه القصة ؟
أن هذه قصة واحدة فقط من عديد القصص التي تكشف حقيقة نظرة محمد للكون وسنتحدث عنها تباعا .
علي سعداوي
التعليقات (0)