مواضيع اليوم

من خارطة مخلفات الحروب

سـامي جلال

2011-06-09 08:34:13

0

في عالم متوتر الأبعاد ، تتضارب خلاله المصالح بين سياسات رسمت على خرائط مخلفات الحروب لتتولد منها صراعات فكرية و عقائدية ذات ابعاد جغرافية تجاوزت حدود منشأها .. شعوب توارثت تأريخ كُتبَ بدماءها ، علاقات اختلطت تركيباتها ، مصالح تتلاقى و تفترق في منعطفات عديدة ، احيانا تجتمع في لغة واحدة و تفترق في معانيها، و احيانا اخرى تلتقي معانيها و تفترق لغتها ، لغة اللسان ، لغة السلاح ، لغة الهوية ، لغة الدين و الخ من مسميات اللغات..
تقاطع الطرق بيت الزمن الماضي و تعثرهِ عند الحاضر و تعدد تفرعات الزمن القادم ، فوضى ما بعدها فوضى ، حاربنا سلبيات الماضي و ارتدينا زيِّ الثورة ، تربعت رؤوسنا عمامات بيضاء و سوداء لا منطقة وسطى بينها ، هذا حلال و تلك حرام, حين اثقلت كاهلنا نزعناها، فعوضنا عنها القبعات و رقعناها بالنجوم و النسور ، تستلهم جزءٍ من تاريخنا القديم بالفراسة و عمق نظر الصقور ، اعتقدنا اننا وجدنا ضالتنا بالهوية الجديدة، فحمل كل لون اسما قوميا و حين تعارضت دمجناها دينية قومية و الرب منها براء , فما دعا الله اليه هو امةٌ عمادها التقوى فلا فرق بين عربي ٍ و اعجمي إلا بالتقوى .. تقوانا اليوم لا تسمح بهوية دون سواها ، تكفر اصحاب الكتب السماوية الأخرى ، لا خيار لعبادة الخالق إلا من باب واحد ، وفي محراب واحد ، تناسينا ان الأرض متعددة الأبواب و الأتجاهات و الغينا الشرق و الغرب ، كذلك الشمال و الجنوب و غاب عن ذهننا انه مهما تعددت المداخل و المخارج إلا ان الله واحد ، فكيف تجرأنا على اقفال و حرق أبواب العبادة الأخرى ....
الوطن للجميع و الله للجميع و كل دار سكنها البشر هي من بيوت الله ، لكن هذا دينكم و ليَ دين ، هكذا شاءت السماء ان تحتوينا الأرض، فما بال ذاك العبد الذليل ان يلغي ذاك الأنسان و أن يلغي تلك القوميات من مكونات امة خلقها الله من شعوب مختلفة لتتعارف و تتزاوج مع بعضها البعض غايتها السلام .
وبعد فوضى اسقاط الرؤوس هل من الممكن ان نلغي الأخرين من احلامهم في المشاركة بحرية الرأي و التعبير و العيش بكرامة لا تقل عن باقي أهل الأمة ..؟





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات