إستكمالا لموضوع الحقد والبغضاء .... ما زالت عبارة صراع الحضارات تتنامى إلى مسامعنا. وسمع جميعنا قبل عدة سنوات عن إجتماعات لممثلي الأديان على مستوى الشعوب والديانات لتفادي هذا الصراع لكن رغم ذلك كله لا يزال الصراع على أشده. وآخر جولاته كان مسودة قرار لجنة الكونجرس الأمريكي باتهام أخر الإمبراطوريات الإسلامية بارتكاب المذابح والمجازر البشعة بحق شعب لا يدين بالإسلام. وقرار هذه اللجنة الذي مرر قبل عدة سنوات بأغلبية 27 صوتا مقابل 21 في ظاهره يدين عملاً بشعاً لحكومة دولة إسلامية ضد شعب يعتنق دين اخر كانت تحكمه، إلا أن باطنه محاكمة لآخر الخلفاء المسلمين الذي رفض تسليم القدس. ورغم رفض البيت الأبيض للقرار والرفض التركي الحاد والسريع والحاسم إلا أنه وكما علمتنا الأيام وشاهدنا مدى التطاول على الاسلام وعلى نبينا وسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم تحت مبدأ حرية الفكر، نجد الإتجاه لإدانة الإمبراطورية العثمانية. فإذا قبلت تركيا بذلك يأتي دور الخليفة المسلم لمحاكمته بإرتكابه مجازر ضد شعب مسيحي . من هنا تكتمل سلسلة الهجوم المتواصل على الاسلام بأنه دين عنف وقتل.
وبمراجعة التاريخ نجد أن العثمانيين حفظوا للأرمن عقيدتهم ولغتهم وثقافتهم كما حفظ جميع الخلفاء المسلمين لكل الشعوب التي حكموها خصوصياتهم دون أي ضغط على المعتقد.
وفوق ذلك فقد كانت للأرمن بطريركية أرمنية في الاستانة كما منحوا في عهد السلطان عبدالعزيز حكماً ذاتياً وتقلد أبناؤهم مناصب عليا في الدولة حتى وصلت لرئاسة الوزراء.
لكن إستغلال الحرب الروسية عام 1877لإقتطاع جزء من الدولة العثمانية لصالح الأرمن وسقوط قتلى بين الطرفين لايستحق كل هذه الجلبة وإستغلالها للإساءة للإسلام وإستمرار صراع الحضارات بأشكال وصور مختلفة. وإلا ماذا نقول عن إبادة الشعوب الأصلية في استراليا والولايات المتحدة.
التعليقات (0)