حين توفي السلطان الكبير وآل الحكم إلى ولي العهد طبقا لدستور السلطنة رأت حاشية السلطان الراحل أن يكلفوا (السروجي) ...(المنجد) أن يجهز وسادة لوضعها على كرسي السلطنة لتكون مريحة لمؤخرة السلطان الصغير....
أجاد السروجي صناعة الوسادة إلى حد أن (غطس) 6فيها السلطان الجديد حتى غطت الوسادة أذنيه وأغلقت عينيه!!.
لما كان هذا هو وضع السلطان حين اعتلى كرسي السلطنة فقد راح في سبات عميق ولم تسمع أذناه نداء العسس ولا وزير السلطنة كلما جاء ليسأل السلطان عن شأن من شئون السلطنة....
في كل يوم يأتي طالب لمشورة السلطان فيقال له إن السلطان ما زال مستغرقا في نومه وحين يستيقظ سوف نعرض عليه مسألتك....
بقي الحال على ذلك ومرت سنوات طويلة والسلطان مستغرقا في نومه لا يريد أحد أن يزعجه ولا بأس ما دام وزير السلطنة ومعاونوه يأخذون القرار....
أحيانا كان السلطان يستيقظ للحظات ليتناول بعض الطعام فيستغل الوزير الفرصة ويسأله فيرد في غضب ...قلت لك لا تزعجني يا وزير....
وجاء يوم علت فيه الجلبة والضوضاء في باحة القصر فتململ السلطان في نومه واعتدل وسأل غاضبا ...يا وزير السلطنة : ماذا يحدث في الخارج؟
قال الوزير لا تنزعج يا سلطان العصر أنهم بعض الدهماء من الغوغاء ...كان جسد السلطان قد وهن من طول النوم والغوص في الكرسي الوثير...
وفجأة دخل بعض الغوغاء إلى القصر حتى بلغ كرسي السلطنة وأزاحوا عن أذني السلطان وسادته وكشفوا عينيه فوجدوه ما زال حيا فعجبوا !!!
نطق السلطان بكلمات ضعيفة متهافتة (مااااذا تووريييدون؟)
...فوثب عليه بعضهم وضيق عليه الخناق حتى أوشك أن يموت....
ثار العسس وحاولوا مقاومة هؤلاء المقتحمين للقصر ولكن كان الوضع ينذر بالخراب العاجل للقصر والانتقام من العسس....
تقدم قاضي القضاه وقال إن عصر السلطان قد أشرف على الانقضاء ولا بد أن نبحث عن وريث للسلطنة بعد أن أصاب الضعف هذا السلطان الهرم!!!
تعالت الأصوات وساد الهرج وسقط القاضي بين الأقدام وهرب أكثر العسس وامتلأت باحة القصر بالغوغاء واستيقظت السلطنة على عصر جديد.....
التعليقات (0)