07 - أختي الصغــرى !
لم أكن لأصدق بأنها نضجت ، لو لم أفق على وقع هذيانها تلك الليلة . وهي تردد إسمه ، وتتغزل به في أحلامها . كانت تتلوى في فراشها بعنجهية . وتمارس طقوس الإغراء بين أحضانه في منامها ..
لم أكن لأتنبه لهيامها به ، لولم تصبح مزاجية ، وإنعزالية ، وشاحبة ، وكئيبة . الكآبة التي تعرف كل إمرأة - سكبت من قدح أنوثتها قطرة - بأنها تتزامن وموسم التفتح ، والنضوج . وتتزامن مع الرغبة الجامحة في القطاف ، أوالرعاية والإهتمام على أقل تقدير ..
أيُعقل أنها تحبه ؟ . لكنه متزوج ؟! . أينبغي أن أتقصى عن الأمر ؟ أم أن إزدرائي لنفسي بعتابها ولومها - فيما لو كان الأمر صحيحا - سيجعلني مثيرة للشفقة ؟ إذ كيف سأنتهرها ، وأنهيها عن أحلام لطالما إدّثرتُ بها قبلها ، بل وتماديت فيها حتى أصبحت واقعا يلازمني ؟ . كيف سأقنعها بأنها فتحت عيناها على الرجل الخطأ ؟ .
كيف سأقول لها بأن الرجل المتزوج يعبق بروائح المرأة التي يستيقظ بجانبها صباحا . تشمها العذارى ، فتستهويهن ، ويقعن في الفخ الذي يصعب الخروج منه بعد ذلك؟ . كيف سأخبر أختي الصغرى بأن ذاك الحب سرابٌ لعوبٌ لايروي أي عطش ؟ وكيف سأقنعها بعدم قبول دورٍ تكون فيه شبحا يطارد الرجل في حياته الأخرى . ووهم يوهن قلبها وينكد عليها حياتها ؟ .
همَست لي بخجل - مغرورقة العينين كما لو كانت قد إرتكبت جُرما غير مسبوق - وسألتني عن قدح الأنوثة وعن سر القطرات ؟ .. حضنتها إليّ . وربت على كتفها . وهمست لها : إنها دورة الحياة يا أختي الصغيرة . دورة الحياة.
ــــــــــــــ
تاج الديــن : 03 - 2010
التعليقات (0)