02 - حواء المغرورة :
الزمن مسافات إفتراضية ، تضم تفاصيل الحياة الفعلية والحقيقية ، وما بين المسافة والمسافة تتعثر خطى البشر ، المُكبلين بسلاسل الماضي ، والحاضر ، والمستقبل ، ومع كل تلك الضغوط يتحرر بعضهم من الآلام الجسدية ، وجراحاتهم النفسية ، ويسمون بأنفسهم درجاتٍ نحو السكينة..
السر إذن في السكينة ... حتى ولو كانت بشكل عكسي ، أو كانت (ألم سكينة) ...؟!
ومضاتٌ من حياتها الغابرة تشعرها بالرضى القصير ، أما مايتبقى فهو فلاشات مظلمة وباهتة ، إنعكست على ملامحها ، وكست لونها ضبابية وشحوباً ..!
حين كانت صغيرة ، كانت تنتظر من الحياة أن تستمر بمنحها كل ما هو آسر وجميل ، لأنها هي نفسها كانت على قدر من الجمال ، الذي جعلها مرغوبٌ فيها ومن كل المحيطين بها ، بل إن طلباتها تكاد تكون بحجم الأوامر ، لم تجد ما يصعب عليها تحقيقه ، ولم تجد أبوابا بقيت موصدة في وجه وجهها الجميل ..
فغارت على نفسها من نفسها ، وأشعلت نيران الفتنة في كل خطوة خطتها ، وكل حركة قامت بها ، وفي كل كلمة نطقت بها شفتيها ، وكل نظرة أرسلتها (سهما من سهام الإغواء) من عينيها ..
نامت في سكرة (أناها) فترة ، واستفاقت مشدوهة ، بعد أن إختزلت حياتها (بغرورها) من : الطفلة ، إلى العانس ... وما بين الأولى والأخيرة ، أزمنة هاربة ، ومسافات مفقودة .؟!
ــــــــــــــــ
التعليقات (0)