01 - عارُ العصبيــة :
والدٌ لستة بنات ( ماشاء الله ) ، والبكر منهن على عتبات العنوسة ، وآخر العنقود قد بانت تفاصيل جسدها ، وبدأت تشعر بسطوة أنوثتها ، ومابين الأولى والأخيرة مربض ألمه ، وحسراته ، وندمه الذي لايدعه الكبرياء يعترف به ليشفى صدره ... وكأنه فضل أن يعيش في العذاب ، لأن من العذاب ما يُشفي ، ويمسح الخطايا ..!
يوم تقدم أحد الشبان لخطبة إبنته البكر ، شعر في قرارات نفسه بالغبطة والسرور ، لكنه كابر واستصغرالشاب ، واحتقره ، رغم أن مواصفاته الدينية والدنيوية كانت بنسب مقبولة .. ونعته بالصعلوك الراغب بالزواج من ابنة الملك ..!
ومنذ تلك اللحظة حكم على بناته بلعنة العنوسة ، وفتح على نفسه باب العار الذي بدأ يتكشف مع سيرة بناته التي أصبحت على ألسنة أهل (القرية) .. وبقيت ذكرى تلك اللحظة شوكة في حلقه تمنعه عن توجيههن نحو الصواب ، أوانتشالهن من براثن الخطأ والخطيئة .. كيف لا وهو الذي لم يعد يمتلك ماء الوجه للنصيحة ، أو إبداء رأي مهما كان صائبا ، أو حتى مسموعا ، بعدما أضاع على بناته فرصهن في الحياة السوية ، وبناء أعشاش سعادتهن .. فأي نصيحة بقيت ليقدمها بعدما تنكر لحقيقة الإنسانية التي سُخرت من أجلها النصيحة ؟! ..
هو الصعلوك اليوم ، وبالأمس كان يدعي المُلك .. وهو الخاسر الوحيد من حرب أقامها بعدما تراءت له خيالات عصبية (معدومة) ، بأنه أحسن من الآخر ، وأرفع من الآخر ، وأسمى من الآخر .... الآخر الذي سمى فعلا وتركه مع خطيئته في الحضيض .
[تاج الديـــن : 11 - 2009]
التعليقات (0)