مواضيع اليوم

من حرب 67 الى السلام (نظرة موضوعية)

بندر العتيبي

2010-10-02 09:44:36

0

 من حرب 67 الى السلام (نظرة موضوعية)

 بحث في التاريخ السياسي

     إن من يدرس الصهيونية كفكرة وعقيدة وبمقياسها التاريخي وعقلية روادها الأوائل, ومن توارثوا أفكارهم, لا بُد وأن تشُده تلك الظواهر السياسية والإيديولوجية التي ميزت الحركة عن غيرها كحركة استعمار استيطانية عنصرية إحلاليه – أي – إحلال اليهود وتكوينهم في عملية قومية, وإجلاء شعب كامل عن أرضه (1).

     لقد مهدت بريطانيا أرض فلسطين لتكون مستقبلاً, معقلاً للحركة الصهيونية العالمية عبر ما سنته من قوانين وما قامت به من أعمال منافية للقوانين والأعراف الدولية التي تُحدد صلاحيات سلطة الانتداب, فكانت اللُعبة, ووُلدت إسرائيل, وحدثت المآسي, إنها فلسطين السليبة التي لم تعُد "أرض السلام" وموطن غصن الزيتون (2).

     لقد أسفرت حرب 1967م عن إحداث تغيير في الوضع الجغرافي, والحدود, بيد أنها لم تنجح في إحداث تغيير في التفاهم القائم زعماء الدولتين المتجاورتين, ولم تُغير المفهوم القائم بمدى أهمية وجود إسرائيل ولا بالنظرية القائمة بمكانة الأردن للأمن الإسرائيلي.

      إن الملك حُسين عرف من أين تؤكل كتف السياسة الدولية, وخاض حرباً من أجل الحفاظ على مملكته, بما في ذلك الاتصال مع الزعماء الإسرائيليين, والجيش العربي الذي لم يتوانى عن القيام بواجبه.   

(1) منير الهور, وطارق الموسى, مشاريع التسوية للقضية الفلسطينية, المؤسسة العربية للدراسات والنشر, دار الجليل, عمان – الأردن, 1983م, ص 7.

(2) شريف العلوان, تسوية كامب ديفيد ومستقبل الصراع العربي الصهيوني, دار واسط للنشر, عمان-الأردن, 1987م, ص11.

و لا بُد من الإشارة هنا إلى أن الملك حسين ملك الأردن رفض توسلات وصفي التل بعدم خوض القتال ضد إسرائيل عام 1967م رغم ذلك الصراع التاريخي.

      بعث الملك حسين رسالة إلى رئيس الدولة الإسرائيلية الدكتور "حاييم هيرتسوغ" في الحادي عشر من أيار عام 1993م بمناسبة إنهاء فترة ولايته, كما تمكن الطرفان بعد خمسون عاماً من الصراع, وثلاثون سنة من المحادثات, وسنة واحده من المفاوضات العلنية, من التوصل إلى الهدف الذي رُسمت خطوطه الأولى في لقاء عام 1963م الذي أجراه الملك حسين مع الدكتور "يعقوب هيرتسوغ" المبعوث الخاص لرئيس الحكومة "ليفي إشكول" (1).

      منظمة التحرير الفلسطينية لم تكن تثق بحكومات الدول العربية التي كانت بنظرها, حكومات متآمرة على القضية الفلسطينية, كما أن حُكام هذه الدول كانوا يحاولون استغلال وتحطيم هذه النبتة الجديدة.

       ومن المستجدات على الساحة العربية والتي يمكن اعتبارها سبباً رئيسياً في حرب حزيران 1967م كان الهدف منها التوسع الصهيوني والقضاء على العاصفة التابعة لمنظمة فتح وأسباب إقليمية أخرى لم توضح بعد (2).

      الهزيمة التي تسببت فيها إسرائيل كانت كارثة, لا بل نكسه, وما أضعف هذه الكلمة, إنها نكبة عارٍ لا يطاق وأزمةٍ من أخطر ما واجهته الأمة العربية في تاريخها. إنها المأساة المروعة, كانت من أسواء ما حل بالعالم العربي في تاريخه الطويل, علماً بأنها ليست مفاجأة بالنسبة لي, وكيف لا تكون كذلك وقد وصلت إسرائيل في أقل من أسبوع إلى قناة السويس, ونهر الأردن,    

(1) موشية زاك, الحسين والسلام-والعلاقات الأردنية الفلسطينية, ترجمة دار الجليل, معهد بيغن –السادات للبحوث الإستراتيجية, جامعة بار إيلان, إصدار دار الجليل للنشر, عمان –الأردن, 2001م, ص 7-17.

(2) مصطفى طحان, مصدر داخل البحث, ص 329.

وأصبحت على بُعد 50 كيلو متراً من دمشق, مُحتلة بذلك سبعون ألف كيلو متراً مربعاً من الأراضي العربية, ومخضعة لحكمها مليون ونصف مليون عربي آخر وواضعة تحت حكمها وسيطرتها لأول مرة في التاريخ الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية (1).

      لذا يجب أن تكون الكتابة في أي موضوع مستنده إلى الحقيقة والواقع والعقلانية البناءة, فلا ينطلق الكاتب فيما يكتب من السطحية ولا يستهدف "المبني على الرجعية والتخلف", ولا ترهبة تجاه قول الحق لومه لائم في معالجاته للقضايا السياسية إذ يُفترض فيه أن يكون سلاحاً للحق والحقيقة وأن يكون ممن يقودون بالرأي النافع والذي كانوا متسببين في الوقوف أمام التطور كالحائط, الذين ليس لهم الدراية في العلم والسياسة من كل الجوانب, الذين نخشى أن يصبحوا بنسب أكثر عالةً ويصبحون عالةً على المجتمع بأكمله. فالحياة والموت بيد الله القدير, والمؤمن يعرف بأن لكل أجل كتابا (2).

      ونظراً لأهمية هذه الحرب – النكسة – حاولتُ إبراز وجهة النظر الإسرائيلية من حيث أسباب نشوب الحرب ونتائجها بالرغم من حساسية الموضوع. أيضاً ليعتمده المهتمين والأكاديميين في الجامعات رغم أنني قصدت أن يكون بحثي هذا بطريقة مبسطة ومستعجلة لحين الانتهاء من إنجاز الكتاب الثاني وموضوعة "السلام والصراع العربي الإسرائيلي", من القطع الكبير والذي أخذ مني جهد كبيراً منذ سنوات وبحول الله سأنتهي من العمل به من شباط لعام 2005م. 

(1) أديب نصور, النكسة والخطأ, دار الكتاب العربي, بيروت –لبنان, بلا, ص 9.

(2) خلف الخريشه, الملك حسين ودبلوماسية السلام, ط1, جمعية عمال المطابع التعاونية, عمان –الاردن, 1992م, ص 7.

00972592838491




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !