...... لاأحد ينكر أن مصر العظيمة قد ابتليت دائما بحكام يسومونها سوء العذاب . وقد زادت المصائب في العصر الحديث على يد رؤساء جعلوا مصلحتهم فوق مصلحة الشعب . نبدأ بالرئيس جمال عبد الناصر الذي تنكر لطموحات الشعب المصري وجعل مصر بيد ثلة من العسكر استحلت الأموال والأعراض . فهل يشك أحد في مفاسد النظام الناصري الذي أذل مصر وأهان العروبة وأغرق مصر في اشتراكية حمقاء لم تزد المصريين إلا فقرا . وفي المقابل فتحت أمام المفسدين طريق الاغتناءوالارتشاء. كما زين عبد الناصر للناس الفسق والرذيلة من خلال تشجيع الرقص العاهر و السهرات الماجنة وأفلام الخلاعة وأغاني الميوعة. ثم جر مصر إلى التهلكة في حرب خسرها الجيش المصري قبل بدايتها. لقد أنشأ نظاما بوليسيا تحكم في الرقاب لدرجة أن الشعب كان مستعدا ليغفر له ولو أحرق مصر كلها وذلك من شدة البطش الذي عامل به المصريين. أما شعب مصر اليوم فهو غير شعب الأمس بعد أن وعى الشعب بدوره في الحياة ولم يعد ذاك القطيع المسلوب الإرادة .. فهنيئا للشعب المصري ثورته من أجل الكرامة.
إن الثورة ليست رغبة جديدة عند المصريين. لقد نمت في أحشاء هذا الشعب الأبي منذ اتفاقية السلام التي وقعها أنور السادات ووقع في خزيها بلد بكامله إن لم نقل العرب جميعا.وتلك جريمة لم يغفرها أحد لأنور السادات.فالشعوب الأبية أبدا لا تغفر لمن أذلها. فكيف يتجرأ أذناب حسني مبارك على المطالبة بالتجاوز عن أخطاء حسني مبارك الذي باع الوطن لإسرائيل بقروش دون الستين.
حسني مبارك الذي حطم مصر كما لم يفعل أحد من قبله. ولا أظن مصر تتعافى من وبائه إلا بعد عقود. ألم يرهن أرض الوطن للأمريكيين؟ ألم يسلم ثروات مصر لإسرائيل؟ ألم يبح لليهود ذبح أطفال غزة بمباركة منه ؟
ليس أمام المصريين إلا طريق واحد.. أن يتحرروا من النظام العسكري الفاسد. وما حسني مبارك إلا صنيعة هذا النظام الذي نسي دوره في حماية الشعب المصري وأصبح حاميا لإسرائيل. وحاميا للمصالح الأمريكية. ولن يسترجع المصريون كرامتهم إلا إذا عادت الكلمة للشعب وعاد الحكم للشعب .
مصر الآن غارقة في الديون . مستباحة لأجهزة المخابرات الأجنبية. فاقدة لكل مقومات السيادة. ولن يخلص مصر غير شباب مناضل مكافح مجاهد طموح أبي مخلص لدينه ووطنه وأمته...
التعليقات (0)