ممارسة المسلمين للتعذيب :
- الجلد
تقسم العقوبات حسب الشريعة الاسلامية الى ثلاث أنواع (الحد – التعزير- القصاص) وينفذ الجلد في نوعين من انواع العقوبات وهي (الحد- التعزير) وهناك ثلاث أنواع من أنواع أقامة الحد يستخدم فيها الجلد وهي ( الزنى – القذف – شرب الخمر) ولا يطبق العقاب الا بعد تحقق شروط محددة مثل شهادة أربعة شهود في الزنى . أما التعزير فهو عقوبة تأديبية لكل مخالفة ليس فيها قصاص أو حد ويستخدم الجلد في التعزير في بعض الحالات وحسب أجتهاد الحاكم . وتعتبر العقوبات الجسدية في الشريعة الأسلامية كعقوبة تقابل مخالفة شرعية .
في عهد الدولتين الاموية والعباسية طبقت العقوبات لقمع المعارضين والمخالفين في الرأي كما حصل مع أبو حنيفة النعمان من قبل والي العراق الاموي حين رفض ابو حنيفة العمل معه فأمر الوالي بجلده مائة جلدة . وكما حصل لمالك أبن أنس حين أفتى بعدم صحة بيعة المنصور فتم جلده بسبب ذلك. في عهد الأموين ظهر ابتكار جديد تم تطبيقه في بعض الحالات وهو سكب الماء البارد على الشخص الذي تعرض للجلد لمضاعفة الألم .
- الرجم
وهي عقوبة تطبق ضد الزاني المتزوج ويدفن فيها جسده الى النصف ثم تلقى عليه الحجارة حتى الموت . هذه العقوبة محل خلاف بين المسلمين فمنهم من لا ياخذ بها لوجود نص قراني يحدد عقوبة الجلد للزنى مع عدم وجود نص قراني يتحدث عن رجم الزاني . أما من يؤيدون هذه العقوبة فهم يعتمدون على احاديث وروايات تثبت تطبيقها في زمن النبي وتثبت وجود اية خاصة بالرجم لكن نسخ نصها وبقي حكمها !!!
- قطع الأعضاء
تطبق عقوبة قطع اليد حسب الشريعة الأسلامية بحق السارق في حال توفر الشروط ويقطع فيها كف اليد من المفصل لكن هناك أختلاف في تطبيق هذه العقوية فهناك من يرى بعدم جواز قطع اليد في حال توبة السارق وهناك من يرى بوجوب قطع اليد حتى لو تاب السارق والفقه الشيعي يرى عدم وجوب قطع الكف بالكامل ويقتصر القطع على اربعة اصابع في حال توفر شروط أقامة حد السرقة لان الكف من مواضع السجود فلا يقطع كاملا بل يقطع منه جزء وهو أربعة اصابع . وأحدى عقوبات قطاع الطرق هي أن تقطع يديه اليمنى مقابل قدمه اليسرى (من خلاف) في حال توفر شروط تنفيذ هذه العقوبة لكن في العصرين الأموي والعباسي كانت التهم تلقى على المعارضين ويتم تقطيع أوصالهم ليس بسبب مخالفتهم للشريعة بل بسبب معارضتهم للدولة. وأشتمل قطع الاعضاء على اليدين والرجلين واللسان والأنف والاذن والعضو التناسلي للرجل فضلا عن قلع الاسنان . وفي العصر العباسي تم تطوير قطع الاعضاء حيث لم تكن تقطع اليد أو الرجل دفعة واحدة بل على مراحل لتعريض الشخص لألم البتر أكثر من مرة وفي مراحل متطورة لم يكن يستخدم السيف الحاد بل كانت تستخدم اداة حديدية أقل حدة من السيف ولك أن تتخيل مستوى المعاناة .
- سلخ الجلد
وأستخدم هذا الأسلوب المعتضد بالله العباسي بحق أحد قادة الخوارج حيث تم أسره وسلخ جلده . وأستخدم أيضا من قبل المعز الفاطمي حين قام بألقاء القبض على الفقيه أبو بكر النابلسي الذي قال (لو ان معي عشرة أسهم لرميت تسعة في المغاربة وواحدا في الروم . فتم سلخ جلده و حشيه بالتبن .
- الحرق
وهو أسلوب أستخدم في عهد الدولة الأموية حيث قاموا بحرق المعارضين لهم وهم أحياء لكن العباسيين كانوا أكثر أبداعا فقاموا بتعظيم مستوى الألم والعذاب من خلال شوي معارضيهم على نار هادئة حيث يربط الشخص على خشبة وتوقد تحتها نار ويدار جسده فوقها كما يدار جسد الخروف أو الغزال .
- التعطيش
وهو اسلوب استخدمه جيش يزيد أبن معاوية مع معسكر الحسين أبن علي حين تم محاصرة المعسكر في كربلاء ومنع عنه الماء ويعتبر هذا الفعل شذوذا عن الاعراف الأخلاقية لدى المحاربين فمن المعيب في عرف المحاربين منع الماء عن الخصم او ترويع الاطفال أو الاسائة للنساء أو طعن الخصم من الخلف أو الاجهاز على جريح فهناك أعراف متبعة في القتال تعتبر خطوط حمراء . وأستخدم التعطيش أيضا من قبل الدولة البويهية بحق أشخاص هجموا على الحجاج وقتلوا بعضهم وفر من بقي منهم الى الصحراء وماتوا عطشا فقام الوزير البويهي فخر الملك بالقبض عليهم وربطهم قرب سيل ماء من باب تعذيبهم أشد درجات العذاب حيث انهم يرون الماء ولا يستطيعون شربه وماتوا من العطش .
- رفع الرؤوس بالرماح
وهو أسلوب يستخدم للتنكيل والتمثيل بالخصم وللتعبير عن النصر ومحاولة لأيصال رسالة لعامة الناس بانهم سيتعرضون لمصير مشابه في حال وقوفهم بوجه الدولة أو أنتقادهم لها. واستخدم لأول مرة في عهد معاوية أبن أبي سفيان حين تم رفع رأس عمرو أبن حمق الخزاعي . وفي عهد يزيد أبن معاوية تم رفع رأس الحسين أبن علي وأهل بيته وصحبه بعد أن قتلوا من قبل جيش عبيد الله أبن زياد وتم تسليب جثامينهم واخذت نسائهم اسارى بطريقة غير أنسانية . وأشتهر عهد يزيد بالفساد وأنحراف السلطة وأنتهاك حقوق الانسان بشكل مفضوح أكثر من عهد أبيه وتعتبر واقعة الطف التي قتل فيها الحسين أبن علي واهل بيته وصحبه وواقعة الحرة التي قتل فيها صحابة النبي محمد والاف من أهل المدينة وتعرض نسائهم للأغتصاب خير معبر عن مستوى أنحدار يزيد أبن معاوية ودمويته وأنحرافه الاخلاقي .
- سجن الديماس
أحد سجون الحجاج ابن يوسف الثقفي وهو عبارة عن حفرة في باطن الأرض ضيقة الى درجة أن المسجون لا يجد الا موضع جلوسه وهو مكان طعامه و غائطه وتبوله في نفس الوقت وكان يتم ربط كل خمس مساجين بسلسلة واحدة فأذا أراد أحدهم أن يقوم يجب أن يقوم الجميع معه .
- السجن في العراء
أحد سجون الحجاج فيه ثمانين ألف سجين وسجينة بغير جرم (50000 رجل و30000 أمرأة ) و هو عبارة عن مساحة واسعة مسيجة بسياج عالي يحرسه الحرس ولم يكن فيه سقف فكان السجناء معرضين لكل أحوال الطقس بشكل مباشر كحرارة الشمس وبرد الشتاء والامطار والرياح . كان المسجون يقيد بسلاسل وكان الحراس يضربونه بالسهام أذا حاول الاحتماء بظل السياج من حرارة الشمس أو أذا حاول تغطية رأسه بيده اما عن طعام السجناء فكانوا يقدمون لهم الخبز الممزوج بالرماد والماء المالح .
- الصلب
وهي احدى العقوبات التي تستخدم ضد قطاع الطرق حسب الشريعة الأسلامية ولا يكون الصلب والانسان حي بل يصلب بعد قتله . لكن في عهد الدولتين الاموية والعباسية كان ينفذ الصلب على معارضيهم وكان يصلب الشخص على جذع شجرة ويبقى كذلك لفترة لأرعاب الناس ومن أشهر الشخصيات التي صلبت زيد ابن علي وقد تم قتله وصلبه في عهد الامويين وبقي مصلوبا لمدة أربع سنوات !!! اما العباسيين فقد قام خليفتهم الاول أبو العباس السفاح بعمل قل نظيره حيث أمر بنبش جميع جثث خلفاء الامويين وجلدهم ثم صلبهم.
- الخنق بالنورة
وهو اسلوب استخدمه اخر خلفاء الامويين مروان أبن محمد مع زعيم الدعوة العباسية أبراهيم الامام حيث وضع رأسه في جراب مليء بالنورة وتم أحكامه جيدا فمات مختنقا .
- مائدة الاجساد المحتضرة
أعطى أبو العباس السفاح الامان للامويين وأستضافهم لكن بعد أن حرضه شاعر بأبيات شعر ذكرته بما فعلوه حين كانت الخلافة في يدهم أمر بقتلهم عن طريق ضربهم بالحديد على رؤوسهم بشدة وبعد ان أشتد أنينهم قام السفاح بفرش بساط الطعام على أجسادهم وتناول طعامه وهو يستمع الى أنين احتضارهم .
- الحيوانات المفترسة
قام الخليفة العباسي هارون الرشيد بتقديم بعض معارضيه كطعام لحيوانات مفترسة جائعة . كما حدث ذلك مع يحيى أبن عبد الله أبن الحسن المثنى .
- سجن المطبق
وهو سجن تحت باطن الارض بناه المنصور العباسي وأودع فيه العباسيين خصومهم السياسيين وهذا السجن لا يدخله ضوء الشمس لذلك المسجونين فيه لا يعلمون الليل من النهار . وكانت وضعية المساجين فيه مريعة ويفقدون القدرة على النظر تدريجيا أضافة الى الاثار السلبية بسبب عدم تعرض الجسد لأشعة الشمس .
- تنور الزيات
وأبتكر هذه الاداة محمد بن عبد الملك الزيات وزير وشاعر الخليفة العباسي الواثق بالله وهو عبارة عن تنور من حديد او خشب على أختلاف الروايات وفيه مسامير حادة الرأس متجهة الى الداخل وفي داخله خشبة مستعرضة يجلس عليها الشخص وبطبيعة الحال في البداية يستطيع السيطرة على توازنه وتفادي أنغراس المسامير في جسده لكن بعد أن يمضي الوقت ويغلبه النعاس سيشعر برغبة كبيرة في الاستناد الى شيء وهكذا سيدخل في أمرين احلاهما مر فاما أن يبقى يعاني من شدة النعاس وعدم القدرة على النوم او ينغرس جسده في المسامير والمفارقة أن محمد بن عبد الملك الزيات ذلك الشاعر والوزير الذي ابدع في أختراع هذه الاداة وقع في شر أعماله وتم تعذيبه بتنوره من قبل الواثق بالله .
- التعذيب بالماء المغلي
وأستخدم هذا الأسلوب الخليفة العباسي أبو العباس السفاح مع الاديب عبد الحميد بن يحيى أبن سعد العامري المعروف بعبد الحميد الكاتب وكان ذو صلة وثيقة بمروان أبن محمد اخر خلفاء الأمويين وحين القي القبض عليه أمر السفاح العباسي أن يجلب طشت ماء مغلي ويسكب عليه مرارا وتكرار وأستمر هذا الحال الى أن مات .
- العمود المجوف
وهو عمود كبير مبني من الطابوق مجوف من الداخل يوضع الشخص داخله ثم تغلق الفتحة عليه ويلقى حتفه وهو على هذه الحالة مسجون في عمود محكم من جميع جوانبه . وأستخدم هذا العمود في عصر العباسيين .
- أخراج الروح عن طريق اخر
ارتأى المعتضد العباسي أن يخرج روح الأنسان من دبره فكان يأمر بسد جميع الفتحات في جسده ويدفنه في التراب بشكل معكوس كي لا تجد الروح مخرجا غير الدبر فتضطر الروح بذلك لتطبيق رغبة المعتضد . وفي رغبة أخرى كان يحب أن تخرج الروح من فوق الحاجبين فكان يأمر بسد جميع الفتحات في الجسد ما عدا الدبر ثم يستعملون منفاخ في نفخ بطنه بالهواء عن طريق دبره فتنتفخ بطنه ثم يقومون بشق الاوردة التي فوق الحاجب لتخرج منها الروح .
- الخازوق
وسيلة من وسائل التعذيب التي أستخدمتها الدولة العثمانية وهي عبارة عن عصا طويلة تدخل من دبر الانسان وتأخذ طريقها في جسده الى أن تخرج من أعلى الكتف الايمن . وكانت الدولة تكافأ الجلاد الذي يبقي على حياة من يتعرض للعقوبة أطول فترة ممكنة وذلك من خلال خبرته في عدم اضرار الخازوق بأي عضو حيوي داخل الجسد لأن الاضرار باي عضو سيؤدي الى موت سريع وهذا يقلل من عذاب الشخص فكانت الدولة تكافا الجلاد الذي يتقن عمله ويطيل فترة العذاب وتعاقب الجلاد الذي يقلل فترة العذاب ويقتل الشخص بسرعة بسبب عدم أتقانه لعمله .
- أجبار الاخرين على النيل من مقدساتهم
لم يكن اسماعيل الصفوي يبالي في قتل الناس بسبب أعتقادهم لانه كان يعتقد انه مسدد من الله ومحاط بعناية الله ويفعل ما يفعله تطبيقا لأوامر الله وفضلا عن قتله الاف الناس بسبب معتقدهم كان يتخذ من سب الخلفاء الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان أمتحان لعامة الناس في الأنصياع لأوامره في ترك المذهب السني وأعتناق المذهب الشيعي . ولك ان تتخيل مقدار الالم النفسي حين يطلب من احدهم النيل من شخصيات لها مكانة كبيرة في نفسه وفي حال عدم أمتثاله فسيكون مصيره القتل لأنه يعتبر عدو الله حسب وجهة نظر اسماعيل الصفوي .
المصادر :
أنظر-ي :
- لمحات أجتماعية من تاريخ العراق الحديث – علي الوردي
- من تاريخ التعذيب في الاسلام – هادي العلوي
- في وصف التعذيب ومكانه (مقتطفات تراثية) - مؤسسة الذاكرة العراقية
- كتاب موسوعة الفقه الاسلامي - موقع نداء الايمان
- عقوبة الجلد في الأسلام – مدونة نحو التجديد - عبدالمنعم منيب - كاتب ومعلق سياسي اسلامي مصري
- الدرر السنية - الموسوعة الفقهية – عقوبة قطاع الطرق
- القول الفارق في قطع يد السارق – محمد النجار – موقع الأوان
- التجزئة الموضوعية – محمد رضا الشيرازي – موقع القران الكريم
- زيد أبن علي – مركز ال البيت العالمي للمعلومات
- عقوبة الصلب بالأسلام - موسوعة تاريخ أقباط مصر - عزت اندوراس – أنسكلوبيديا
- الخازوق وسيلة أعدام بشعة طبقت على المجرمين ولصوص الحج - صحيفة الرياض – سعود المطيري
- الامام الكاظم عليه السلام نبراس الحق وشاهد المظلومية - الشيرازي نت – المقالات
- رحلة العذاب والاستشهاد – مضر الحلو – موقع كتاب العراق
التعليقات (0)