من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال-الحلقة الثانية
عبدالكريم صالح المحسن
باحث في الشؤون الاستراتيجية والدولية
لقد انتهجت أمريكا سياسة الراية الخداعة "False Flage" في استراتيجيتها تجاه الشرق الأوسط والتي تعني قيامها باعمال إرهابية ضد مصالحها ونسبها الى خصومها من اجل تبرير الاعمال التي ستقوم بها ضد اولئك الخصوم والحقيقة انها استراتيجية جهنمية تستطيع من خلالها التدخل وفرض الوصاية على الدول ،ان الراية الخداعة التي اعلنت فيها أمريكا حربها ضد الارهاب في المنطقة كانت احداث تفجير برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لنناقش هذا الموضوع بشكل موسع لكي نستطيع ان نؤكد ان هذا الحدث ماهو الا محرك من محركات استراتيجية الراية الخداعة من اجل التغلغل والتغيير ففي يوم الثلاثاء المصادف 11 سبتمبر 2001 تم تحويل اتجاه اربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاثة منها لضرب أهدافها، تم تنفيذ هذه العملية من قبل 19 شخصاَ انقسموا الى أربعة مجاميع ضمت كل مجموعة أشخاص تلقوا تدريباتهم ودروسهمَ في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية وعلى أيدي مدربين أمريكان ولك ان تفكر كيف حدث هذا التدريب .المهم هنا في هذا الموضوع هو استرتيجية الراية الخداعة والتي تاكدت بشكل واضح ان القائم بهذا الحدث هي امريكا ذاتها من خلال منظمة القاعدة وللاسباب التالية :
أقامت منظومة نوراد الدفاعية Noth American Aerospace Defense Command -NORAD قبل سنتين من العملية الفعلية تدريبات وهمية لضرب برجي التجارة ومبنى البنتاغون وكانت هناك مناورات لاختبار عمل هذه المنظومة الدفاعية في نفس يوم وقوع الهجمات.
في سبتمبر 2000 وقبل استلام إدارة جورج دبليو بوش ظهر تقرير أعدته مجموعة فكرية تعمل في مشروع القرن الأمريكي الجديد"The Project For The New American Century –PNAC" وهي احد مؤسسات المحافظين الجدد، كان أبرز المساهمين بها هم ديك تشيني Dick Cheney، دونالد رامسفيلد،وشقيق الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش المدعو جيب بوشو Jeb Bushباول ولفووتز، سمي هذا التقرير إعادة بناء دفاعات أمريكا، ذكر به أن عملية التغيير المطلوبة ستكون بطيئة جدا بغياب أحداث كارثية جوهرية بحجم كارثة بيرل هاربرPearl Harber.
في 24 أكتوبر 2000 بدأ البنتاجون تدريبات ضخمة أطلق عليها اسم ماسكال. تضمنت تدريبات ومحاكاة لاصطدام طائرة بوينغ 757 بمبنى البنتاغون.
في 1 يونيو 2001 ظهرت تعليمات جديدة وبصورة فجائية من رئاسة الأركان العسكرية تمنع أي إدارة أو قوة جوية بالتدخل في حالات خطف الطائرات بدون تقديم طلب إلى وزير الدفاع والذي يبت بالقرار النهائي بخصوص الإجراء الذي يمكن أن يتم اتخاذه .
مع تكرار النفي الأمريكي ذكرت تقارير الاستخبارات الفرنسية أن أسامة بن لادن كان قد دخل إلى المستشفى الأمريكي في دبي في 4 يوليو 2001 أي قبل شهرين من أحداث 11 سبتمبر حيث زاره أحد عملاء وكالة استخبارات المركزية، والذي تم استدعائه بعد ذلك فورا إلى واشنطن.
في 24 يوليو 2001 قام رجل أعمال يهودي اسمه لاري سيلفرشتاينLarry A. Silverstein باستئجار برجي التجارة من مدينة نيويورك لمدة 99 سنة بضمن عقد قيمته 3.2 مليار دولار وتضمن عقد الإيجار بوليصة تأمين بقيمة 3.5 مليار دولار تدفع له في حالة حصول أي هجمة إرهابية على البرجين. وقد تقدم بطلب المبلغ مضاعفا باعتبار أن هجوم كل طائرة هو هجمة إرهابية منفصلة. وأستمر سيلفرشتاين بدفع الإيجار بعد الهجمات وضمن بذلك حق تطوير الموقع وعمليات الإنشاءات التي ستتم مكان البرجين القديمين.
في 6 سبتمبر 2001، تم سحب جميع كلاب اقتفاء أثر المتفجرات من البرجين وتم توقيف عمليات الحراسة المشددة على الرغم من التحذيرات الأمنية المتكررة من مخاطر أمنيّة .
في 6 سبتمبر 2001، قفز حجم بيع والتخلص من أسهم شركات الطيران الأمريكية بحجم بلغ أربعة أضعاف حجم البيع والتخلص الطبيعي لهذه الأسهم. وفي 7 سبتمبر قفز حجم بيع والتخلص من أسهم بوينغ الأمريكية إلى حجم بلغ خمسة أضعاف حجم البيع والتخلص الطبيعي لهذه الأسهم. وفي 8 سبتمبر قفز حجم بيع والتخلص من أسهم شركة أميريكان ايرلاين إلى حجم بلغ 11 ضعف حجم البيع والتخلص الطبيعي لهذه الأسهم. وحركة البيع والشراء اللاحقة بعد الأحداث وفرت أرباح وصلت إلى 1.7 مليار دولار أمريكي.
يوم 10 سبتمبر 2001، قام العديد من المسؤولين في مبنى البنتاغون بإلغاء رحلات طيرانهم ليوم 11 سبتمبر بصورة مفاجئة .
يوم 10 سبتمبر وصل اتصال هاتفي إلى ويلي براون محافظ سان فرانسيسكو ينصحه بعدم الطيران إلى نيويورك لحضور اجتماع كان مقررا عقده في 11 سبتمبر، ولم يغادر بناء على تلك النصيحة. وإتضح فيما بعد أن المكالمة صدرت من مكتب وزيرة الخارجية كونداليزا رايس Condoleezza Rice.
في 10 سبتمبر تم تحريك معظم المقاتلات الأمريكية إلى كندا والاسكا في مناورة تدريبية سميت الشر الشمالي لمحاربة هجوم أسطول طيران روسي وهمي، وفي 11 سبتمبر تم بث صور طائرات مقاتلة وهمية على شاشات الرادارات العسكرية مما أربك الدفاعات الجوية في منظومة نوراد ذلك اليوم. ولم يبقى في الولايات المتحدة الأمريكية بكاملها سوى 14 مقاتلة للحماية، وفي 11 سبتمبر تم إرسال 3 طائرات إف16 هم ما تبقوا بجانب البنتاغون إلى مهمة تدريبية في شمال كارولينا.
الرواية الرسمية: طائرة البوينغ 757 في رحلتها رقم 77 والتي ضربت البنتاغون (حسب الرواية الرسمية) استدارت 330 درجة في الهواء بسرعة 530 ميل في الساعة وإنخفضت بنفس الوقت 7000 قدم حيث تم ذلك خلال دقيقتين ونصف لتتمكن من التحطم داخل البنتاغون.
رأي الخبراء: يستحيل على طائرة بوينغ 757 القيام بتلك المناورة، وإذا ما تمت تلك المحاولة ستصاب الطائرة بحالة تسمى STALL ،و هذا يعني انعدام استجابة الطائرة الإيروديناميكية، أي فقدان السيطرة بشكل كامل على حركة الطائرة .
في نوفمبر 2002 سقطت طائرة وذلك بسبب اصطدامها بعامود إضاءة قبل وصولها إلى المطار لتنقل الرئيس الأمركي السابق جورج بوش الأب إلى الإكوادور، حيث تمزق المحرك وتناثر، بينما حسب الروابة الرسمية تمكنت رحلة 77 من الاصطدام وقلع 5 أعمدة إنارة من الأرض دون أن تصاب الأجنحة أو المحركات بأي ضرر.
لم يظهر على العشب الأخضر أمام مبنى البنتاغون أي علامات اصطدام أو تزحلق للطائرة.
لم يظهر أي جزء كبير كذيل أو أجزاء جناح من الطائرة التي صدمت مبنى البنتاغون. الرواية الرسمية تقول أن حرارة الاحتراق بخرت الطائرة. وعلى الرغم من تبخر معدن الطائرة، تم التعرف على 184شخص من أصل 189 شخص قتلوا، منهم 64 شخصا كانوا على متن الطائرة التي تبخرت بسبب الحرارة. مع مراعاة أن محركات الطائرة التي تبخرت تزن 12 طن ما مادة التيتانيوم ذات درجة الانصهار المرتفعة.
ظهرت ثلاث قطع صغيرة تم التعامل معها على أساس أنها من بقايا الطائرة. لم تتطابق هذه القطع مع أي مكون من مكونات البوينغ 757
قبل إنهيار القسم المصلب في مبنى البنتاغون لم تظهر الصور المتسربة أي فتحات في الجدار عدا فتحة واحدة بالكد تكون مساوية لحجم جسم الطائرة، ولم يظهر أي فتحات أخرى لاختراق الأجنحة أو المحركات الضخمة .
ظهرت رائحة مادة الكورودايت المتفجرة بصورة مميزة في مبنى البنتاغون وهو وقود للصواريخ والقذائف ولا يستعمل كوقود للطائرات.
لم يسقط البرجين الرئيسيين فقط بل وسقط برج التجارة رقم 7، والذي يحوي مقر السي أي آيه والخدمات السرية بعد عدة ساعات، بدون تفسير منطقي، واتضح أنه مملوك بالكامل للاري سيلفرشتاين الذي كان قد استأجر باقي الأبراج. وجميع البنايات المحيطة بالبرج السابع لم تتأثر. بل حتى لم يسقط زجاجها. التفسير الرسمي هو أن شظايا نارية وصلت إلى البرج وأدت إصابته بأضرار مدمرة واشتعال النار في داخله وبالتالي انهياره على شكل قد يخطئه البعض على أنه تفجير متحكم به. إذا صحت هذه النظرية يكون هذا البرج هو البرج الثالث في تاريخ البشرية يسقط بسبب الحريق، أول برجين سقطا هما برجي التجارة.
تم الكشف في برنامج بث على الهواء مباشرة عن ترتيبات لاري سيلفرشتاين لتفجير البرج 7 ذلك اليوم. الخبر الذي استغرق بثه 10 دقائق تعرض للتشويش خمس مرات. لاري سيلفرشتاين استلم 861 مليون دولار قيمة تأمين عن ذلك المبنى والذي كلف شراءه 386 مليون دولار، بربح صافي غير خاضع للضرائب يقارب 500 مليون دولار.
تحدث الناجون عن انفجارات كانت تحدث داخل الأبراج إلا أن التحقيق الرسمي تجاهل ذلك.
استغرق سقوط البرج الجنوبي 10 ثوان وهي فترة الزمنية اللازمة للسقوط الحر من أعلى البرج بدون أي إعاقة أو مقاومة. أي أن الجزء العلوي كان يسقط في الفراغ وليس على باقي هيكل البرج الذي يقف أسفل منه.
تم تسجيل أصوت تفجيرات من البنايات المقابلة للأبراج.
وصل رجال الإطفاء إلى الطابق رقم 78 واستطاعوا مكافحة النيران في ذلك الطابق مع أنه الطابق الذي أصابته الطائرة والذي يفترض أنه قد ذاب بسبب الحرارة. منعت السلطات الأمريكية صدور شريط صوتي يؤكد هذا الأمر إلى أن تم تسريبه إلى الصحافة .
وصف الكثير من رجال الإطفاء ما شاهدوه بأنه عملية تفجير للبرجين.
تم الحصول على أدلة تشير إلى حدوث تفجيرات تحت الأرض أسفل البرجين لحظات قبل الانهيارات. هذه التفجيرات تم التقاطها من قبل مراصد جامعة كولومبيا.
أجواء الولايات المتحدة وأي دوله في العالم مغطاة بشبكه ترصد تحرك الطائرات ولم تتحرك أي طائرة من طائرات سلاح الجو الأمريكي في 28 قاعدة على مستوى أمريكا، لماذا لم يبلغ أي كمبيوتر عن فقدان طائرة وتحولها من مسارها وأن أصلا هذه المنطقة لا تدخلها الطائرات.
ولماذا لم تستطع منظمة Civilian Air Traffic Control المسؤولة عن توجيه ورصد الطائرات المدنية أكتشاف الطائرات المفقودة.
كان هناك خمسة إسرائيليين يصورون البرجين من سطح شركتهم وهم يضحكون وقد أعتقلوا ولكن أطلق سراحهم بعد72 ساعة.
تم اتهام منظمة القاعدة الارهابية بتنفيذ هذه الاحداث ونلاحظ كيف اعتبرت هذه الاحداث ذريعة لاعلان الحرب على الارهاب وادت الى حرب افغانستان واحتلالها وسقوط طالبان وكذلك الحرب على العراق واحتلاله وسقوط نظام الحكم فيه ، ونتساءك اذا كانت هذه الاحداث من فعل منظمة القاعدة الارهابية فمن الذي اوجد وانشأ هذه المنظمة اليست امريكا .
ومايزيد من التاكيد على ان احداث 11 سبتمبر 2001 هي ذريعة من اجل احداث تغيير وتدخل واحتلال في الشرق الاوسط وشمال افريقيا والمنطقة بالكامل لم تعترف منظمة القاعدة او تصرح بانها المسؤولة عن الهجوم الا في عام 2004 وفي تسجيل مصور تم بثه قبيل الانتخابات الامريكية في 29 اكتوبر 2004 اعلنت مسؤوليتها عن احداث 11 سبتمبر 2001 مما ساهم كثيراَ في اعادة انتخاب الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش لرئاسة امريكا مرة ثانية وهذه الذريعة لم تستخدم للخارج والسياسة الخارجية فقط انما استخدمت في في الوقت ذاته للداخل الامريكي حيث فرضت ايضا على الشعب الامريكي بالرضوخ والتي لايمكن ان يتقبل مثل هذه السياسات دون ذريعة مقتعه .
لقد احتل العراق في عام 2003م وابتدأت مرحلة جديدة مرحلة مابعد استراتيجية الراية الخداعة لتبدأ استراتيجية جديده وهي" التدمير الخلاقCreative Destruction " والبدء بسياسة يطلق عليها القرصان الذكي مورغان Smart Pirate Morgan وهي ان القرصان العادي هو الذي يغير على السفن المسافرة ويقتل ركابها الابرياء وينهب حمولاتها من الاشياء والنقود اما القرصان الذكي فانه لايغير الا على سفن القراصنة الاخرين ينتظرهم قرب مكامنهم عائدين محملين بالغنائم مجهدين من القتل والقتال ثم ينقض عليهم محققاَ العديد من الاهداف منها حصوله على كنوز عدة سفن اغار عليهاالقرصان العادي لكن القرصان الذكي يحصل عليها جاهزة بضربة واحدة ،ان القرصان الذكي بهذا فهو لايرتكب بالقرصنة جريمة لانه نهب الذين سبقوا الى النهب وعليه فماقام به ليس جريمة انما عقاب وهو بهذا يصنع لنفسه مكانة رهيبة ومهابة ومعنى هذه السياسة ان الولايات المتحدة لاتشغل نفسها بالسيطرة على بلدان مفردة وانما تاخذ الاقاليم حزمة واحدة وهي باحتلالها العراق سوف لن تتوقف انما ستختار استراتيجيات وسياسات تمكنها من السيطرة على الوطن العربي وبمختلف المسميات عموما لنعود الى بداية الحلم الامبراطوري الامريكي الذي خرج ليقوم بابتلاع واكل الامبراطوريات اواخر القرن التاسع عشر حيث الاقرب في البدء اي امبراطوريات اسبانيا والبرتغال فتلك امبراطوريات قد اوهنت وضعفت بعدما افسدها الذهب المنهوب من كنوز قبائل وشعوب امريكا اللاتينية لذلك كانت الاغارة على ممتلكات اسبانيا والبرتغال مهمة سهلة الى حد كبير مما دعاها الى ابتلاعها ومع دخول القرن العشرين كانت امريكا تدرس احوال الامبراطوريات الاوربية المتهالكة بطول السنين او المتجددة والمتماسكة وكانت مدركة وهي تتابع مجرى الاحداث في اوربا (توحد المانيا وحرب السبعين وسقوط دولة نابليون الثالث ومشهد كوميونة باريس الداعي الى عصر من الثورات الاجتماعية )ان القارة الاوربية او القارة القديمة مقبلة على حرب عالمية لاعادة توزيع المستعمرات وهنا شعرت امريكا ان القرصنة سانحه لها لكي تخرج الى اعالي البحار وكان التحدي الكبير الذي واجهها هو كيف يمكن ازاحة تلك الامبراطوريات القديمة والاستيلاء على ممتلكاتها وفق سياسة "القرصان الذكي مورغان" وهذا يعني ان المهمة هذه المرة اصعب من امبراطورية كل من اسبانيا والبرتغال لان هذه الامبراطوريتين كانتا موجودة في حوض المياه الامريكي ويستعرض الصحفي محمد حسنيين هيكل في مقالة له بعنوان "الامبراطورية على الطريقة الامريكية " الصيرورة الاجمالية للشكل الامريكي وقد اختار لهذا العرض كتاب ستانلي كارنوف Stanley Karnov امريكا تتجه الى العولمة America Goes Global في هذا الكتاب يقوم كارنوف بتحليل آليات الفكر الامريكي في تلك اللحظة الامبراطورية من اواخر القرن التاسع عشر ويعرض سلة من الملاحظات تبين السمات الاجمالية لحركة الدولة المتجهة باتجاه السيطرة الامبراطورية حيث يشير الى ان الولايات المتحدة نشأت ونمت بطبائع الجغرافيا والتاريخ دولة متحركة لاتطيق الوقوف مكانها،وتعتقد ان الوقوف لايكون الا استسلاماَ لحصار او تمهيد لتراجع اي ان غرائزها وحوافزها تدفعها لان تتقدم وتنتشر ،وحتى تلك اللحظة من الزمن اي اواخر القرن التاسع عشر كان التقدم والتوسع يجري على اساس ملء المساحة من خط الماء (الاطلسي)الى خط الماء (الباسيفيكي) وقد قبلت الولايات المتحدة ضريبة الحرب الاهلية لهذا السبب وحده وهو ملء المساحة من الماء الى الماء بدولة واحدة قوية ،ان عملية الوصول من الماء الى الماء تمت بسلاح النار في اغلب الاحيان وبسلاح الذهب في بعضها لان عدد من الولايات مثل لويزيانا والآسكا جرى شراؤها بالذهب (وكان استعمال الذهب في شراء الولايات اكثر عدلاَ من استعمال قطع الزجاج الملون –مل ء قدح من الخرز –وهو بالضبط مادفعه مهاجرون هولنديون في صفقة شراء جزيرة "منهاتن"قلب نيويورك.
فور انتهاء الحرب الاهلية فان الولايات المتحدة مضت تتطلع عبر الماء الى الناحيتين الى اسيا واوربا وتشعر بصوت محركاتها الداخلية توجهها الى الشواطيء البعيدة بادعاء "مهمة مقدسة" و "قدر محتوم" يكلفها بملء كل فراغ على الارض وتغطية اي غياب للبشر – والامريكيين بشكل خاص-عن موارد الثروة والغنى ،لقد اورد كارنوف حادثة في سياق قراءة تلك الحقبة من القرن التاسع عشر وهي تكشف مدى استغراق الفكر السياسي الامريكي باحلام التوسع وشغفه بالقوة وبالقدرة الحتمية على تحقيقها وبدا واضحاَ من تضمينات تحليله ان الميتافيزيقيا السياسية التي سنشهد عليها في القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين هي التي تحكم الجذر الفكري والايديولوجي للسلوك الاستراتيجي الامريكي في تحقيق الامبراطورية مترامية الاطراف تقول الحكاية : كان الرئيس الامريكي "وليام ماكينلي" الذي بدأت اثناء رئاسته اولى محاولات التوسع والانتشار الامبراطوري الامريكي –شخصية غريبة (ومن المدهش انها تحمل وجوه شبه من الرئيس الامريكي السابق "جورج دبليو بوش"فقد كان رجل اعمال وسياسياَ لايملك التجربة الناضجة ولا الخلفية الثقافية التي يعتمد عليها في سياسته وفرارته ولهذا كان جل اعتماده على مساعديه وعلى جماعات الضغط من اصحاب المصالح وقد رويت عنه فيما يحكيه "ستانلي كارنوف" في كتابه عن الامبراطورية الامريكية في اسيا نكتة شاعت تقول:
سؤال : كيف يتشابه عقل الرئيس "ماكليني " مع سريره ؟
ورد السؤال : كلاهما لابد ان يرتبه له احد قبل ان يستعمله!
ثم يورد "ستانلي كارنوف " في كتابه (الصفحه 128)مشاهد (تبدوا وكأنها تجري عام 2003م في البيت الابيض وساكنه السابق جورج دبليو بوش الذي تتولى كونداليزا رايس مهمة ترتيب عقله كل يوم قبل ان يستعمله ،تاركة ترتيب سريره لغيرها !) ويكتب قائلاَ كانت المناقشات في امريكا محتدمة حول ماينبغي عمله مع البلدان التي احتلتها الاساطيل الامريكية في الباسفيك ،وكانت فكرة الامبراطورية تجربة مستمدة على الولايات المتحدة وكان على الرئيس "ماكليني " ان يفصل في الامر بقرار ،ففي سبتمبر عام 1898م استقبل الرئيس وفداَ من قستوسة جمعية الكنائس التبشيرية الذين فوجئوا به بعد ان انتهت جلسته معه يقول لهم :عودوا الى مقاعدكم ايها السادة لاني اريد ان اقص عليكم نبأ وحي سماوي الهمني Inspiration of Divine Guidance اريد ان اقول لكم انني منذ ايام لم انم الليل بسبب التفكير فما عسى ان نصنعه بتلك الجزر البعيدة "يقصد الفلبين"ولم تكن لدي ادنى فكرة عما يصح عمله ،ورحت اذرع غرفة نومي ذهاباَ وجيئة ادعوا الله ان يلهمني الصواب ،ثم وجدت اليقين يحل في قلبي والضوء يسطع على طريقي ان هذه الجزر جائتنا من السماء فنحن لم نطلبها ولكنها وصلت الى ايدينا منه من خالقنا ولايصح ان نردها وحتى اذا حاولنا ردها فلن نعرف لمن؟ولا كيف؟.
التعليقات (0)