مواضيع اليوم

من اوراق... قديمة

سـامي جلال

2009-06-02 13:22:25

0

في ربيع اسباني بعيدا عن شتاء اسكندنافيا المشاكس وفي جزيرة لاس بلاما , كنت اركن جسدي المرهق من السير تحت اشعة الشمس على الشاطىء , شد نظري انثى تناثر شعرها بشكل غجري . مائلة بجسدها الرشيق و متكأه بظهرها على جدار لم افهم لِما لم ينهار ذلك الجدار احتراما لأنوثتها.. كانت أناملها الرشيقة تحيط بشكل متناسق و رقّة حول قصبة خشبية .. يبدو انها انتهت توا من تناول قصبة آيس كريم .. و تضرب بالقصبة على شفتيها و نظرها يسرح مع أفق البحر .. رغبت ان ارسم شاعرية هيكلها في تلك اللحظة و اجسد صورتها التي شدت نظري في تأملاتها نحو البحر و راودتني نفسي ان اشاطرها تلك النظرات التي راحت تعوم على تموجات البحر , فتنهدت حصرة إني لا اعرف الرسم حين افاقتني فتاة عمرها بعمر الزهور التي تحملها في سلّة خشبية , تحاول ان تبيعني زهرة . لمن سأهديها ؟ سألتها... ردت لمن تحب سيدي... طيب سأدفع لك ضعف سعرها شرط ان توصليها لتك الأنثى هناك .. تلك الجميلة المتكأه على الحائط ..! سألتني ببراءه ...
هرعت إليها و انتصبت امامها رافعة جسدها الصغير على رؤوس اقدامها و رفعت يدها الصغيرة حاملة الزهرة .. تلك اللحظة تجسدت في ذهني صورة احلى .. جسدين مختلفي الأحجام , تلتقي نظراتهما واحدة مشدوهة و الأخرى على عجلة من امرها و حين تسلمت الوردة من يدها طبعت قبلة على فروة رأسها و مالت بنظرها نحوي , شدّت حاجبيها و لوت بشفتيها كأنما ارادت ان تقول شيئا و بحركة رشيقة لوحت بالوردة و احتضنتها بكلا راحتيها خلف ظهرها و استدارت تتمايل باتجاه أخر... حين عدت لفندقي افرغت من جعبتي ما تقرأون بعد ان يأست كوني لا اعرف الرسم

تغريني تلك الأنثى
و تشدني اكثر حين تغضب ..
و تنتفض متمايلة الأغصان
ترمقني بحنان .. تبتعد .. تنفث
الغضب .. يحتويني الصمت
و اسدل بجفني .. اتنهد.. اتخيلها
كقطة ما نزعت عنها غرور بني جنسها
تنوء و ترمش عيناها بخبث برىء
تحبني..؟ تقولها و تجري
تتركني في لعنة الذات
افزع من غفوتي
هل جننت ان أحلم و اشبهها
بقطــــة....
و انسى انها انثى..
من بني حواء و ليست قطة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات