مواضيع اليوم

من المستفيد من الانهيار الامني في بغداد؟؟

د.علي الجابري

2009-04-08 21:43:26

0

من المستفيد من الانهيار الامني في بغداد؟؟


د.علي الجابري

المتتبع للاحداث الامنية في بغداد خلال الايام الاخيرة التي ادت الى انهيار امني مفاجئ ادى الى سقوط العشرات من الضحايا الابرياء الذين لا ذنب لهم سوى انهم يدفعون كما في كل مرة ثمن التناحر السياسي الذي ينتهي عادة بتصفية الحسابات في الشارع العراقي لاثبات قوة او ضعف هذه الجهة او تلك ؟
المسرحية هذه المرة بدأت بأستهداف عناصر مجالس الصحوة التي كانت الوقود الذي احرق القاعدة في العراق بدلا عن المحتل الذي حقق بفضلها ما عجز عنه لسنوات طوال كما هو الحال مع الحكومة العراقية .. والمشكلة ان قوات الصحوة التي كانت يوما ما المنقذ للعراق وللقوات الامريكية وللحكومة العراقية اصبحت (ارهابية وبعثية وصدامية)؟؟ ولا يدرك عاقل لماذا يسعى البعض الى اعادة الصحوات الى الخلف ويدفعها الى التحالف مع القاعدة مع ان ليس بأمكانها العودة، كما قال احد قادة صحوة بغداد (( الحكومة من امامنا والقاعدة من ورائنا)؟؟
السيناريو لا يكتمل الا بتنفيذ عدد من التفجيرات في بغداد ( ولا بأس ان يذهب ضحيته نسبة محدودة من الفقراء والعاطلين عن العمل لانهم عالة على الدولة)؟؟ لكي تثبت الجهات الخفية ان الصحوة المتحالفة مع البعثيين والقاعدة عادت لتنتقم من الشعب العراقي؟؟ ولو اردت ان افترض جدلا ان الصحوات كما تصفها الحكومة فلماذا تستفز لتعود الى القتل والتفجيرات اذا كانت قد عملت لمصلحة الوطن في الفترة الماضية واسهمت منفردة دون غيرها في استتباب الامن في بغداد؟؟ الم يكن بالامكان معالجة الموقف بطريقة مختلفة ؟؟ واستشهد هنا بما قاله لي الزميل ابراهيم الصميدعي الامين العام المساعد للحزب الدستوري العراقي حول رئيس صحوة الفضل عادل المشهداني في برنامج المدار على شاشة قناة ابوظبي.. حيث اكد انه كان مفاوضا بينه وبين التيار الصدري خلال الحرب الطائفية وانه –اي عادل المشهداني وعدد من قادة التيار الصدري لعبوا دورا في وقف الحرب الطائفية في بغداد عندما اشتد اوارها ، وخلقوا الية للتعامل مع اية خروقات تحدث من هذه الجهة او تلك ولولا تعاونه مع بعض القادة الصدريين لاحترقت بغداد عن بكرة ابيها ولم تقم لها قائمة ؟؟ والرجل نفسه بحسب الصميدعي ايضا الذي يعرفه شخصيا كان سببا في القضاء على تنظيم القاعدة في المنطقة بعد ان استجمع عدد كبير من ضباط الجيش العراقي السابق ليعيدوا الهيبة الى منطقتهم؟؟ فهل هذا العمل ضار ومؤذ ؟؟
ومواصلة للسيناريو تأتي التفجيرات متزامنة مع ذكرى تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي ومع دعوات المصالحة مع البعثيين لاعادتهم الى الحياة السياسية لكي تبرهن الجهات الخفية ان لا مصلحة من المصالحة مع البعثيين وهي رسالة للادارة الامريكية الجديدة التي تشدد على المصالحة الشاملة لجميع اطياف العراقيين وتمثيل مختلف اطياف الشعب في الدولة ، وهي رسالة ايضا لرئيس الحكومة نوري المالكي ليتراجع عن دعواته بالمصالحة ؟؟ وهي رسالة للمرجعية الدينية في النجف بعد ان اعلن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بعد لقاءه بالسيد علي السيستاني في النجف ان المرجع الشيعي اخبره انه مع المصالحة مع البعثيين ؟؟
وبعد كل ما ذكر اعلاه من المستفيد اذن من كل ما حدث ؟؟ البعثيون الذين مدت اليهم الايادي للمصالحة ام الصحوات التي احرقت مراكبها ولم تبق الا مركب الوطن الواحد ؟؟ او القاعدة التي بات ينبذها مختلف شرائح الشعب العراقي ولن تتمكن من العودة الى عهدها السابق بعد ان غادر اغلب اعضائها العراق ؟؟
من المؤكد ان هؤلاء ليسوا هم من يقف وراء هذه العمليات .. بل يقف ورائها من يسعى الى ابقاء العراق كما هو مترنحا ضعيفا لا يشترك في بنائه جميع العراقيين لتبقى جهات سياسية محددة مستفيدة من الوضع المترنح ..
الجهة التي تقف وراء هذه العملية هي جهة سياسية فاعلة في العراق اليوم اكتشفت خلال الانتخابات الاخيرة ان قوتها اقل مما كانت تتصور ولا تريد ان يبقى المالكي بالقوة التي تحققت له عندما تحول الى الخطاب الوطني ، لانه سحقها في الانتخابات وتخشى ان يتواصل في سحقها خاصة اذا ما تحالف مع معارضيه وتصالح معهم مستبقلا وذلك ليس بعيدا في السياسية .. والجهة ذاتها تخشى من عودة حزب البعث الى الحياة السياسية حتى وان كانت بطريقة الافراد لا الاحزاب .. وتخشى ايضا من ما حققته الصحوات في الانتخابات الاخيرة من زخم وقوة ربما ستكون في الانتخابات القادمة اكثر قوة ؟؟
المستفيد من تفجر الامن في بغداد يريد ضرب المالكي وحكومته ويريد ضرب البعثيين ومجالس الصحوة والقاعدة والخارجين عن القانون ؟؟ فمن بقي اذن ؟؟
المعادلة سهلة ولا تحتاج الى مزيد من الشرح لان الانتخابات البرلمانية ستكشف الاقنعة وتفضح المستور عندها لا ينفع مال ولا بنون ولا فرق الموت وفيالق الغدر ؟؟





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات