ظاهرة أطفال الشوارع ربما عرفها العالم والعالم العربي بالخصوص منذ أمذ طويل، لذلك فما تم افساده في سنين طويلة لا يمكن اصلاحه في رمشة عين.
أطفال الشوارع هم أكبر الناس تعرضا للظلم والقهر، انهم أناس فقدوا أدنى درجات الانسانية، وذلك للأسف بسبب آبائهم لا غير… هؤلاء الذين يتلاعبون في الزواج ويرمون أبنائهم إلى الشارع بمجرد أبسط سوء تفاهم بينهم أدى إلى فسخ عقد الزواج.
إذن من الواجب علينا معالجة المشكلة من القاعدة، أي منذ الزواج… يجب أن نفكر منذ البداية في مصير أبنائنا إن تم الطلاق فيما بين الزوج والزوجة (لا قدر الله ذلك).
يجب علينا أن نكبح صيرورة الظاهرة قبل العودة إلى الشارع من أجل البحث عن الحلول. لأن هذه هي مشكلتنا نحن العرب، ندع المرض ينموا في أجسادنا ونبحث عن اكتشاف أفضل الأدوية… نكتشف الدواء … نعود به إلى الجسد المريض (الوطن) … وإذ ذاك نجد الجسد جثه هامدة. فما يغنينا الدواء من شيء. ومع الأسف نترك العملية سارية، ونكرر الأخطاء ظانين أنه منها يستفيد الانسان، رغم انها تؤدي إلى الموت في مثل هذه الحالات.
يجب علينا أن نقول كفا من زواج ينجب أطفال الشوارع، نريد زواجا مسؤلا ينجب أطفالا أكثر من مسؤولين. وسنستنتج آنذاك ان المسؤول الحقيقي عن ظاهرة أطفال الشوارع هم الزوجان لا غير.
غير أن المسألة للأسف، لا تقتصر فقط على أطفال الشوارع بل تخص شيوخ الشوارع أيضا، وإن كان هذا المصطلح جديدا على مسامعنا، فقد قرأت موضوعا عن العجزة في مجلة " نجمة" الصادرة عن مساء ميديا… ولم يتقبل لي عقلي شابا أو شخصا أخذ أباه أو جده وألقى به في دور العجزة أو في الشارع، على حسب درجة قسوة قلبه.
كيف يتقبل العقل أن ترمي أباك الذي لولاه لما كنت هنا في الشارع، معتقدا أنك تخلصت من بعض المشاكل التي يكون هو السبب ورائها. وإن كانت هذه المشاكل بسيطة، مثل أن الأب تشمئز منه الزوجة ولا تحبه، لذلك فاخراجه إلى الشارع – كي ترتاح الزوجة- خير من بقاءه في المنزل.
صراحة انها محنة ثقافة مزورة.
التعليقات (0)