تحية للثورة السورية، تحية لك يبرود، تحية لك قارة، تحية لك النبك ولسائر قرى القلمون. تهنئة الى طرابلس الصامدة، وتحية الى "إعلانها" الذي صدر عقب مؤتمر السيادة والعيش المشترك في 14/12/2013.
تلك التهاني والتحايا ليست بمناسبة الأعياد المجيدة واقتراب حلول العام الجديد، بل هي بمناسبة الكلام الصادق الذي لطالما كابر وتهرّب أمين عام "حزب الإرهاب المنظم" في لبنان من النطق به، ويبدو أنه ادّخر الإعلان عنه الى الأيام العشرة الأخيرة من العام 2013 ليشكّل هو بحد ذاته معايدة حقيقية للبنان واللبنانيين والسوريين، ولكل مظلوم حي أو ميّت عانى من طغيان ذلك الحزب وغطرسته وإرهابه المنظّم أو قضى بسببه. نص المعايدة تميّز بصراحته وبالدقة في اختيار ألفاظه، وكان من غير المقبول أن يقِلَّ عن هذا المستوى نظرًا الى أمرين، الأول هو المدة الزمنية التي استغرقتها عملية إعداده والتي زادت على ألف يوم، والثاني الكلفة الدموية القاسية التي حتّمت الإعلان عنه والتي زادت على ألف إرهابي مقاتل بين قادة بارزين وعناصر مضلَّلة.
20/12/2013: "في نظرنا ما يجري في سوريا هو معركة وجود وليس شرط كمال، وهي معركة وجود لنا وللبنان وسوريا وفلسطين".
صحيح أن التزام الصدق وقول الحقيقة في بيانات الحزب وخطاباته في غاية الندرة، لكن ما "يشفع له" أن كلمة صدق واحدة ينطق بها عن قصد أو غير قصد كفيلة بهدم أطنان وأطنان من الأكاذيب ومَحو ساعات وساعات من الأضاليل.
فالحزب الذي عوّد شعبه على إعلان الانتصار "الإلهي!!" تلو الانتصار، وأوهمه بأنه لا يُهزم وأنه يقيم "توازن رعب" مع إسرائيل، والحزب الذي أصمّ آذان الشعب اللبناني بصراخ التهديد والوعيد الاستقواء والاستكبار والاستعلاء والفوقية خصوصًا بعد "مسرحية تموز 2006" التي ما عُرضت أساسًا إلا لتقويته وترجيح كفّة دويلته على حساب الدولة... والحزب الذي أكثر من الإعلان عن أنه يزداد قوة يومًا بعد يوم حتى باتت تلك العبارة لازمة يردّدها في جميع خطاباته وأحيانًا يدعِّمها بالكشف عن مدى جاهزيته وحجم ترسانته الصاروخية ومداها وسلاح الجو فيها...هذا الحزب انتقل اليوم من قمّة المفاخرة بالقوة وعنجهية الاستقواء بالسلاح الميليشيوي الى حضيض الإعلان عن أنه أصبح في موقع المهدَّد! وليس أيّ تهديد بل أخطر أصنافه على الإطلاق المُسمّى "تهديد الوجود"؛ أو بعبارة أكثر تبسيطًا مُستاقة من أدبياته، انتقل الحزب اليوم من مرحلة "الكوكتيل" الى مرحلة "الساونا" وليس العكس.
هذا ما أعلنه "سيد السلاح الإرهابي" نحن اليوم مهدّدون في وجودنا! بعد ذلك لا عجب من وصفه "إعلان طرابلس" على أن "صيغته إلغائية والمقصود به إعلان حرب"، فالمذعور والمرعوب من خطر يهدّد وجوده تنتابه حالة نفسية يشعر تحت تأثيرها أن كل ما يجري حوله موجّه ضده، حتى لو كان إعلانَ ثوابتَ وطنية ضمّ جميع الطوائف بما فيها العلوية والشيعية.
"ما يجري في سوريا هو معركة وجود وليس شرط كمال..."، كلام دقيق 100% فـ"الكمال" (وإن كان في الباطل) تحقّق للحزب قبل 15 آذار 2011 ونال جميع شروطه؛ إمبراطورية نووية تكفيرية ممتدة من إيران مرورًا بالعراق وسوريا وصولا ً الى غزة ولبنان، هلال متماسك قائم على قهر الشعوب الحرة والمتاجَرة بالقضية الفلسطينية وغسل الأدمغة بادعاء العداوة لإسرائيل وأميركا، كل ذلك تحقيقًا للأمن القومي الصهيوني وبدعم وغطاء من "الشيطان الأكبر"، وهو ما بدأت تتكشّف معالمه وأسراره منذ أيلول2013، سواء في "شهر العسل" الـ"نيويوركي" أو عبر مذكرات "دونالد رامسفيلد" وزير الدفاع الأميركي السابق.
إذَا، هي الثورة السورية مجدّدًا تنهي العام 2013 على وقع إنجاز جديد، إنجاز اعتراف محور الشر المتهالك أن ما قبل الثورة ليس كما بعدها، ما قبلها "الكمال" والقوة والاستكبار، وباندلاعها وفي خلالها الضعف والشعور بالتهديد الكياني والوجودي وخطر الانهيار، وبانتصارها سيكون زوال وصغار واندحار لا ينفع معه اتفاق علني مع "الشيطان الأكبر" سابقًا ولا مع قوى "الإمبريالية والاستكبار".
التعليقات (2)
1 - سوف نصطادك ايها القذر
مقاوم - 2013-12-23 18:34:35
هل تعرف يا واطي اننا نحن ومخابرات الحزب نتعقبك ياواطي وسوف نعرف عنوانك ونلحقك بكلابك المقبورين من 14 حمار
2 - مقاوم بطّل كذب ياحقير
ابن\\النيل - 2013-12-26 00:20:03
انت مقاوم في قتل اطفال سورياياقذر ومعك ابن انيسةالصوص. عبدو شامي اشرف منكم