من الغانية اذا ؟
بقلم محسن العبيدي الصفار
يحكى ان ثلاثة رجال من ضعيفي الخلق والايمان قرروا اصطحاب احدى بنات الهوى الى شقة يملكونها وكان احدهم على قدر كبير من الغباء , فركبوا في سيارة تاكسي وما أن تحركت السيارة حتى اوقفتها دورية شرطة الاداب فتوجه الضابط الى السائق وسأله عن هويته فرد عليه بأنه سائق اجرة بعدها توجه الضابط الى اول الرجال وساله عما يفعله بالسيارة فقال له انه مجرد راكب عابر سبيل وهكذا كان رد الرجل الثاني ولما سأل الغانية كان جوابها نفس الشيئ وهنا انبرى صاحبنا وقال اذا كنتم كلكم ركاب وعابري سبيل فمن العاهرة اذا ؟ أنا ؟
مناسبة هذه القصة هي ما أراه من تبريكات تتوالى على الشعب المصري مهنئة بانتصار ثورته على الطاغوت وهو شيئ طبيعي لو لم تكن اغلبية هذه التبريكات تأتي من الداخل المصري من اشخاص كانوا يصفون حتى الامس القريب حسني مبارك بالبطل المنقذ وصمام الامان وكانوا يصفون الثوار بالغوغاء والرعاع وشوية العيال اللي عايزين يخربوا البلد !! وخصوصا الجرائد الحكومية ومحطات الاذاعة والتلفزة التي لم توفر جهدا في تقبيح الثورة والقائمين بها وكانت تجري مقابلات ليلا نهارا مع الغواني وبنات الهوى والمخنثين ممن كانوا يصفون الثوار باشبع الصفات ويثنون على حسني مبارك , وبعد انتصار الثورة إذا بهولاء قد انقلب واحدهم 180 درجة واصبح ثوريا اكثر من شباب ميدان التحرير وصاروا يتكلمون عن ظلم مبارك وعن ايامه السوداء !!اما على الصعيد الخارجي فقد بادرت الانظمة التي كانت تساند مبارك الى اخر نفس بتبريك الانتصار للشعب المصري وكأنهم كانوا من المساندين للثورة ولم يسخروا اعلامهم ونقودهم في سبيل انقاذ مبارك بأي ثمن من براثن الشعب , والاطرف من ذلك هو التبريكات التي جائت من دول قمعت بالامس القريب التظاهرات الاصلاحية فيها بالحديد والنار وتدعي ان انتصار الثورة المصرية جاء بالهام منها .
طيب السؤال هنا اذا كان كل هؤلاء هم مع الثوار ومع الحرية ومع الديموقراطية ومع الاصلاح فمن اذا كان ضد الثورة ؟ ومن هو الديكتاتور ؟ ومن هو الذي يقمع الثوار ؟ ومن يسرق خيرات الشعوب ويحولها الى ارصدته الخاصة ؟ او كما قال صاحبنا من العاهرة اذا ؟ من المخجل ان نشاهد هذا الحجم الرهيب من النفاق الاعلامي والسياسي سواء في داخل مصر او خارجها وان نعرف ان هناك من يحاول ان يركب الموجة باي ثمن للوصول الى اهدافه الدنيئة كما يقول المثل ان لم تستطع مواجهتهم انظم اليهم !!
هذه الحكومات التي تبارك للشعب المصري ثورته هل هي على استعداد لتقبل اي ثورة او حراك في شوارعها ؟ هل هي مستعدة للتنازل امام مطالب المحتجين ؟ هل اخذت العبرة مما حصل في تونس ومصر وقررت ان تبدأ الاصلاح بالتي هي احسن ؟ قبل ان تجر البلاد والعباد الى الخراب والدم لتنصاع صاغرة في اخر المطاف امام ارادة الشعب ؟
سؤال ننتظر الاجابة عليه بفارغ الصبر
التعليقات (0)