ربما لن يتذكر الكثير.. ايام معمر القذافي بالكثير من الخير على الاقل في المدة الزمنية القادمة ، ولكنهم حتما لن تصفو لهم الايام كما كانت ، فسيبقى الشعب الليبي اسير الحروب الاهلية لفترة ليست بقصيرة في المدى المنظور ، ولن تتمكن الحكومة الليبية الجديدة في القريب نسبيا من فرض الامن في ليبيا ، ولن تتمكن تلك الحكومة الهزيلة العميلة من الاحاطة بقواعد اللعبة الا على غرار اللعبة الافغانية ، التي ستبيح ما لم يباح وتبيع ما لم يباع ، وبالتالي ستتمكن من رهن ليبيا بارخص الاثمان وفوق ذلك بترولها وثروتها فضلا عن الشعب ودماء الابرياء .
ستدخل الشركات العالمية متعددة الجنسيات تحت غطاء من اعمار ليبيا او اعادة اعمار ليبيا وحتما سيكون هناك مؤتمر دولي لهذا الغرض ، وحتما ستوزع الكعكة الليبية على الكبار رغما عن عبد الجليل وزبانيته وحاشيتة ، ليتذكر الشعب الليبي حجم التضحيالت التي من المفروض ان يدفعها كما دفعها من قبل ، وسيندم كل من فقد احدا من الاقارب والاحباب ، وستتذكر الامهات الثكلى والنساء المفجوعات حجم الماساة التي وقعت على ليبيا ، وهم يسعون نحو ما يسمى الحرية واستقلال ليبيا ، وسيكتشف الشعب العربي الليبي بعد فترة من الزمن لعلها ليست بقصيرة ان ما دفع من ثمن لا يعادل ما حصلوا عليه . وانهم وقعوا في شر اكثر من شر القذافي واتابعه واعوانه وازلامه . وان مسلسل التفجيرات والتفخيخات والقنص والنهب والسلب سيتسمر لاجل غير منظور ، ليوجد مبر لبقاء القوات الاجنبية ، التي ستقول ان الاجهزة الامنية الليبية غير قادرة على حفظ الامن ، ولذا عليهم البقاء لحين تمكن الاجهزة الامنية من استرداد جاهزيتها . حتى لو اضطروا الى تجهيز فرق القتل والابادة بانفسهم ، لتاكيد مستوى القلق الامني لدى الشعب الليبي ، وما العراق وافغانستان عنا ببعيد . وبالتالي نطرح السؤال : من هم الذين يقتلون الشعب الليبي الان ؟ ولماذا .. سرت مدينة صحراوية ليست ذات تاثير كبير ، وما هي الا فلول النظام السابق ، والذي يوصف بانه قد فقد جميع قدراته القتالية .
وان خيرات البلاد ستمر عبر انابيب تدفع الى الخارج بتوافق ( وطني عميل ) وان ليبيا ستكون اكثر مديونية ، وان قوات الحلفاء لن تغادر الا بعد ان تعيد تشكيل وتدريب الجيش ، وبناء الاجهزة الامنية ( على غرار ما حدث ويحدث في العراق وافغانستان ) وهي حجة واهية لاستعمار ليبيا من جديد ، وربما يستمر الوضع لسنوات غير منظورة .. والله يستر .
التعليقات (0)