بين المصريين من هم قادرون على إخراجها من حالة الفقر والتخلف ووضعها على رأس الأمم ولكن....من المعلوم أن المشاريع الاقتصادية التي يقوم عليها تقدم الدولة تخضع في المنطق العلمي السليم إلى ثلاثة مراحل هي الفكرة ثم القرار ثم التنفيذ ولكن ...من الذي يفكر ومن الذي يقرر ومن الذي ينفذ؟ ...هذه الثلاثة مراحل لا تلتقي في نقطة واحدة لغياب التنسيق وعدم وجود آلية في الحكم تربط بين الأفكار وتنفيذها في الواقع طبقا للدراسات العلمية !! وهذه مصيبة الدول العربية منفردة أو مجتمعة!!!....إن انعدام روح الفريق وانفصال الجامعات ومراكز البحث عن أجهزة التنفيذ واتخاذ القرار ... ويدخل في هذه الدائرة المفرغة المفكرون الأحرار من علماء الدولة وعلماء الاقتصاد والهندسة!!... إننا نسمع في مقابلات تلفزيونية كثيرة عن أفكار اقتصادية منطقية ورائعة لم نكن نسمعها قبل الثورة نظرا لهيمنة الجهلاء على سلطة اتخاذ القرار وتوجيه جهودهم للمصالح الشخصية دون اعتبار للمصلحة العامة أو مصلحة الشعب ولكن ....أين الجهة التي تستطيع تنسيق المراحل الثلاثة ليصل المجتمع المصري والعربي لأقصى استفادة من الثروات العربية؟ أين الجهة التي تخطط الأولويات؟ من هم الذين يتخذون القرار الصحيح وأين درسوا وكيف خططوا؟ كيف نستفيد من أفكار العباقرة أصحاب الرؤية البعيدة ولماذا لا نستغل خبراتهم وقد أثبتوا كفاءتهم في الغرب والشرق ولم تستفد منهم دولهم؟ لماذ تغربوا ولماذا لفظتهم بلادهم واستقبلهم العالم بكل ترحاب وعناية حتى رفعوا شأن البلاد التي احتضنتهم؟ إذا توصلنا لربط الدراسات العلمية البحثية ومراكز الفكر (think tanks) بأجهزة اتخاذ القرار وشركات التنفيذ فسوف نخرج سريعا من الفقر إلى عيش الرفاهية والكرامة ...إن الأفكار هي أساس المشاريع ووسائل التنفيذ ومحددات العمل فبدونها لا شيء يتحرك لأن الحركة مبنية على الفكرة وليس العكس ....فهل نتوصل في المستقبل القريب إلى جهاز يربط البحث العلمي بمراكز الإنتاج أيا كان شكل الجهاز؟ أم نظل سائرين في طريق العشوائيات التي تربينا عليها وسكنا فيها واستقرت حياتنا بين ظلماتها؟
التعليقات (0)