مواضيع اليوم

من الحراك النخبوي الى الحراك الشعبي

sulaiman wwww

2011-08-03 19:22:40

0

   منذ انطلاقة الربيع العربي في 17/12/2010 وهو اليوم الذي شهد حادثة قيام محمد البوعزيزي باشعال النار في جسده ، شهدت العديد من الدول العربية حراكا وطنيا غير مسبوق في التاريخ الحديث لمرحلة ما بعد الاستعمار الغربي وحلول مرحلة الاستعباد والقمع المحلي الذي مارسته أنظمة الحكم العربية في مرحلة الخراب والسقوط التي أعقبت مرحلة الاستعمار وحرمت الشعوب العربية من التمتع بالحريات ودولة القانون والحقوق المدنية في مرحلة ما بعد الاستقلال . ويمكن التمييز هنا بين ما يمكن أن نطلق عليه وصف الحراك الحزبي والنخبوي من جانب وبين الحراك الشعبي من جانب اخر.
الشعوب التي تمكنت من خلع حكامها وتغيير أنظمة الحكم في تونس ومصر إنخرطت في حراك شعبي لم تشهده العديد من الدول العربية الأخرى التي شهد بعضها حراكا حزبيا ونخبويا حاول القائمون عليه إضفاء الطابع الشعبي عليه عبر تغييب الرايات الحزبية في الفعاليات التي يتم تنظيمها ولكن ذلك الحراك يفتقر الى أهم خصائص الحراك الشعبي الحقيقي.من تلك الخصائص الأساسية في الحراك الشعبي تلك الخاصية التي برزت في ميدان التحرير في القاهرة حيث كانت الأسر المصرية تشارك في في الإعتصام بكافة أفرادها من أطفال ونساء وشيوخ وشباب، وهذه المشاركة ما تزال مفقودة في الحراك الذي تشهده العديد من الدول العربية ومنها المملكة الاردنية.
منذ الخامس والعشرين من كانون الثاني بدأت كافة فئات الشعب المصري المشاركة في الحراك الشعبي الذي شكل إعتصام ميدان التحرير ذروته ، وكما يشير الشهود على تلك الثورة " فإن من كانوا يتابعون الفعاليات الوطنية والمظاهرات عبر شاشات التلفاز ومن نوافذ منازلهم في الماضي كانوا من المشاركين في الحراك في ذلك اليوم ". كما حضر هؤلاء الى ميدان التحرير مجهزين بالوسائل التي تمكنهم من مقاومة اثار قنابل الغاز من "بصل وخل وكولا" حيث يستخدم الخل لتجنب اثار تلك القنابل على الجهاز التنفسي والبصل لحماية العينين والكولا للجلد المكشوف في الوجه والعنق والذراعين.
كما برزت خاصية أخرى للحراك الشعبي الذي شهدته مصر يمكن وصفها بالذكاء والحكمة الشعبية حيث عمل المشاركون في الحراك على انهاك قوى القمع والاجهزة الامنية ، فكلما تم تفريقهم وإجبارهم على مغادرة إحدى الساحات أو الميادين كانوا يجتمعون في أماكن اخرى تم الاتفاق عليها ليعودوا بعد ذلك الى ميدان التحريرمن جديد...
الانتقال من مرحلة الحراك النخبوي والحزبي الى مرحلة الحراك الشعبي لا تعني غياب النخب والقوى الوطنية التي تلعب دورا هاما في عدم انحراف الحراك عن مساره وعدم حلول الفوضى ، ومن الأمثلة على ذلك الدور ما قامت به النخب الوطنية المصرية لحماية المتحف الوطني أثناء الثورة.
نستطيع القول بأن التحول من الحراك النخبوي والحزبي الى الحراك الشعبي ضرورة ، ولا يعني ذلك غياب النخب والقوى الوطنية والحزبية ، بل أن تتحول تلك النخب الى جهات مؤثرة وفاعلة في ذلك الحراك دون العمل على توجيه ذلك الحراك أو قيادته ، بحيث يحافظ الحراك على طابعه الشعبي الضروري لتحقبق غاياته .
kalidhameed@hotmail.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !