الرأي العام العربي والوحدة تعليق بشير أبراهيم العربية 2005
أردت كالعادة أن أدون ملاحظاتي عما يجري في عالمنا الأسلامي والعربي كلما انتهيت من سماع أخبار الصباح .هذه الملاحظات أحتفظ بها أحيانا أو ابعث بها للنشر وفي الغالب أرميها في سلة المهملات. واليوم وجدت أنني كتبت على الورق كلمة الوحدة , كلمة لم افكر فيها ولم تكن في الأخبار و يظهرأ نها كانت في العقل الباطني ذكرتني وفرضت نفسها علي,كلمة أختفت من أخبارنا العربية وحلت محلها أخبار البورصات واسعار النفط والاعلانات التجارية المثيرة للغرائزوالأستهلاك والأرهاب الذي يهدد شوارعنا وأطفالنا وأسرنا , كلمة الوحدة كانت على شفاه الشعوب والزعماء في عالمنا العربي في الستينات والخمسينات ¸كلمة كانت مرتبطة بالكفاح من أجل الأستقلال ومكملة له . وفجأة أختفت من ألسنتنا وعقولنا وأصبح ذكرها عقيما ومكروها و يثير الضحك أحيانا ’ بل يرفض البعض حتى سماعها . وتساءلت لماذا أصر الأجداد والأباءعلى ربط الوحدة بالكفاح من أجل الأستقلال هل كانت أمنية حلوة يمليها التاريخ الواحد أو أنها دعوة حق أريد بها باطل يشجعها الأقوياء والكبار منا للسيطرة على الضعفاء والصغار كما كان يتهامس الحكام في أجتماعاتهم السرية . أن نظرة الى ما وصلنا أليه اليوم من ضعف وفقر ومرض وضياع وأذلال وعودة الأستعمار والأحتلال ألى ما كنا عليه فى الخمسينات تعطينا الأسباب الحقيقية الدامغة التي كانت كامنة في عقول الأباء والأجداد عندما ربطوا الأستقلال والتحرر بالوحدة العربية . كانوا يعرفون جيدا أن الأستقلال لكيانات صغيرة ضعيفة لا يدوم الأ أذا بني على صرح من الوحدة الشاملة القوية تمنع الأستعمار من العودة والدخول من الشباك في شكل جديد بعدما خرج من الباب بالكفاح والجهاد.
عرفت الدول الأستعمارية أن الوحدة هى الخطر المحدق بمصالحها فحاربتها في الأجتماعات السرية بينها وبين الحكام العرب وفي الأجتماعت العلنيية بين الحكام العرب بعضهم مع بعض وشجعت انطواء الدول العربية عن نفسها وفتح أبوابها أمام الغرب للتعامل وغلق ديارها أمام العرب حتى للعمال العرب تجنبا للوصال حتى أصبح كل من يذكرالوحدة العربية مبعثا للأستنكار وأحيانا للضحك . ألسنا نضحك اليوم من نظرية المؤامرة ونلقي اللوم على أنفسنا في تأخرنا وتشتتنا وننسى ما فعله ويعمله الأستعمار بنا , أنه فقدان الذاكرة وضياع شخصيتنا . لوتوحد العرب و تضامن المسلمون هل كانت الدول الأستعمارية تعاملهم بأسلوب الأذلال الذي تعاملهم به اليوم ؟ هل رأينا كيف يعامل الغرب اليوم الصين والهند وكوريا وشعوب أسيا بما فيها فيتنام باحترام وأعجاب ؟ أليس نحن العرب والمسلمون أولى من غيرنا حضاريا وتاريخييا وجغرافيا واقتصاديا بهذا الأحترام من الغرب .؟ هذه الصرخة ليست دعوة للوحدة العربية لأني أعرف أن الوحدة العربية أصبحت مستنكرة أو نكثة , كما أنها ليست دعوة للتضامن العربي لأن التضامن أصبح معناه إجتماعات القمة والتباري في الخطب الرنانة المفرغة من معانيها والخطط الخيالية المبرمجة على الورق . وما أجمل وأعظم الزعماء العرب وهم يجلسون في قممهم في القاعات الفخمة الجميلة الفسيحة وملابسهم الوطنية الفضفاضة والأوربية المستوردة طوال نصف قرن , وهم يلقون خطبهم البليغة الرنانة التي أبدع كتابها من كبار الأدباء والكتاب العرب في بلاغتها وروعتها بما ترضي النفوس وتتير الحماس وتبشر بالنصرالقريب القادم لا محالة ويصدرون قراراتهم التاريخية لتحرير فلسطين وانشاء السوق الواحدة والدفاع المشترك و.و.و..وكم كان الشعب العربي يهتف لهم ويستبشر بمنجزاتهم ويفرح بمستقبل باهرحتى نسي أو تناسي الأستبداد الذي يقاسيه والأستغلال الذي أرهقه والفساد الذي ينتشر والفقر الذي يعايشه والمرض الذي يفتك به , والاستقلال المسلوب والأموال المنهوبة والحريات الضائعة والحقوق المهضومة بل أكثر من ذلك فقدان الذاكرة والكرامة كل ذلك قدمه الشعب العربي من فلسطين والتحرير وةالوحدة العربية. أنها صرخة اللهم أستر بشير أبراهيم
التعليقات (0)