من الأكيد التأكد
What have you done ! But here, help me.
Herman Melville
لعل من الواضح وجود هوة بين الظاهر و المخفي من الأمور التي تعترض حكمة البشر، و من الظاهر النظر في كل ما يحيط بنا من أجل كشف ما هو باطن، و بين الاختلافات هذه يحتار الإنسان، و تتعدد التوجهات.
إنّ لقيسرية العمليات أثناء فرز الاختيارات لأهمية قصوى في تدني أسباب النجاح، فالعالم هو الذي يتغيّر و يغيّر الإنسان، هذا ما هو متعارف عليه لدى العارفين بمجريات الأمور كما هو واضح.
فالقادم أعظم من أن تحتويه كلمات هذه الأسطر، حتى أنّ القيمة الحقيقية لأيّ عمل لا تكون في الجهد المبذول من أجل تحقيقه، و إنما هي من أجل بلوغ المكانة المعروفة و الغير مضمونة للكائن المقدس.
و على هذا فالصلاة التي لا تلزم صاحبها بالقوانين المختلفة لم تجد لأي كان طريقا لها بين مكاسب النجاح، و هي للذي لا يفهم معنى وجوده كرماد لا يمس عيون الناس كلهم، و إنما يمسّ فقط عيون الخائفين من بني آدم.
و ما يوجد بين الطرق المختلفة هي عراقيل الزمن لا غير، و السلاح الوحيد الذي بامكانه ازالة هذه العقبات هي اللجوء إلى التسلح بالارادة، فجبروتها هو الوحيد الذي يجعل المعوجّ يستقيم، هكذا لقنتنا الأيام من دروسها التي لا ينساها إلاّ متآمر على نفسه.
فالأمل هو الذي يصنع الفرق، و هو الذي يوقظ الضمير، و هو الذي يزيد من الاصرار على النجاح، إنه هو الذي جعل الإنسان يخطوا خطواته العملاقة، و ينتظم في أفكاره ليخرج بوجه جديد، و علم جديد، من أجل صناعة مستقبل جديد أيضا.
هذا ما أنـا متأكد منه، و الذي أتأكد منه كلما ضاق بي الزمن، و جار عليّ الزمان، بينما الوقت يأخذ مني أحلى الابستامات، فتعلمت أن أتشبث بحياتي، قبل أن أسعى لمماتي.
فيا أيها العالم مهلا، أنا أرجوا منك الاعتراف، بأنك أخطأت في حساب التقدير، و الإنكفاء على التبديل، بدل التجديد، فللأوّل وجهان، أحدهما جميل و سام، يجعل الأمم تهنؤ بوجودها، و الوجه الثاني قبيح، لكنه مجمل، فيجعل البشر يكره وجوده أصلا، و مع هذا فالتبديل على سبيل التجديد هو المطلوب من اجل الريادة.
السيّد: مــــزوار محمد سعيد
التعليقات (0)