إحتفلت المانيا والعالم الغربي بإنهيار سورحائط برلين الذي أعتبر بداية لأنهيار الأتحاد السوفييتي قبل عشرين عاما. وقد أسرع هذا الحدث في وحدة ألمانيا ثم وحدة أوربا .ويلاحظ المراقب لهذا الحدث مدى تحمس الألمان للوحدة الألمانية حتى قال أحد الصحفيين لم أرى في حياتي شعبا كاملا يبكي من الفرح كبكاء الألمان يوم أنهيار سور برلين . كانت الوحدة الالمانية أمل الشعب الألماني بعد الحرب العالية الثانية وتحقيقها كلف الشعب الألماني مئات الملياردات من الدولاراىت دفعها الشعب الألماني في ألمانيا الغربية سابقا عن طيب خاطر بل أكثر من ذلك أنتخب أخيرا مشتشارة المانيا الأولى من شرق المانيا الشيوعية سابقا . هذا إن دل على شئ فإنما يدل على عظمة الوحدة في عيون أي أمة . هذا الحدث يذكرني ببكاء الأمة العربية من المحيط إلى الخليج حزنا على وفاة الرئيس عبد الناصر في سنة 1970 . كان العرب يرون في الرئيس عبد الناصر أمل الوحدة العربية التي أخذت تتشكل بقيام الثورة المصرية سنة 1956 في وجه معارضة شديدة من الاستعمار الغربي ورأس حربته إسرائيل وأنصار الحكم الرجعي في الأنظمة العربية . كان حزن الأمة العربية لوفاة الرئيس عبد الناصر لا يقل عن حزنها يوم انفصال أول وحدة عربية بين مصر وسوريا . ولم أبكي في حياتي لأي خبر كبكائي يوم الانفصال المصري السوري ويوم وفاة الرئيس عبد الناصركباقي العرب في كل مكان . وبعد هذين الحدتين توالت النكبات على الأمة العربية وتفتت العرب وعاد الأستعمار بجيوشه وقواعده وأساطيله إلى المنطقة وراء تطبيل وتهليل أنصاره في الوطن العربي ولم نعد نسمع أوحتى نأمل بالوحدة العربية في المستقبل المنظور. فكل يوم يمر ياتي لنا بالام وأحزان وخزي وعار لما يجري في عالمنا العربي من إعتداء وإحتلال وقتل وتشربد وإنقسامات بين الدول العربية وفي داخل الدول العربية نفسها . اليس جديرا بنا اليوم أن نعلن يومي الأنفصال المصري السوري ويوم وفاة الرئيس عبد الناصر يومي حزن في العالم العربي ليكونا نبراسا للاجيال القادمة لتحول هذين المناسبتين إلى يوم فرح لأعلان الوحدة العربية مستقبلا .
التعليقات (0)