مواضيع اليوم

من الأدلة على الحقيقة العظمى (حقيقة وجود الله )

ماطر غنيم

2009-08-20 03:33:04

0

من الأدلة على الحقيقة العظمى (حقيقة وجود الله )
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه.

ذكرت في كتاب الرد على كتاب قراءة نقدية ـ وهو رد على أحد الملحدين ـ دلائل داحضة لشبهة التشكيك في وجود الخالق جل وعلا وهي دعوى لا تخرج إلا من قلب إنسان ظالم لنفسه مكابر لحقائق راسخة فأحببت أن تعم بها الفائدة لمن أراد الاستفادة .

أولاً: طائفة من الملحدين يجزمون جزماً بعدم وجود الخالق جل جلاله ،ويقولون الدليل على المثبت لا على النافي .!!

وهو كلام فارغ لأنهم جزموا بعدم الوجود أي حكموا بذلك حكماً جازماً والحكم لابد له من دليل فنحن نطالبهم بالدليل على جزمهم بذلك .بخلاف قول من يقول أنا لا أجزم بالنفي ولا الإثبات فهذا يصح أن يطالب بالدليل على الإثبات أو النفي وعندها فسنقيم لهم العديد من الأدلة على وجود الخالق جل جلاله، وهي موجودة ؛مكتوبة ومسموعة ومرئية.
ثانياً:ونحن نقول لهم وليس لديكم برهان على أن الله ليس هو الذي خلق هذه الأسباب.

ثالثاً:البرهان على أن الله هو الذي خلق هذه القوانين ؟فبالنقل وبالعقل .فالنقل سأجعله مسك الختام .وسأبدأ بالأدلة العقلية التي يتفق عليها المسلم وغير المسلم .

البرهان الأول: اما أن تقول أن العالم قديم أو تقول أنه حادث بعد عدم : فإن قلت أنه حادث فلابد أن نفكر فنقول مالذي رجح كفة إيجاده على كفة العدم إذ يستحيل وجود رجحان بلا مرجح ،فلو كان لدينا ميزان له كفتان فارتفعت كفت ورجحت على الأخرى فإنه لابد أن يكون هناك سبب لهذا الرجحان وهو الوزن الموجود في هذه الكفة .فلو قال قائل أنها رجحت بلا سبب لكان كلامه هذا ضرب من الحمق والهذيان .

وهكذا العالم فإنه لابد من سبب رجح وجوده على عدمه .والسبب هو الله جل جلاله يبقى التدليل على أنه الله في أخر البحث .

لكن لو فرضنا أن هناك من يخالف المعقول فيزعم أن العالم قديم لاحادث ،وقال:وعليه فلا يلزمني برهان استحالة الترجيح الذي ذكرته. فإننا ننقله إلى البرهان الثاني .

البرهان الثاني:استحالة التسلسل :وهو رد على من يقول أن العالم قديم أزلي لاحادث:ومعنى التسلسل افتراض أن المخلوقات متوالدة عن بعضها إلى مالا نهاية ،بحيث يكون كل موجود نتيجة علة قبله وهو علة لمابعده دون أن تنتهي هذه السلسلة إلى موجود لا يؤثر فيه شيء وهو يؤثر في غيره .وهذا مستحيل لأن السلسلة مهما طالت فإن تأثرها بغيرها وتوقف وجودها على تأثيره فيها يدل على أنها ممكنة الوجود وممكنة العدم .

مثال ذلك:لو سألنا عن سبب وجود الابن فقلت الأب فقلت وماعلة وجود الأب فقلت الجد وهكذا في سلسلة طويلة فإنه لابد أن تصل إلى نهاية للسلسلة ويستحيل أن ترجع وجود الجد الأعلى إلى أحد ابناءه فإن زعمت ذلك فلابد أن يخالفك كل العقلاء وحينها ستصل السلسلة إلى النهاية ودعنا نقول أنه آدام فمن أوجد أدام فهل ستقول أنه أحد أولاده ؟!!

ثم إن دعوى التسلسل منقوضة بالحس والمشاهدة فإننا نعلم بأن هناك مخلوقات انقرضت بنوعها فلو صح أن الموجودات تسلسل إلى مالا نهاية بأن يكون كل حلقة فيها معلولاً لما قبلها وعلة لما بعدها ،لما انقرضت هذه الموجودات ،فلا يمكن أن تنقرض وهي علة لما بعدها.فلما دل الحس والمشاهدة على انقراضها قطعاً علمنا أن الحلقة الأخيرة معلولة فقط وليست علة كالتي سبقتها ،وهذا إخلال بنظام التسلسل المزعوم.ودليل على أن هناك مؤثر خارجي لايتأثر بها ويؤثر فيها وليس مجرد تسلسل رتيب .

البرهان الثالث: برهان بطلان الدور :وهو رد على من يقول أن العالم حادث بلا ريب ولكن الذي أوجد العالم هو التفاعل الذاتي المتدرج ، وأن الوجود أوله هواء يملاء الفراغ ثم وجد السديم وصار له أبخرة وغازات ثم تكاملت العناصر الأولية للحياة كالكربون والأكسجين وغيره ، ومر على ذلك سنوات ، فكانت المخلوقات إلى غير ذلك .فهذا يستلزم القول بالدور وهي فرضية باطلة .
ومعناه : يتوقف الشئ في وجوده المطلق أو تكييف معين على شئ آخر ، وهذا الشئ الآخر متوقف على نفس الشئ الأول .
مثال :لو قيل لا يمكن أن توجد وظيفة إلا بشهادة دراسية .فتقدمت للدراسة فقالوا لايمكن الدراسة إلا للموظف فإن معنى ذلك أن كلا الأمرين متوقف على الأخر مما يؤدي إلى امتناع وجود الأمرين إطلاقاً .

فالمادة مثلاً معدومة ولما وجدت كانت علة لإيجاد نفسها .فقل لي كيف يصدق العاقل أن المعدوم أوجد نفسه ؟

ثم يسمونه بأسماء رنانة لتنطلي الفكرة على السذج فيقولون التفاعل الذاتي أو انتخاب الطبيعة أو البقاء للأصلح .مع أن العقلاء ينظرون للمعاني والحقائق لا لمجرد الألفاظ .

البرهان الرابع:برهان النظام الكوني الدقيق :أنا حين أكتب على جهاز الحاسب الألي أعلم يقيناً أن هذا الجهازالمحمول الذي هو غاية في التنسيق والصنعة ،لا يمكن أن يكون إلا بمدبر صنعه ونظمه .ولا يمكن أن تكون كل هذه الأمور أتت بالصدفة ،مع تكررها وتعدد الأجهزة ،ولابد أن ذلك لهدف وغاية وهي الاتصال والكتابة ونحو ذلك .

فإذا كان هذا في أجهزة الحاسبات الصغيرة فإن الكون العظيم البديع في تناسقه من الذرة بما فيها من شحنات إلى المجرة بما فيها من تناسقات ، تتأمل في الأرض فتجد لها وزناً معيناً ،يمدها بقدر معين من الجاذبية فلو زاد هذا الوزن لما أمكن المشي عليها لشدة جذبها للإنسان ،ولو قل وزنها لما أمكن أن يستقر عليها ولا أن يأنس فيها ، وهذا دل على تناسق وتنظيم ، فالأمور التي صنعها الإنسان دليل قطعي على وجود مدبر لها لتسير بنفسها نحو غايات معينة ، فالكون من باب أولى يكون له مدبر لا يستطيعه أي أحد من البشر . ومافي الكون من أنواع النبات والجبال والبحار والأنهار مع تنوعها وحاجتنا إليها وتناسقها يدل بلا أدنى شك على موجد لها يدبرها ويتصرف فيها .ولا يمكن أن يكون هذا النظام البديع أتى بالصدفة ويتغير بلا مدبر .

وها قد وصلنا إلى قناعة تامة بوجود مسبب للأسباب يؤثر فيها ولا يتأثر بها وهو الله جل جلاله .فكيف نعرف أن ذلك السبب الموجد لهذا الكون هو الله جل جلاله .

1ـ إن الله ـ عز وجل ـ لم يترك الناس هملاً بل أرسل إليهم رسلاً يبينون لهم الحق ويخبرونهم بأنه المتصرف في الكون إيجاداً وإمداداً وحده لا شريك له الذي خلقه وخلق جميع الحادثات ،وهو موصوف بجميع صفات الكمال ومنزه عن جميع صفات النقص فلا يحتاج لشيء وكل شيء فقير إليه .وأنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له .

2ـ وطلب الناس منهم البرهان على صحة دعوى الرسالة فأظهروا لهم المعجزات التي يؤيدهم الله بها،كما أن الله يخذل من أدعى النبوة وهو كاذب .فكلما أراد أمراً خارق للعادة خيبه الله تعالى .فتميز بذلك الصادق في الدعوى من الكاذب .

3ـ ونقلت إلينا الأخبار بذلك وهي أخبار متواترة لا يمكن تكذيبها كما أننا نصدق بوجود القطب الجنوبي ولم نره ونصدق بوجود مرض الجدري ولم نره وإنما هو بنقل الأخبار .

4ـ وكان آخرهم وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .ونقلوا عنه أمر الله ونهيه وبيانه في القرآن والسنة النبوية .

5ـ وتحققنا ثبوتها بواسطة منهج علمي واضح ودقيق ؛يفتش في جانبين :

في اللفظ المنقول ،وفي الناقل له ،وهو ما يسمى بالنظر في المتن والسند.
6ـ وفائدة ذلك :التثبت من عدم وجود الخطأ في أي شيء منقول .

7ـ وردوا الخبر إذا كان هناك علة في متنه :كأن يخالف قطعي من القرآن

أو السنة أو خالف نقول أناس أثبت منه في الرواية ،لأن ذلك دليل على خطأ الراوي في ذلك .وسموه بالشاذ،وقالوا في متنه نكارة.

8ـ وردوا الخبر من حيث الأسناد فلم يقبلوا إلا ما اتصف ناقله بالعدالة والضبط التام.

9ـ ولم يقبلوا في منقول القرآن والقطعيات إلا ما تواتر النقل به حتى لايدخل في القرآن ماليس منه،فردوا القراءات الشاذة ونحوها.

10ـ وألّفوا في ذلك علوم مستقلة بنفسها تبحث في أحوال النقلة والخبر الذي نقلوا.وذلك في فن مصطلح الحديث ،وفن الجرح والتعديل ،وفن تراجم الرجال .النقلة للخبر،ففي مكتباتنا الإسلامية مؤلفات كثيرة تستعرض أسماء الذين نقلواذلك وأحوالهم ويستطيع كل شخص أن يقف على ما قيل في كل رجل منهم جرحاً وتعديلاً وأن تضبط الزمن الذي عاش فيه ، وتعرف معاصريه وشيوخه وتلاميذه .وسترى الوصف الدقيق لهم بلا مجاملات.

11ـ وألّفوا علم أصول الفقه لمعرفة الخاص والعام ،والمطلق ،والمقيد ،ودلالات الألفاظ القاطعة والمحتملة .

12ـ كما ألّفوا في علوم القرآن ومعرفة أوجه القراءت وتفسير الآيات .

والخلاصة :أن من أراد الحق فكل السبل مذللة أمامه.قال الله تعالى { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }.
كتبه:ماطر بن عبدالله آل غنيم الأحمري

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !