مواضيع اليوم

من ادبيات النكبة ((فانقراء الماضي كي نفهم الحاضر )-1-

طالبه تخشى الموت

2011-05-19 10:45:40

0

(( انها الحرب التي سوف تقطع دابر الحروب))

 

 

كان هذا عنوان نشرته كبرى الصحف في العام 1914 مع بداية الحرب العالية الأولى

(هذا السلام الذي سوف ينهي أي أمل  بالسلام )

كان هذا في العام 1919 عندما علق الكثير من الكتاب الأوربيين  الساخرين على معاهدة السلام في فرساي

هذه المعاهدة التي كانت ومازلت إلى يوم بالنسبة إلى العرب كما وصفها الكتاب الساخرون ..

منذ ذلك التاريخ والعرب يتحملون أعباء الاستعمار والصهيونية العالمية وويلاتها

وما نحن فيه اليوم الا نتيجة لما خططوا له وتم الاتفاق عليه في تلك المعاهدة السيئة الصيت

نحن نعرف ان الأزمة بدأت في ليلة 14/15 من عام 1948 ليلة الانسحاب البريطاني وإعلان دولة إسرائيل .

معارك وصراعات وأزمات لعل أشدها في مايو أيار من العام 1967 في النكسة أو حرب الأيام الستة

منذ ذلك التاريخ بدأت سيل من الكتب والمجلات يظهر معلقا على الأزمة او المشكلة العربية الإسرائيلية

وم يترتب عليها من نتائج

ومن سؤ الحظ ان الكثرة الساحقة من هذه المطبوعات تعرض فقط ما يخدم وجهة النظر الغربية الداعمة للصهاينة وتتبناها دون أي التفات إلى حقوق العرب وما لحق بهم من ظلم .ولم يكتب الى القليل المنصف في الأسباب الحقيقية للصراع ودوافعه وعن أثاره على المصالح والإطماع الغربية في المنطقة

لذا كانت الحاجة الماسة الى تقديم دراسات موضوعية تصور لنا الأسباب والدوافع الحقيقية للصراع العربي الإسرائيلي وسر التحالف الغربي ضد العرب

بدا سوف نعرض بعض النصوص لكتاب وباحثون غربيون عرفوا بمواقفهم الصريحة من هذه القضية وقامت الباحثة السيدة مجديا خدوري باختيار مجموعة من مقالات ومحاضرات عددها 12 مقالة ومحاضرة لأشهر الكتاب الغربيون ومن الإعلام الثقات الذين عرفوا بتحررهم وموضوعيتهم

اول ثلاث مقالات تتناول الخلفية التاريخية للعرب وهي بأقلام سيرجون غلوب ..والمؤرخ المشهور ارنولد تونبي ..والسياسي المعروف ناتنغ انطوني

ثم ثلاث مقلات عن حرب عام 1967 وهي بأقلام السياسي الأمريكي تشارلس يوست ممثل لأمريكا في هيئة الأمم سابق

والدكتور جون بادو والذي كان سفيرا لامريكا في القاهرة ورئيس للجامعة الأمريكية فيها

ومقالة مأخوذة عن مجلة فرنسية

يروي يوست بالتفصيل ما حدث والأسباب التي أدت الى حدوث حرب الايام الستة ويرى بادو ان العرب يتكلمون كثيرا أكثر مما يعملون

أما الإسرائيليون فيقرنون القول بالفعل وهذا ما يجهله العالم الغربي عن العرب على الاقل ذلك الوقت وفي رأي بادو أيضا أن الأمريكيون لا يفهمون المزاج العربي ووجهة النظر العربية من هذا الصراع

كما ان العرب أيضا لا يفهمون الغربيين .ويحلل البرت حوراني الأستاذ بجامعة اوكسفورد الواقع العربي تحليلا جيدا

ومقالات دون كورتز والمربيرز وجان لاكواتيه تصب في ان الأحوال لن تهدا وتستقر في الشرق الأوسط بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها السياسة الأمريكية مما أدى الى تدهور صور أمريكا في نفوس العرب والمسلمين عموما لتحيزها الواضح لصف إسرائيل وهم يدعون الى إعادة النظر من الموقف الأمريكي وقضية الحرب والسلام

ِ

 

 

 

 

نبدأ بمقال سير جون باجوت غلوب وهو في الأصل محاضرة ألقاها في (معهد الشرق الأوسط) في واشنطن  بعيد حرب حزيران وقد نشرتها أو أجزاء منها بعض كبريات الصحف الغربية آنذاك

يقول غلوب:-

(إنني أريد إن اعرض عليكم هذا لمساء وجهة نظري في الأزمة القائمة في الشرق الأوسط ورأي هذا سيكون ربما مغاير تماما لما تعودتم إن تقرؤه في الصحف وتسمعوه في الإذاعات يوميا

في تقديري إننا كي نفهم الحاضر يجب أولا أو نفهم الماضي ودراسة تاريخ البشرية الذي يمتد إلى ما قبل خمسة الآلاف سنة

قامت في الماضي السحيق إمبراطوريات مثل الإمبراطورية البابلية والأشورية والفراعنة والفرس القدماء ..كما قامت هناك إمبراطوريات  لاسكندر الأكبر المقدوني وفتوحاته ثم قيام الإمبراطورية الرومانية  والدولة العربية الإسلامية  والإمبراطورية العثمانية وجاء أخيرا الأوروبيون بقيادة بريطانيا لتحل محل هذه الإمبراطوريات التي سادت ثم بادت

من أهم الملاحظات التي نجدها هنا أن كل هذه الإمبراطوريات جميعا اشتركت في صفة واحد وهي السيطرة على ((مصر والشرق الأوسط))

لسببين الأول :- أن مصر والشرق الأوسط هو مفتاح الطرق بين الشرق والغرب

الثاني :-أن الشرق الأوسط هو الرابط بين أسيا وإفريقيا وأوروبا وهي قارات العالم القديم ومنها طرق التجارة والسفر والمرات الإستراتيجية وغيرها

ثم يسهب السير جون غلوب بالحديث عن العرب والمسلمين فيقول :

حين خرج العرب ومن بعدهم سائر المسلمين من بلادهم مجاهدين اتجهت جماعة منهم نحو الشرق حيث الإمبراطورية الفارسية الساسانية ووصلت الى ما يعرف اليوم بأفغانستان وجنوب الاتحاد السوفيتي وشمال الهند ثم تعدتها إلى إن وصلت جماعات منهم الى هضبة التبت ووقفت عند حدود الصين

الجماعة الثانية اتجهت نحو الغرب فاستولت على سوريا ثم فلسطين  ثم مصر ثم  عبرت تجاه شمال أفريقيا حتى بلغت البحر المتوسط ثم عبرت مضيق جبل طارق لتستولي على اسبانيا وجنوب فرنسا بل وقفت عند حدود 250 ميل على الشواطئ المقابلة لسواحل انجلترا

كل هذا حدث في زمن قصير نسبيا بعد أن استطاع هولاء القوم من هزيمة الإمبراطوريتان الفارسية والبيزنطية معا وأقاموا دولتهم التي امتد حدودها من المحيط الأطلسي غربا إلى حدود الصين شرقا.

في هذه المرحلة من التاريخ كانت أوربا تراقب وتتطلع إلى الدولة العربية كما يتطلع العرب اليوم إلى أوربا وحداثتها وتطورها ,

كانت الدولة العربية الإسلامية هذه في ذلك الوقت هي مركز الصناعة الفكر والترجمة والتجارة والعلوم والآداب وكانت هذه الدولة هي المسيطرة على طرقات البحر بسفنها وأساطيلها حتى أن احد الكتاب الأوربيون المعاصرون كتب ((لا يستطيع أي أوربي  أن يسير في البحر المتوسط دون بإذن العرب حتى لو أراد الإبحار على لوح من خشب !!))

دامت سيطرة العرب على العالم القديم مدة 250سنة كاملة وهي نفسها المدة التي عاشتها الإمبراطورية البريطانية قبل ان تنقسم إلى مجموعة من الدويلات .

رغم ظهور حركات انفصالية كثيرة في إرجاء الدولة العربية الإسلامية ألا أنها بقيت في ريادة العالم القديم مدة مائة وخمسون سنة أخرى من خلال ريادة الفكر الإنساني في تلك الحقبة من التاريخ ..

فهم رواد العلم الحديث ,واخترعوا الأرقام الحديثة التي اليوم نستخدمها والتي نسميها باسمهم كما أنهم أول من وضع أسس الرياضيات الحديثة وكانوا لعصور طويلة قادة العالم في الطب والكيمياء وعلم البصريات وعلم الحيوان والفلك ومعرفة الملاحة ليلا واخترعوا الإسطرلاب آلة تحديد مواقع النجوم

استطاع العرب ان يحققوا ا هذا المستوى الحضاري المتقدم  الا بسبب كونهم مسيطرين على قلب العالم القديم وممراته المائية والبرية وكانت النتيجة ان حوصرت أوربا بعيدا ضمن حدودها ولم تحصل سوى على موارد الزراعة والرعي وبعض الصناعات البدائية

قد يقول يعضكم أن ((ما تقوله عن العرب ليس صحيحا فنحن لم نشاهد ولم نسمع عن العربي سوى انه قاطع طريق وراعي جمال وقاتل لأجل القتل وربما كان يحمل صفات غير جيدة أخرى ؟؟

إنا أجيب على السؤال بالقول إنا نحن أبناء الغرب نحن من فرض رقابة على تاريخ العرب وهو من أبشع أنواع الرقابة على مر التاريخ الإنساني .لأننا عندما نكتب التاريخ لابناؤنا نحذف منه عامدين الصفحات الباهرة والمشرقة في تاريخ العرب والإسلام

لأنها الأمة الوحيدة التي استطاعت ان تغزونا في عقر دارنا .وتفرض علينا حصار دام 500 عام كاملة .

وبسبب هذا كله أملت الكراهية التي يحملها الغرب للعرب على تزوير التاريخ ورسمت صورة همجية عن الإنسان العربي .

نهضت أوربا وبدأت كفتها بالرجحان بعد عصر ما يعرف بالاستكشافات الجغرافية  ورحلة كريستوف كولومبس الى القارة الأمريكية  واكتشافها العام  1492

 

 

للحديث بقية 


المصدر 

 كتاب المشكلة العربية الاسرائيلية تاليف مجدويا خدوري ترجمة وعرض د . محمود سمرة 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !