عاش العالم العربي في اواخر القرن التاسع عشر على ايقاع تحولات تاريخية وثقافية وحضارية مختلفة.ساهمت في حدوث نهضة عربية كبرى برزت على اثرها جملة من الحركات الفكرية التحررية التي سهرت على تحرير البلاد العربية وتخليصها من الاستعمار الغربي .وحركات ادبية موازية عملت على اخراج العالم العربي من شتى مظاهر الجمود والانحطاط . واحياء نموذج القصيدة العربية الكلاسيكية وايضا الاهتمام بالتجديد الرومانسي في الاشعار الشعرية . وقد اصطلح على حركة احياء النموذج اسماء متعددة من بينها البعث والكلاسيكية والتقليدية والاتباعية . وهي الحركة الاولى التي شكلت منعطفا اساسيا في الشعر العربي الحديث وذلك للقضاء على مظاهر الانحطاط والجمود التي اصابته . وحصرته في الزخرف اللفضي والمعاني المستغلقة والكلمات الصعبة واغراق القصيدة بالمحسنات البدبعبة ... وقد عملت هذه الحركة الاحيائية على بعث الموروث الشعري القديم وجعله مثالا يحتدى من خلال تقليد مذاهب الشعراء القدامى الذين اتسمت قصائدهم بجزالة اللفظ ونصاعة المعنى وقوة الجرس . قصد التعبير عن مشاعر الذات وقضايا العصر . وتعزى اسباب احياءالادباء لهذا الشعر التقليدي الى عوامل عدة من اهمها على سبيل المثال الاستبداد العثماني والاحتلال الغربي للعالم العربي وانتكاس سلطان الدولة العربية . وظهور حركات وطنية مجاهدة تنشد الاستقلال والحرية وتحرير البلاد العربية . واخرى سلفية توفيقية تنادي بالاصالة والمعاصرة ... وقد ضمت هذه الحركة الكلاسيكية العديد من الرواد العرب مثل البارودي الذي اعتبر رائد شعر احياء النموذج ومعروف الروصافي وجميل صدقي والزهاوي ومحمد بن ابراهيم والجواهري وعلال الفاسي و سواهم ... اما حركة احياء سؤال الذات فقد انتشرت مدارسها في الشرق العربي التي مثلث التيار الرومانسي . وقد ثاثر روادها بالثقافة الغربية خاصة الانجليزية وانعكس ذلك على شعرهم وقصائدهم وثاثروا ايضا بالقيم البورجوازية مثل الفردانية والحرية والمساواة ... وكان مرادهم المقصود هو رد الاعتبار الى الذات التي همشها المجتمع وجعلها مصدرا للالهام بدل الموروث الشعري القديم . والتمرد على الخطاب التقليدي (احياء النموذج ) . تجلت المدارس التي مثلث هذا التيار التجديدي في الرابطة القلمية في المهجر وضمت جبران خليل جبران ومخائيل نعيمة وايليا ابو الماضيوعملت على تعميم واستثباب المحبة الانسانية والتفلسف في الوجود . ومدرسة الديوان التي اسسها العقاد والمازني والتي اهتمت بالتعبير عن الجوهر الانساني بالاضافة الى مدرسة ابوللو التي مثلها كل من احمد زكي ابو شادي وابا القاسم الشابي وعلي محمد طه وابراهيم ناجي ... ركزت قصائدهم على التامل في الوجود والبحث عن الخلاص في الخيال والطبيعة والموت . وقد احدثث هذه المدارس تغييرات في مكونات القصيدة العربية . لتبرز بعد ذلك تيارات فكرية نقذية منها من يساند شعر احياء النموذج ومن يساند شعر احياء سؤال الذات المعبر عنها بالتجديد الرومانسي . الكاتب توفيق بجطيط TOUFIQ BEJTET
التعليقات (0)