كان المسافر في فندق في نيويورك قد نهض متاخرا في ذلك الصباح، وعندما خرج من الفندق اكتشف ان الشرطة حجزت له سيارته. وصل متأخرا الى موعده, وطال الغداء أكثر ممايجب، فكر بالغرامة التي سيتوجب عليه دفعها, وستكلفه ثروة.
فكر فجأة بورقة الدولار التي وجدها عشية أمس، تخيل وجود صلة فوق طبيعية بين هذه الورقة وأحداث الصباح. "من يدري ان كنت قد التقطت هذه الورقة قبل ان يجدهاالشخص الذي رصدت له! ربما قد اكون أزحت هذا الدولار من طريق شخص يحتاج اليه... ربما تدخلت فيما هو مكتوب."
شعر بحاجة للتخلص من الورقة. وفي تلك اللحظة لمح متسولا يجلس ارضا فقدمها اليه.
" لحظة, هتف هذا الاخير. انا شاعر، سأقرأ لك قصيدة لأشكرك."
"لتكن قصيرة اذن لأني مستعجل".أجاب المسافر.
رد المتسول:
"أنت على قيد الحياة لأنك لم تصل بعد الى حيث تريد ان تصل"
على ضفة نهر بييدرا يوجد دير ازدهرت حوله النباتات. انه واحة حقيقية وسط الاراضي القاحلة في تلك البقعة من اسبانيا.
هنالك يصبح النهر الصغير مجرى ماء جارف وينقسم الى شلالات عديدة .
عبر المسافر المنطقة مصغيا الى موسيقى الماء. وفجأة عند مهبط الشلالات لفتت صخرة انتباهه. راقب بعناية الحجر الذي صقله الزمن, والاشكال لجميلة التي ابدعتها الطبيعة بصبر.
ثم اكتشف فوق لوجة ابيات رابندرانات طاغور:
"ليست المطرقة هي التي جعلت هذه الصخور بهذا الكمال, بل هو الماء, بعذوبته , ورقصه, وغنائه.
حيث لا يمكن للقسوة الاان تحطم, تستطيع العذوبة ان تنحت.
مات رجل شرير, وعند باب الجحيم التقى بملاك.
قال له هذاالاخير: "يكفيك ان تكون قد عملت عملا صالحا واحد في حياتك, وهذا سينجيك"
اجاب الرجل: "لم افعل عملا صالحا قط طوال هذه الحياة".
-"فكر جيدا" الح الملاك .
تذكر الرجل انه ذات يوم بينما كان يسير في الغابة راى عنكبوتا, وانه زاح عن الطريق لكي لايدهسها.
ابتسم الملاك ونزلت شبكة عنكبوت من السماء لكي تمكن الرجل من الصعود الى الجنة. استغل بعض المحكومين الفرصة لكي يتسلقوا معه, لكن الرجل استدار وراح يدفعهم خشية انقطاع خيط العنكبوت.
في تلك اللحظة انقطع الخيط فسقط الرجل من جديد في جهنم.
" خسارة, قال له الملاك, انانيتك حولت الفعل الوحيد الصالح في حياتك الى فعل شرير"
اصطحبت بيبي كونسويلو ابنها الى السينما وهي تحمل في جيبها الكمية الكافية فقط من النقود. كان الصبي شديد الحماس وراح يسال امه دون انقطاع عن موعد وصولهما.
عند اشارة حمراء رات متسولا يجلس على الرصيف ولا يمد يده للمارة. سمعت حينئذ صوتا يقول لها: "اعطه كل مامعك من نقود"
شرحت بيبي للصوت بانها وعدت ابنها باصطحابه الى السينما.
"اعطه كل شيء" الح الصوت
"استطيع اعطاءه النصف, فيدخل ابني بمفرده وانتظره عند المخرج" قالت معترضة.
لكن الصوت لم يشا النقاش:"اعطه كل شيء"
لم يتح لبيبي الوقت لتشرح الامر للصبي أوقفت سيارتها وقدمت كل ما معها من نقود الى المتسول.
"الله موجود وها قد اثبت لي ذلك للتو". قال لها المتسول. اليوم هو ذكرى ميلادي . كنت حزينا وخجلا من الاستجداء بشكل دائم. لذا قررت الا امد يدي, وقلت لنفسي: اذا كان الله موجودا فسيقدم لي هدية"
اجتاز المعلم صحراء الجزيرة العربية برفقة تلميذه. استفاد من كل لحظة في الرحلة لتعليمه ما الايمان:
" ثق بالله , قال, فالله لايتخلى ابدا عن ابنائه"
ذات مساء عند التخييم طلب من تلميذه الذهاب لربط المطيتين الى صخرة مجاورة. تذكر التلميذ تعاليم معلمه."انه يختبرني, فكر. يجب ان اوكل امر الحصانين الى الله" وترك الحيوانيين طليقين.
صباح اليوم التالي اكتشف انهما قد هربا, فذهب غاضبا الى معلمه.
"انت لاتفهم شيئا عن الله. هتف قائلا له، لقد عهدت اليه بحراسة الحصانيين, وقد اختفيا!.
- اراد الله التكفل بالحصانيين, رد المعلم, لكنه في تلك اللحظة, كان بحاجة ليديك لكي تربط
كان الفيلسوف اريستيب يتملق ذوي النفوذ في بلاط دنيس حاكم سرقسطة الطاغية ....
التقى عصر احد الايام ب ديوجين وهو يعد لنفسه طبقا من العدس.
"لو كنت تجامل دنيس لما اضطررت لاكل العدس. قال اريستيب.
"لو كنت تكتفي باكل العدس لما اضطررت لمجاملة دنيس"
"صحيح ان لكل شيء ثمنا. لكن هذا الثمن نسبي. وعندما نمضي خلف احلامنا قد نعطي الانطباع باننا بؤساء وتعساء. ولكن مايفكر به الاخرون ليس مهما ابدا. المهم هو الفرح في قلوبنا
كان احد ملوك اسبانيا يتباهى بسلالته لكنه كان معروفا بفظاظته مع الضعفاء. وبينما كان يوما يجتاز مع بطانته حقلا في اراغون، حيث قبل سنين مضت قضى جده في معركة في هذا المكان، التقى برجل عجوز يحرك كومة هائلة من العظام.
-"ماذا تفعل هنا" ساله الملك .
- احترامي لجلالتك . اجاب العجوز. حين علمت بان ملك اسبانيا قادم قررت جمع عظام جدك المرحوم لتسليمك اياها. لكني بحثت بلا طائل فلم اعثر عليها: انها شبيهة بعظام الفلاحين . والفقراء. والشحاذين. والعبيد."
التعليقات (0)