الإسلامي غير المسلم، فالأول يرضع بغضاء، ويكره العالم كله، ويحتقر المرأة وهو يتحدث عن تكريمها، والثاني مسالم لا يؤذي جاره، ويسع قلبه خصومه كأقربائه، وأقرب أصدقائه مسيحي شوهدا كثيرا وهما يسيرا يداً بيد، وأحيانا يحضر الأول قداس الأحد بدون صلاة، ويجلس الثاني في ركن المسجد منتظرا صديقه حتى ينتهي من صلاة العصر.
الإسلامي من نسل العبيد، يركع للأمير، ويطيع المرشد، وإذا خاصم فجر، وذهنه منشغل بالمرأة فكلها شهوة له، الوجه والعينان والملابس واللسان ويستطيع خياله أن يخترق مئة عباية ترتديها المرأة ليكشف عورتها.
والمسلم يحب الناس، ويرى أن لا فضل له أنْ سقط من بطن أمه مسلما، ويبحث عن ايجابيات الآخر وإذا أمر بالمعروف خفض صوته خشية المزايدة.
الإسلامي يمسك سيفا ويحلم بالحور العين وقطــع رقبة مخالفه، والمسلم يمسك وردة يعطيها لمن يحب أيا كانت خلفيته الدينية والمذهبية والطائفية.
الإسلامي يستنشق هواء ملوثا وسط جماعة مغيبة، وأفكاره نصوص جاهزة، وجمجمته تحوي تجويفا يضع فيه أميره أو مرشده أو معلمه كل الفضلات التي نامت مئات السنين بين صفحات كتب غبراء كتبها مجهولون واحتضنتها إسرائيليات عنعنية كاذبة فظن أن فيها الروح المقدسة.
والمسلم لا ينخرط في حزب أو جماعة أو فرقة فإسلامه له وحده، ونقاء دينه يسمو بالشعائر فيستمتع بلقاء الــله في أي مكان، غرفة مغلقة، زاوية مسجد ضيقة، مراقبة طيور، التأمل في عجائب مخلوقاته، إقامة علاقات صداقة دون أن يطرح على نفسه ولو على استحياء فضول معرفة الدين والمذهب والحزب والجماعة.
الإسلامي يزايد في كل مكان، ويبدأ حديثه في الدين وينهيه عن الدين وكأن حياته محصورة في نصوص لصقها مجهولون في قلبه وصدره، فأضحى القلبُ صخرة صماء والصدرُ مخزنا لرماد الفكر البغيض.
والمسلم تعرفه من حديثه الطيب، وإذا أردت التأكد فاجعله يغضب منك وستجد مساحة غضبه لا تراها العين المجردة، ولسانه عفيف مع أهله، وأعف مع خصومه.
الإسلامي يلعنك إذا اختلفت معه، ويدعو الــله في صلاته أن يشل يديك، ويجمد الدماء في عروقك، ويسلط عليك الثعبان الأقرع، ويتهمك بالكفر إذا فكرت، وبالزندقة إذا استخدمت تصريح العلي القدير بالعقل والتدبر.
والمسلم لا تسمع صوته إلا همساً، وإذا اغضبته ابتسم في وجهك، وإذا استفززته وأحمر وجهه، عاد إليك معتذرا.
الإسلامي يغتصب طفلة تحت زعم أنها زوجته على سنة اللـه ورسوله، فحلاله أربع، لا يتنازل عنها إلا بدافع الفقر. وهو يكره وطنه وجيشه وعلَمَ بلاده ولا يحرك النشيد الوطني فيه إلا مشاعر النفور.
والمسلم يأبي هذا، ويقارنها بابنته الصغرى، ويعرف أن شروط التعدد مستحيلة، وزوج الأربعة فاجر وكاذب ومخادع، وهو يعتز بوطنه، ولا يُفرق بين أهله وشركاء الوطن معتنقي دين آخر أو مذهب مختلف، وتسقط دمعتان على وجهه إذا استمع للنشيد الوطني، ويــُــقــَــبـِّـل العــَــلــَــم بمحبة كأنه كائن حي.
الإسلامي يدعو إلى تطبيق الشريعة وهو مبغض لها، والمسلم يرى العدل في أي صورة إسلاماً يعتز به.
الإسلامي سيجد في مقالي هذا سبعين ذنباً، وكل ذنب يهلل له سيــَّــافـُـه فقطْــعُ الرقبة أصبح علىَ مرمىَ حجر.
والمسلم سيجد في مقالي سبعين عذراً وعلى رأسها أنني وهو على مسافة واحدة من.. رب الكون العظيم.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 11 سبتمبر 2013
التعليقات (3)
1 - الأسلام هو من صنع المسلم الإسلامي لا المسلم المتأسلم ..؟؟
الشيخ أبو بلال - 2013-09-12 14:40:10
أن تصنف الناس بين مسلم و إسلامي فهذا ما ليس من الدين في شيء أصلاً... فالذي بتبع الإسلام وجب أن يكون كسلماً بكامل الصفات الشرعية التي أمر بها الله و وسوله في القرأن و السنة... فالمسلم الحق هو من يتبع الإسلام بحذافيره لا بقشوره حينها يستحق أن يقال عنه إسلامي لا متأسلم... المسلم نبع فكره و اعتقاده هو دين الأسلام ذاته الذي جاء به محمد لن عبد الله صلى الله عليه و سلم و ليس الذي جاءت به أهواء المتأسلمين...\' المسلم من سلم المسلمون من اسانه و يده و لا أجد هذه الصفات فيمن يتأسلم... الأسلامي هو ذاته المسلم إنما ليس هو ذاته المتأسلم...! المسلم يتصف بصفات الأسلام و ليس الأسلام من يتصف بصفات المسلم و إلا لتنا اما إنسان متأسلم و دين مهدور الكرامة...! المتأسلم هو الذي يرفض كونه مسلماً على نهج الاسلام و يقبل أن يكون أهوائي النزعة و الفكرة و الاعتقاد... المسلم هو المسلم الذي يحمل الأسلام فكراً و منهجاً و دستوراً و فولاً و عملاً لا كالمتأسلم الذي لا يفقه من الأسلام ألا كونه مسلم...! لا تتفلسفوا على دين الله و عباد الله و أتباع دين الله ...فالأسلام هو الذي يصنع المسلم الذي يتبع ما أنزل على محمد و ليس الذي يتبع البيت البيض و البيت الأحمر او الأزرق لأنه يصبح متأسلماً... الفرق الوحيد بين المسلم و المتأسلم أن الأول يتبع الأسلام أما الثاني فيتبع العلمانية و الليبرالية و الشيوعية و الراسمالية و وووو وبعد ذلك يقول انا مسلم...كيف يستقيم أن تكون مسلماً لا تقبل أحكام الاسلام و ترضى باحكام الشيوعية و التشتراكية و اللادينية و وووو...؟ كيف تريد أن تكون مسلماً بلا إسلامك و بالمقابل يصبح الإسلامي بلا إسلام...؟؟ كفانا هرطقة و تزييفاً و تشويهاً لسمعة الأسلام و أهله... أنت حر بما هريد أن تكون عليه من اعتقاد و من فكر و من إيمان و من دين و لكنك أبداً لست بحر حين تريد أن تكون مسلماً و لا تكون غير إسلامي...أبداً لا ينفع...فالمسلم(الذي بؤمن أن الإسلام دينه) هو الأسلامي(الذي بتبع دين الله بشموليته) و الأسلامي هو المسلم و غير ذلك ما أنزل الله به من سلطان... مسلم الهوية لأمتي بلية منسوب إليها و شر عليها
2 - المسلم والاسلامي
ازهر مهدي - 2013-09-13 13:49:57
قد يكون هناك تبرير ما في تصنيف اسلامي ومسلم لكنه تصنيف قد يكون غامضا سيدي الكريم او مغالطا مثل البذرة والنبتة كلاهما صورة مختلفة لكن الاولى اساس الثانية هذه هي الاشكالية استاذنا العزيز
3 - علمانيو مصر حمير الكنيسة
عبدالله - 2013-09-20 00:04:21
العلمانيون المصريون حمير الكنيسة الأرثوذوكسية يخدمون مشروع الكنيسة الخائنة التي تتوعد المصريين حتى الملاحدة منهم بالذبح او الطرد