من أين نبدأ؟

من أين نبدأ إصلاح مصر؟ من الخارج أم من الداخل أم من الخارج والداخل؟ إن الأخطار التي تحيط بمصر لا تخفى على أحد فهناك التهديد الخارجي من إسرائيل وتهديد قضية ماء النيل وتهديد دور مصر كطرف في المعاملات الدولية الخاص بالاقتصاد والمنافسة غير الشريفة التي هي من طبيعة النظام الدولي الرأسمالي الجديد...وهي قضايا لا تحتمل التأجيل فلا بد أن تكون الثورة مبادئة في حل هذه المشاكل قبل أن تستفحل وتستعصي على الحل....ثانيا الإصلاح من الداخل أولا في موضوع الأمن الاجتماعي وهو أول مهام الشرطة التي ظلت في خدمة الحكومة طيلة الحكم السابق وتحولها إلى شرطة في خدمة الشعب والمجتمع يحتاج وقتا وجهدا كبيرين...والإصلاح الاقتصادي الذي يضمن حياة كريمة لأفراد الشعب بما يرتبط به من تنمية الموارد وإقامة المشاريع الكبيرة لاستيعاب العمالة المتزايدة بحكم زيادة عدد السكان أيضا لا يحتمل التأجيل وهذه القضايا الثلاث التي تواجه مصر(التهديد الخارجي والأمن واقتصاد الدولة) هي من مهام الحكومة الجديدة التي لا بد أن تكون على هيئة (مجلس إدارة) ولاى نسميها حكومة لأن من مهام مجلس الإدارة أن يكون معنيا بالربح وتحسين ظروف العمل واستحداث مشاريع جديدة وإرساء قواعد الحساب وتنظيم العمل وتنسيق الجهود وهذه المهام أقرب إلى فكرة مجلس الإدارة من فكرة الحكومة ولذلك فالمهمة القادمة والسريعة جدا هي تكويت حكومة متآلفة تعمل معا دون تضارب كما كان يحدث من قبل بين الوزارات المختلفة مثل ما حدث لبين وزارة الري والكهرباء في موضوع إقامة محطات للكهرباء على النيل فرفضت وزارة الري أو كمكا يحجدث بين وزارة الحكم المحلي ووزارة التخطيط ..ثم أين هي الآن وزارة التخطيط؟؟

أما كيف يمكن تكوين حكومة متآلفة متعاونة تقيم اجتماعات وزارية مبرمجة دورية فهذه من واجبات الشعب كله وعن طريق مجلس شعب مثقف يضم كفاءات الدولة يعطي الثقة للحكومة إذا أحسنت أو يسقطها إذا أساءت وفشلت