ليس باسمك تعرف جيدا !!! إن الاسم هو واحد من محددات شخصيتك وتعريفها ولكنه ليس كافيا وحده لنعرف من أنت !! لأنك تشترك في اسمك مع أناس كثيرين يحملون نفس الاسم ...ولو قلنا أنك تختص ببصمة إصبع فماذا لو طمست البصمة بجرح ذهب بتفاصيلها أو حرق لا سمح الله طمس خطوطها وتعاريجها أو حتى لا سمح الله بفقد الأصابع !! هل تفقد التعريف بشخصيتك؟ أو ببصمة الصوت وطبقته ولكنه أيضا يتغير ففي طفولتك يكون صوتك غيره في شبابك ثم في شيخوختك فلا نتعرف عليك إذا تقدم بك العمر؟ وحتى بصورة وجهك التي لو رأيناها الآن لتعذر علينا مقارنتها في أوائل عمرك!! ربما ما يعرف بالبصمة الوراثية نتعرف عليك ولكن هذا يتطلب تقنيات لا تتوفر لكل إنسان حتى يعرفك وبالطبع لن يلجأ كل من يريد التحدث معك أو مقابلتك سوف يجري لك تحليلا ل(dna) لكي يعرفك!! كل ذلك في أثناء حياتك أمد الله في عمرك !!أما بعد رحيلك بعد عمر طويل إن شاء الله لا يهمك أن نتعرف عليك ولا يهمنا أيضا ....وإذا واصلنا البحث عن هوية حضرتك بعد وصولك إلى جنة الله إن شاء الله فليس هناك من يؤكد أنك تستعيد صفاتك التي فارقتها في الدنيا والتي يعرفها من صاحبك في شبابك أو رجولتك ثم فارقته إلى أن صرت شيخا معمرا ولم يشهد كهولتك!! وإذا فما هو الشيء الثابت على مدي سنين عمرك ولا يتغير أبدا حتى تكون شخصيتك الفريدة معرفة بتعريف أكيد تسهل على كل من يتعامل معك!!...والمقصود فيما بعد ذلك كله أن نتساءل معا هل في روحك التي بين جنبيك محددات لها أيضا حتى تعرفك الأرواح في العالم الآخر؟....إن في القرءان إشارات تبين لقاء الأحبة وحتى حدوث النقاش بين أهل الجنة وأهل النار وسؤال بعضهم عن بعض ...وهناك نصوص تؤكد أن المرء لا يبعث على صورته التي مات عليها وخاصة إذا مات في كهولته أو بمرض مقعد أو عاهة مستديمة أو بعلة ظاهرة ...فما هي خصائص الأرواح التي تتعارف وتتحادث وتتناقش؟؟ ونصوص القرءان فيها الكثير من المعلومات عن البعث مع الأحباب والمؤمنين وليس في هذا شك لأن من خلق تهون عليه إعادة الخلق (الآية 27 الروم) وكما يقول سبحانه (بلى قادرين على أن نسوى بنانه) وهذه إشارة إلى كمال قدرة الله على استعادة هيئتك عموما لنرد السؤال عن فاقد الأيدي أو من لم تكن له أصابع أصلا ....وإذا فهذه نبذة من الأفكار التي تراود البعض منا وقد لا تكون فيها إجابات واضحة ولكنها دعوة إلى إعمال العقل في الخلق والبعث وفضلا عن ذلك في قدرة الناس على معرفة أشخاصهم أو معرفة أنفسهم وهم يعايشون تغير أبدانهم وصورهم وأصواتهم ...إن الأيام التي تمر على كل واحد منا تجدده كلما مرت وتغيره كلما طالت وسبحان من لا يتغير ولا يمر على ذاته زمن ولا يحده مكان.
التعليقات (0)