مواضيع اليوم

من أنت ؟ ولمن تنتمي ؟!

رؤى صبري

2011-02-21 20:34:56

0

من أنت ؟ ولمن تنتمي ؟!
التعصب القبلي والتمييز باللون أو الجنسية مفردات عنصرية مازلت متواجدة حتى في عصرنا هذا بالرغم من الرفض الديني و الاجتماعي لها بل أنها تكون في بعض الأحيان الأساس في التعارف والتعامل, وفي التكهن بالمكانة التى سوف يتمتع بها مستقبلاً أي شخص ما .
وكثيرا ما نواجه هذه الاشكالية يوميا في حياتنا ، فأبسط سؤال قد يتعرض له أحدنا هو السؤال الذي صار عند الأغلبية اعتياديا والمتعلق بالقبيلة التى ينتمي لها المتلقي للسؤال بل أن كثيرا من الناس لا يكتفون بمعرفة الإسم الأول بل عليك أن تفصل من أي قبيلة أنت ومن أي فخذ وإذا أجبت عن تلك الأسئلة بنجاح فيمكن أن تنتقل للإجابة عن (الديره) التي تنتمي لها وخريطتها الجغرافية !!!!!!!.
أما التعامل على أساس الجنسية فهو قصة أخرى فكل جنسية صنفت على أساس صفات مشتركة وحينها فقط أتساءل كيف يحمل شعباً بأكمله ذات الصفات والطباع ؟ هذا بالطبع إذا غضينا الطرف عن تصيد الأخطاء المتحيز ضد جنسية بعينها دون أخرى ولا ننسى بالطبع أن الإ حترام أيضا له درجات معينة ففي نظر البعض لا يجب أن تنال كل الشعوب احتراماً كاملاً فعلى سبيل المثال الجنسية الهندية تحصل على درجة احترام أقل من الجنسية المصرية وهكذا دواليك !!!!!
وإذا أتينا للون فهو أسطورة بحد ذاته فيكفي نظرة واحدة من الطرف الآخر لمن يقف أمامه حتى يؤلف فيه كتابا عن طريقة التعامل معه والكتاب يشمل آخر التنبؤات بكل الأفعال التى سوف يقوم بها ولا أدري هل يستخدم علم الفلك في ذلك كما في عالم الأبراج أم أنها مبنية على اجتهادات شخصية بحته !!!!
حقا إنه لشئ مؤسف أن نظل نتعامل مع الناس وفقاً لهذا المبدأ بالرغم من أن كثيرا من التجارب تثبت العكس وليس من المفترض أن يعامل الإنسان على أساس انتمائه القبلي أو جنسيتة أو لونه ففي النهاية لم يكن لونه أو قبيلته أو جنسيته أو حتى اسمه اختيار شخصي يعاقب عليه من قبل السفهاء منا وماذا لو دارت بنا الدوائر لتضعنا في ذات الموقف هل سيكون عدلا ؟ أم أننا سنأتي وقتها نتشكى الظلم ؟
وفي الواقع نجد أن التعامل بهذا الأساس لا ينتج عنه إلا توليد الحقد والبغض و إساءة استخدام السلطة إذا حصلت , ولا يغيب عن الذهن أنها أحد أسباب حصول الجريمة لأن الحقد يورث من جيل لآخر ويظل الكره يتغذى من تصرفات كالتي ذكرت أو تصرفات مشابهة لها .
فذات مرة أخبرتني صديقتي عن مدى استيائها من تواجد رجل في غرفتها المشتركة مع مريضات أخريات في المستشفى بعد انتهاء وقت الزيارة وبعد السؤال عرفت أن من يسمح له بالدخول والمكوث هو شخص ينتمي لنفس القبيلة التى ينتمي لها المسؤول !
وما ذكرت هو مجرد مثال بسيط في مسألة ليست ذات شأن فماذا يا ترى عن الأمور التى قد تؤثر على مسار حياة الإنسان ؟ وماذا عن الضرر الواقع على الحالة النفسية جراء التمييز ضد اللون أو الجنسية؟ فمن المفترض أن لا يعامل كل إنسان بالمبادئ التى يؤمن بها أو المعتقدات التى يعتنقها بل يجب أن يكوت التعامل معه قائما على الأفعال الصادرة منه حتى نتجنب الأحكام غير العادلة وحتى نجسد فعلا أننا ننتمي الى " خير أمة أخرجت للناس " .
• كاتبة سعودية


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !