مواضيع اليوم

من أغتصب الراقصة

Riyad .

2015-07-01 19:17:02

0

من أغتصب الراقصة

في خضم الثورة الإعلامية ودخول قنوات فضائية لسوق الإعلام المتعدد الأهداف  فإن قنوات الرقص الشرقي لن تكون الوحيدة التي تبث مادتها على الأقمار الصناعية لتلتقطها أجهزة البث بالمنازل , الرقص الشرقي ذو المدرسة المصرية هو الوحيد حتى هذه اللحظة فضائياً , ذلك الفن الشرقي المٌحرك لمشاعر المشاهد وخصر الراقصة فتح شهية البعض ممن يهوى متابعة الفنون وتوثيق تاريخها الكبير , فأخذ يوثق ويقارن بين الرقص قبل الثورة التقنية وبين الرقص بعدها وأتضح أنه لا فارق يٌذكر سوى تغيرٌ بسيط يتمحور في دخول أزياء أكثر إثارة على الأجساد فضلاً عن لون الشاشة الأسود والأبيض الذي اختفى كلياً نظراً للتقدم التكنولوجي  !.

الفنون بمختلف مدارسها ومناهجها وأساليبها وأوعيتها منتج إنساني بحت يخرج من المجتمع وللمجتمع والرقص الشرقي كغيره من الفنون تحول من رقص داخل البيئة النسوية في المناسبات والزيارات إلى مادة تبث في الفضاء وقبل تلك المرحلة كان وعاء الرقص الشرقي الرئيسي الحانات فتلك الحانات واكبت موضة الاسم فتغيرت الأسماء إلى مراقص لأن المادة الطاغية أجساد راقصة يكسوها القليل من الملابس المثيرة للعين والمحفزة للعقل الشهواني  ؟.

الحانات تملأ الأرض شرقاً وغرباً سراً وجهراً والباحث في تاريخ الرقص الشرقي وتحولاته يفتقد لمصدر تاريخي يكشف عن البدايات والتحولات التي رافقت ذلك الفن ,  الحانات قديماً كان يرتادها علية القوم من الوجهاء والشعراء والقادة فكانت حكراً لهم دون غيرهم من البشر , يقارعون فيها الخمر و يراقصون الجواري والقيان والسبايا المظلومات من سلطة الذكور وقانون الغاب , حديثاً أصبحت تلك الحانات أو المراقص كما تٌسمى مرتعاً لكل الفئات العمرية والطبقية فالدافع شهواني بحت مثل الأوائل وليس حباً في المتعة والتذوق الفني ودراسة الحالة الراقصة , الوجاهة قديماً بطاقة الدخول أما حديثاً فالمال بطاقة دخول تلك المواقع ويحول الراقصة من راقصة للعامة إلى راقصة خاصة تتمايل يمنة ويسره طمعاً في المزيد من المال والهدايا والإثارة المضادة   ؟.

خلف أبواب تلك الحانات أو المراقص الكثير والكثير من الأسرار فهي صورة مصغرة للإتجار بالبشر وترويج  المخدرات وتشويه المجتمعات , فهي نسخة مكررة لما كانت عليه العصور القديمة من جاهلية وابتذال للطاقات والفنون البشرية الإنسانية !.

ليس عيباً أن تمارس المرأة الرقص كفن مخصوص للمرأة دون غيرها وفي مكان وزمان معين وخاص لكن من المعيب  تحول ذلك الفن المخصوص بفئة دون غيرها إلى تجارة أجساد ووسيلة لترويج  المخدرات وطريقة لعرض الجسد تمهيداً لالتهامه في غرفة مٌظلمة وبدراهم معدودة وبغطاءٍ قانوني في غالب الأحيان .

 لو تعمقنا بنفوس الأجساد الراقصة لوجدنها ضحية لكل شيء ضحية للمجتمعات وللبنية الاقتصادية والتعليمية والسياسية فهي تدفع الثمن وغيرها يستمتع بشكل الفخذ وتمايل الجسد وبقية الأعضاء فالراقصة ضحية وملابسها الفاضحة إكراه لا خيار فالتسويق فن ومهارة والضحية تستمتع في العلن لكن في السر تجلد الذات وتقسو على نفسها ولعلم النفس فصول توضيحية في ذلك , الراقصة الفضائية وراقصة الحانة اغتصبت قبل أن تمارس الرقص  فمن أغتصبها يا ترى المال أم الشهرة أم الواقع المؤلم أم المجتمع أم كل ذلك  !. ..   




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات