فيما يلي رواية حقيقية لزوجة زفت لزوجها وهو في سجن الحاير السياسي، روتها أحد الناشطات على "تويتر"...
بإرتجاف تلم خمارها الاسود على جسدها وتمسك به بقوة خشية ان يظهر فستانها الابيض ، تسحب سترة النقاب وتخفي عينيها المكحولتين بالزينه والالوان الزاهية ، تدور بعينيها في انحاء الغرفة الممتلئة بالنساء ، مختلفات هن ولكن يجمعهن هم واحد على الرغم من اختلاف اعمارهن واشكالهن ..
من جديد تسحب ذيل فستان فرحها الطويل وتشد بقبضتها على الورقة بإرتباك ، يا الله شعور قاسي ان تقضي ليلة العمر بين القضبان والحديد ، تسبح وتحوقل لعل تلك الغصة تزول وتختفي ولكنها تأبى الا ان تقف بكل تجبر ..!!
تهمس لها بمواسات وهي ترمق فستانها الابيض :شكلك جديدة على الزيارات؟!!
بخجل تخفض بصرها للأسفل وتهنيدة حارة كانت هي الجواب ..
تطبطب على كتفها :الله يعيننا وياك توك بأول المشوار ..
تقف السجانه على الباب ورائحة عطرها النفاذة تملئ المكان وبيدها ورقة تقرأ منها الاسماء :النزيل عبدالله ال..... و عبدالعزيز ..... و و و
وقفت وهي تلملم خمارها وتمشي بخطوات متعثرة نحوها فإسمالعريسمن ظمن القائمة التي حان وقت زياراتهم ، بإزدراء ترمقها وهي تعلق بإستنكار :انتي مين ؟! عندك خلوة ؟؟
بصوت خجول وهي تخرج اثباتها وموعد الزيارة :تفضلي..
تضيق نضرتها وهي تأخذ الورقة :طيب تفضلي معي بالغرفه ...
تبعتها وهي تشعر بالارتباك اكثر من نظرات النساء المشفقه على تلك العروس التي ستبدأ حياتها الزوجيه مع شريك لن تراه سوى ساعه في الشهر ..
توقفت في منتصف الغرفه الفارغة واغلقت الاخرى الباب وهي تقول :شيلي عبايتك..
رفعت بصرها الى اعلى لتطمئن ان لاوجود لكاميرات المراقبة ، وهمهمت تلك بسخريه من حرصها ، لم تعرها اي اهتمام وهي ترفع خمارها بعد ان اطمأنت بعدم وجود كاميرا ، وتقدمت السجانه وهي تقوم بما يسمى ( التفتيش ) او كما نسميه "هتك الستر في كل شهر" ..
كالصنم وقفت وهي تحاول ان تصبر نفسها على هذا الامر الذي سيصبح روتيناً شهرياً من حياتها ، انتهت ورفعت بعض الممنوعات التي حصلت عليها خلال عملية التفتيش مثل "سواك و معطر جسم وروج ومشبك شعر وساعه" وضعتها في صندوق معدني يسمى بصندوق الامانات وهي تقول :المره الثانيه لاتجيبين الممنوعات هذي ولا راح نضطر نحرمك من الزيارة ..
هزت رأسها بالايجاب وهي تعيد ترتيب نفسها بعد الفوضى التي احدثتها السجانه بملابسها ومشاعرها .. وتقدمت لتبصم على اوراق الزيارة وتلطخ إبهامها بالحبر الازرق ..
تقدمتها السجانة وهي تفتح الباب بالقفل الأوتوماتيكي
وقفت بحيرة امام غرف كثيرة وممرات طويله وهي تسمع السجانه تعيد اغلاق الباب خلفها ، لم يكن هناك سوى ضجة العسكر والحراس التي تملأ المكان والتي تشبة ضجة مشاعرها ..
شعرت باليد التي تربت على كتفها وبهمس حنون :ادخلي زوجك ينتظرك..
نظرت له بعينين فارغتين ونطقت بصوت يكاد ان يختفي :دعواتك ياخوي..
شعر بالزمن يتوقف وهو يتقدم ويسلم اختة حبيبة قلبه الى زوجها صديقة الغالي الذي حال بينهما السجان ..
اختفيا عن ناضرية بعد ان تقدم الحارس واغلق الباب ، واغمض عينيه بألم وهو يعود الى غرف الانتظار ويأخذ غفوة صغيرة متقطعه حتى ينتهي وقت الزيارة ويستلم اخته ويعودان من حيث اتيا ..
لم يكن يتمنى ان يكون زفافهما بهذة الصورة المؤلمة من خلف القضبان ولكن ماعساه ان يفعل وهو يرى الايام تمضي والشهور تمر وهما معلقان فمنذ عقد قرانهما غيب الزوج وسنين عمرة تمر بدون ان يعرف مصيرة ، ولم يكن امامه سوى هذا الخيار ان يكمل حياته الزوجيه بالسجن .. لعل الله ان يرزقة الذرية الصالحه التي تنسيه عذاب السجن وجحيمه ، وان يكتب له فرجا عاجلاً ويعود ليبني عشة مع زوجته واولادة ..
التعليقات (0)