من أخطر : إيران أم إسرائيل؟ شاهد من أهله
ردا ( من أهله ) على تعليق (مقاوم)
فيما يلي رد (مقاوم) الذي أودعه قبل قليل ردا على مقالتنا ( حلال على العرب حرام على اليهود ) يقول : نحن لا يوجد عندنا اخطر من قضية فلسطين لانها ايران لا تشرد 5 ملايين فلسطيني في مخيمات حول العالم ونحن لا نترك قضية تافهة من ثلاث جزرية صخرية صغيرة تؤثر على علاقتنا مع ايران اما عربستان هي ارض ايرانية وهذا شان ايراني وان كانت عربية نحن العرب عندنا اقاليم غير عربية ايضا مثل كردستان درفور وغيرها واضحكتني بممارسات ايران هل ايران تقتحم بيوت الناس بالدبابات او تقصفهم بالاف 16 او ترتكب مجازر غزواية بحقهم لكنك تهربت من ردي عليك برد اخر وكما قال الاخ عبد حميد سوف تكنسون من فلسطين يوما ما لتعودو الى اوروبا الشرقية ودول الاتحاد السوفياتي وانت بنفسك اعترفت بكابوس ايران عليكم عندجما قلت احتل الفرس ما سميته بارض اسرائيل 200 عام وكان ذلك قبل ان يدخلو الاسلام فكيف الان هم مسلمين وهم احفاد سلمان الفارسي الذي اكيد لا تنسى اسمه هو صاحب فكرة الخندق التي اذلتكم............ الى هنا رد (مقاوم)..
ولم نجد أبلغ من رد الدكتور أحمد ابو مطر على هذا الكلام وهو أولى منا بالرد كونه ( شاهد من أهله ).. نترككم مع مقالته المنقولة بعنوان ( نوايا إيران : توسع واحتلال في الجوار العربي ) :
أكثر من مرة تساءلت: هل يمكن الاطمئنان للسياسة الإيرانية تجاه جيرانها العرب القريبين والبعيدين؟. تؤكد السياسة والممارسات الإيرانية يوميا أنها سياسة مخطط لها ، تقوم على عدم احترام أي حقوق للجوار العربي القريب والبعيد، فهي سياسة تعتمد أسلوب الغطرسة التي تبيّت استمرار تحدي كل ما هو عربي لا يدور في فلكها أو يكون عميلا محليا لها، والكارثة أن هؤلاء العملاء المحليين موجودون في العديد من العواصم العربية سواء لمصالح ونزعات طائفية أو لمنافع شخصية وتنظيمية.
تكريس احتلال الجزر الإماراتية
الجديد في هذه الممارسات محاولات نظام الملالي تكريس احتلاله للجزر الإماراتية المستمر منذ عام 1971 ،وذلك من خلال رفضه لكافة المحاولات السلمية لإنهاء احتلاله بما فيها إحالة القضية لمحكمة العدل الدولية ، وقيامه في الأسابيع القليلة الماضية بتكريس هذا الاحتلال من خلال إقامته لمكاتب وإدارات عسكرية في جزيرة أبو موسى بحكم أهمية موقعها الاستراتيجي الذي يتحكم في مرور ناقلات النفط واحتياطها النفطي . رغم أن قضية هذا الاحتلال واضحة للجميع، فقد تم احتلال الجزر الإماراتية الثلاث في عام 1971 في زمن الشاه محمد رضا بهلوي بعد رحيل القوات البريطانية عن الخليج العربي ، أي أن الشاه لم يكن يقوى ويتجرأ الإستقواء على جيرانه العرب واحتلال أراضيهم في وجود القوات البريطانية ، ومن بعده بثمان سنوات استمر الملالي الذين يدّعون الحكم باسم الإسلام في هذا الاحتلال، وكأن الإسلام يسمح باعتداء المسلم على أرض وعرض مسلم آخر، وكون هؤلاء الملالي مستمرين في احتلالهم بعد 30 عاما من استيلائهم على الحكم في إيران، فهذا يعني أن مفهومهم للإسلام يسمح باحتلال أراض المسلمين ، وهذا يعطي إشارة واضحة لميولهم التوسعية الاحتلالية، فما انفكوا يهددون بإعادة احتلال البحرين التي يكرر أكثر من مسؤول إيراني أنها محافظة إيرانية.
مظاهر احتلالية متنوعة
ويحاول نظام الملالي نقل عدواه الاحتلالية للشعب الإيراني ، فقد سيّر في أبريل الماضي مظاهرة أمام السفارة الإماراتية في طهران تشجب تسمية ( الخليج العربي ) ، وتطالب العرب أنفسهم أن يطلقوا عليه " الخليج الفارسي " ، لذلك اختلقوا يوما في إيران اسمه "اليوم الوطني للخليج الفارسي " أي ليس في إيران فقط بل في كافة الدول العربية المحيطة بالخليج. وفي تلك المظاهرة رفعوا لافتات منها: " الخليج الفارسي دائما" و " أبناء إيران يتطلعون صوب البحرين ". وفي عام 2004 منعت سلطات الملالي دخول عدد من مجلة ناشيونال جيوجرافيك لأنه تضمن خريطة ذكرت اسم الخليج ب " الخليج العربي " ، ويرفض الملالي ذكره باسم " الخليج " فقط ، ويصرّون على وصفه ب " الفارسي "، رغم أن المنطق يرفض هذه التسمية لأن عدة دول عربية تقع على واحد من شواطئه، لكن السياسة والغطرسة الاحتلالية الإيرانية ترفض إلا وأن تعبر عن نفسها علانية بهذه الممارسات الاستفزازية.
ردود خليجية عربية رافضة ومستنكرة
إزاء هذه الغطرسة المتصاعدة، كانت ردود الفعل العربية الخليجية للمرة الأولى بهذا الوضوح:
عبد الرحمن العطية
أمين عام مجلس التعاون الخليجي العربي ، أعرب " عن إدانته الشديدة لما قامت به إيران من افتتاح مكتبين إداريين في جزيرة أبو موسى التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة والمحتلة من قبل إيران " . و أكّد " أن هذا الإجراء من قبل السلطات الإيرانية يعد انتهاكا صارخا وعملا غير مشروع على جزء لا يتجزأ من دولة الإمارات العربية المتحدة بوصفها دولة مستقلة ينبغي احترام سلامتها الإقليمية ووحدة أراضيها ". وكان العطية قد صرّح لجريدة الشرق الأوسط اللندنية قائلا : " لا يجوز في الحقيقة أن تحتل دول أراضي الغير كما هو معروف في حالة النزاع القائم بين الجانب العربي والإسرائيلي ". وهو ما أكدّه مسؤول إماراتي في شهر مايو الماضي عندما قال : " يبدو أن الجانب الإيراني لا يريد أن يفهم . ليس هناك سوء تفاهم مع إيران وإنما احتلال حقيقي . ليست هناك أرض محتلة أكثر قدسية من أرض محتلة أخرى. إن الاحتلال هو احتلال سواء كان من قبل إسرائيل أو إيران أو أية دولة أخرى ".
إيران تهاجم وتستنكر
وردا على هذه المواقف الملتزمة بالحقوق العربية الرافضة لاستمرار الاحتلال الإيراني ، شنّ رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني كاظم جلال، هجوما على بيان وموقف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي العربي ، معتبرا أن تصريحات العطية تحاول"إثارة الشقاق والخلاف في العالم الإسلامي وتحريف الرأي العام عن القضايا الرئيسية التي تواجه المنطقة ". وفي الوقت نفسه أكّد الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسن قشقاوي "أن جزيرة أبو موسى المتنازع عليها مع دولة الإمارات العربية إيرانية". وهذا لا يمكن فهمه إلا ضمن أسلوب الغطرسة والتغابي لنظام الملالي ، فما هي القضايا الرئيسية التي تواجه المنطقة أكثر أهمية من احتلا ل أراضي الغير؟. هذا النظام التوسعي الاحتلالي يعتبر أن قضاياه هي الرئيسية فقط ، وعلى الجوار العربي أن يكون تابعا ذليلا له ويسكت حتى على احتلال أراضية ، بدليل أن هذا النظام احتج قبل شهور قليلة على تأكيد الحكومة العراقية المطلق على سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث، ورفض كافة الإجراءات الرامية إلى تكريس احتلالها من قبل إيران . واستدعت الخارجية الإيرانية آنذاك السفير العراقي وسلمته مذكرة احتجاج طالبة من الحكومة العراقية تصحيح موقفها، أي الإعلان عن إيرانية الجزر الثلاث كما يريد ويهوى نظام الملالي ، وتكرر نفس المشهد الاستفزازي عقب انتهاء القمة العربية في دمشق في نهاية شهر مارس الماضي، عندما أعلن وزير الخارجية الإيراني علنا في مؤتمر صحفي في دمشق عاصمة القمة العربية ، رفضه لما ورد في بيان القمة حول ضرورة إنهاء النزاع على الجزر الإماراتية بالطرق السلمية ، معتبرا أن الجزر إيرانية..إيرانية.
إيران و إسرائيل وجهان لعملة واحدة
هذا ما صرّح به عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور محمد آل زلفة " منتقدا ممارسات إيران ضد جيرانها العرب من خلال احتلالها الجزر الإماراتية الثلاث طنب الصغرى و طنب الكبرى وأبو موسى ورفضها للتفاهم مع الدولة الخليجية ، أو عرض القضية على التحكيم الدولي كما طالبت الإمارات". وأوضح " أنّ إيران تمارس نفس الدور الذي تمارسه إسرائيل ، وهي دولة جارة لا تحترم شروط الجوار وما للجار من حقوق ". مستغربا "مواقف بعض الدول والأنظمة العربية الذين يرون في إيران المحرر الوهمي للأراضي العربية المحتلة في فلسطين ، بينما يتغاضون عن الدور الذي تمارسه إيران في احتلال أرض عربية وهو مشابه للدور الإسرائيلي ".
من أخطر : إيران أم إسرائيل؟
في الوقائع الميدانية المتداولة فإن إسرائيل تحتل فلسطين ، ولكنها تدير مفاوضات مع السلطة الفلسطينية من أجل الانسحاب ضمن حدود عام 1967 التي حددها المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 حدودا للدولة الفلسطينية المستقلة، ورغم تعثر المفاوضات وعدم تحقيقها خطوة ميدانية على طريق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي كان يجب أن تعلن عام 2005 حسب اتفاقية أوسلو، إلا أنه في الواقع يحكم الفلسطينيون كل قطاع غزة وغالبية الضفة الغربية، رغم الحواجز والمداهمات والاعتقالات اليومية والمستوطنات العديدة، وما زالت إسرائيل تقرّ بقيام دولة فلسطينية حسب شروطها المرفوضة فلسطينيا. إلا أنه في الواقع الإيراني المفروض بالقوة ، فالأحواز العربية محتلة من عام 1925 وترفض إيران الحد الأدنى من حقوق شعبها العربي، وتمارس بحقهم تطهيرا عرقيا لو مارسته إسرائيل ضد الفلسطينيين الذين بقوا في وطنهم عام 1948 لما تكاثروا من 200 ألف عام 1948 إلى أكثر من مليون وربع عام 2008 ، و أيضا تستمر إيران في احتلال الجزر الإماراتية من عام 1971 رافضة أية مباحثات أو تحكيم دولي حولها وتستمر في التهديد بإعادة احتلال البحرين .
بينما في الوقت ذاته انسحبت إسرائيل عام 1979 من كامل الأراضي المصرية المحتلة، ومنذ شهور تجري مباحثات علنية مع سوريا بهدف سوري صارم وهو الانسحاب من الجولان السوري المحتل عام 1967 . ولا تهدد إسرائيل أية دولة عربية بالاحتلال رغم أنها القوة العسكرية الضاربة في المنطقة. بينما يستمر التهديد الإيراني بإسقاط كافة دول وأنظمة الخليج العربي ، كما جاء في تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون الأبحاث منوجهر محمدي في ألأسبوع الأول من أغسطس الحالي التي قال فيها حرفيا: " إن الشرق الأوسط سيبقى مركزا للأزمات طالما ظلت الأنظمة الملكية قائمة في الخليج ". وهذا التصريح العلني في ختام الملتقى العاشر لأساتذة الجامعات في مدينة مشهد، يعني بوضوح أن نظام الملالي الإيراني يهدف للإطاحة بهذه الأنظمة الملكية التي حققت الرخاء والاستقرار لشعوبها، من أجل قيام أنظمة عميلة تأتمر بأمر الولي الفقيه كي تعيد هذه الدول لنفس التخلف والقمع والظلام الذي يعيشه الشعب الإيراني منذ عام 1979 .
ويبقى اللوم و العتب المريرين
كما قال الدكتور محمد آل زلفة على " بعض المثقفين العرب الذين غسلت أدمغتهم من إيران وعملائها في المنطقة ، بكل أسف إنهم يصفقون لإيران من أجل المواقف الوهمية تجاه القضايا العربية، بينما يتغاضون عن ما يشكله الخطر الإيراني على المنطقة العربية في الوقت الحاضر وعلى المدى البعيد ". فأفيقوا يا عرب قبل فوات ألأوان.
المصدر : مصرنا... جريدة كل المصريين والعرب
رابط المقال :
www.ouregypt.us/Bmatter/a.matter68.html
التعليقات (0)