طبعا نحن نعرف جيدا أن اليهود هم ابناء يهوذا ابن يعقوب ، ويعقوب هو نفسه أسرائيل لذلك اطلقت عليهم تسمية بني اسرائيل ن وذلك طبعا وفقا للمصادر الاسلامية واليهودية على حد سواء ، ووفقا للقرأن والتوراة فان اسرائيل وابناءه دخلو الى مصر حين دعاهم يوسف ابن اسرائيل وقتما كان يمتلك منصبا هاما في الحكم المصري أنذاك ، وظل بنو اسرائيل في مصر تحت نير العبودية والاضطهاد والظلم ( وفقا لما جاء في التوراة والقران ) حتى جاءهم موسى رسولا اليهم ليخرجهم من ارض مصر الى ارض اسرائيل التي اعطاها الله لهم ، ويتضح من خلال القران والتوراة ايضا أن لا نبي اتى بين فترتي يوسف وموسى ابدا ، وان تلك الفترة كان بنو اسرائيل يعيشون في ظل اذلال مصري رهيب ، لكن القران يفاجئنا بكلام غريب جدا اثناء خروج بني اسرائيل مع موسى في طريقهم الى الارض المقدسة ، ففي الاية رقم 61 من سورة البقرة يقول
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)
والكلام طبعا واضح جدا فهو يقول ردا على طلب اليهود ، انه ضرب عليهم الذلة والمسكنة وباءو بالغضب ، لماذا ؟ ليس لأنهم طلبو ما طلبو ولكن لأنهم كانو يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ،
وهذا كلام غريب جدا فمن هم النبيين الذين قتلهم اليهود في هذه الفترة التي لم يكن فيها انبياء بل كانو تحت الحكم المصري ؟ وكيف يضرب عليهم الذلة والمسكنة وهي كانت مضروبة عليهم اصلا وقد اخرجهم من مصر ليخرجهم منها ؟ ثم أن كل السياق بعد ذلك يدل على انهم لم يهبطو مصرا كما قال لهم ابدا والغريب ان هذه الحكاية تتوقف عند هذا الحد ويكمل بعد ذلك المسير الى ارض الموعد وكأن شيئا لم يحدث ، وقوله اهبطو مصرا فأن لكم ما سالتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة الى اخره ، لم يحدث ابدا ، وهذه من الاخطاء الفادحة التي وقع فيها محمدا ولو كان سأله احدا من اليهود من هم الانبياء الذين قتلهم اليهود اثناء حكمهم لمصر؟ لما استطاع الرد عليهم ابدا ،
وللتوضيح أكثر نجد في الاية رقم 20 من سورة المائدة تأكيدا قاطعا لهذا الكلام فهو يقول
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآَتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21)
والاية التي بعدها توضح ان تلك المقولة من موسى كانت وهم في الطريق الى الارض المباركة ، فكيف يقول لهم جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا واتاكم ما يؤتي احدا من العالمين ، وهي ثلاثة عطاءات ، فالعطاء الاول قوله جعل فيكم انبياء ، وهذا مالم يحدث الا لاحقا فليس ثمة نبي بين يوسف وموسى ابدا ، والعطاء الثاني هو قوله وجعلكم ملوكا ، وهذا مالم يحدث الا لاحقا فكيف يكونو ملوكا تحت نير العبودية في مصر ، والعطاء الثالث قوله واتاكم مالم يؤتي احدا من العالمين ، وهو مالم يحدث الا لاحقا فكيف اتاهم مالم يؤتي احدا من العالمين وهم كانو اذلاء ويتم ذبح اطفالهم واستحياء نساءهم من قبل المصريين كما قال القرأن ،
وهذا يدل على ان محمدا تداخلت عنده التواريخ فذكر ما حدث لاحقا قبل وقته ويؤكد ذلك قوله ، اذكرو للدلالة على انه حدث في الماضي ، والحقيقة ان هذه الاخطاء تثبت للجميع أن هذا القرأن لم يكن الا نصا بشريا خالصا ولا علاقة لله به من قريب ولا من بعيد لذلك فهو ملئ بالاخطاء الكثيرة الفاحشة ،
ولو سألت اي مسلم من هم الانبياء الذين قتلهم اليهود اثناء اقامتهم في مصر ؟ ما استطاع الرد ابدا ، ولو سألته من هم ملوك اليهود أبان اقامتهم في مصر ؟ ما استطاع الرد ابدا
علي سعداوي
التعليقات (0)