من أحداث هارون العصر..!! -3-

-3-
(هارون, دولياً)


فوق بحيراتٍ من الذهب الأسود تعوم البلاد الأمريكية, وعلى بحيراته في المشرق ترفرف راياتها حمراء وبيضاء وزرقاء, ويدبّ عساكرها بخيلهم وبغالهم وحميرهم مالئين دنانهم منه بما أرادوا بغير حسابٍ ولا سؤال
وترتفع أسعاره بشكل جنونيٍّ يهدد أغلب شعوب العالم, وتزيد حسب منحنى تصاعديّ لا يبدو أن له نهاية بحيث تزيد معه صناديق الثراء ومستودعات الدراهم في بيوت "المال الشخصية" وفي مغاور العشرين حرامي
وبكل رقّةٍ وتحنانٍ على القبائل الفقيرة في هذا العالم تخرج علينا رسولته الجديدة, الواعظة التقية "سجّاح" بسحنتها السوداء وصَرّة وجهها القبيحة, رسولة ملك الروم إلى أصقاع الأرض, تخرج لتطالب أمراء الحسبة في العالم وبلهجة الآمر القوي بأن يتصرفوا بسرعة وبأية وسيلة للحد من ازدياد سعر القطران
فلا يكون من ملك العرب وأمير الشرق, هارون الرشيد, إلا أن يردّ بنخوة "الفزّيع" ويقول قولته المشهورة (الجواب ما تريْن لا ما تسمعين), ثم يتعهد بأن يزيد إنتاج القطران من آباره الخاصة التي ورثها عن أبيه وجدّه بكمياتٍ تُغرق كل مستودعات العالم, قاطعاً على نفسه وعداً حاتميّاً بأن لا يوقف هذا التدفق إلا مع آخر قطرةٍ في آخر فانوسٍ على آخر جدارٍ في بيوت رعيّته