بقلم : سامية أحمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يصبح الإسلام كائنا يمشى على الأرض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة السابعة
تلقى آلان الصدمه بذهول شديد
أكمل سميث
نسف السجن ....نسفه الإرهابيون...لقد كان بالسجن أكثر من 75 امرأه ارهابيه سجينه ....كنا نستعد لتقديمهن للمحاكمه
وأنت تعلم أن المسلمون لا يطيقون أن تسقط امرأه فى الأسر
أردف بأسى عميق : يعتقدون أننا وحوش ...لكننا ما تركنا ديارنا وجئنا الى هنا الا لنساعدهم
حاولوا اقتحامه...وعندما فشلوا....فجروه بالقنابل
مات الجميع ...حتى جنودنا الذين كانوا يتولون الحراسه هناك
نظر آلان بمنتهى الحسره والألم الى حوائط السجن البعيد المحترقه والمهدمه
سمع دوى شديد لطلقات النار
بدأ الهجوم على وحدة المشاه ...أمر الكلونيل سميث جنوده بالإنسحاب فورا الى مكان آمن
ركبوا السيارات وانطلقوا بسرعه....لكن آلان قفز من السياره يجرى باتجاه السجن البعيد
نادى عليه أحد الجنود : عد الى هنا
أوقفه الكلونيل بإشاره من يده وفى عينيه نظره شيطانيه : دعه
قال الجندى : لكنه ابن فرانسوا ديزيه....وهو رجل غنى وربما......
ابتسم الكلونيل بخبث : لكن قيمته أكبر وهو ميت
انطلق آلان يجرى باتجاه السجن والرصاص يدوى من حوله
حتى أصيب اصابه بالغه وسقط أرضا
حاول أن يكمل طريقه الى السجن زحفا..........أخذ ينزف بشده حتى فقد وعيه....وغاب عمن حوله...
فتح آلان عينيه ببطء....
وجد نفسه فى غرفه..... ليس بها سوى سرير دافئ ينام عليه
وأمامه يقف رجل يغطى رأسه ووجهه بالسواد ولا يظهر منه سوى العينين
عرفه على الفور......فهو واحد من الإرهابيين الذين يظهرون على شاشة التلفاز فى نشرات الأخبار
آلان : أين أنا ؟؟؟
الرجل بصوت عميق قائلا بالفرنسيه : أنت فى أمان
ما الذى أتى بك الى هنا ؟؟ أنت فرنسى ....ما الذى جعلك تنضم للجيش الأمريكى؟؟؟
صمت آلان ولم يرد
قال فى هدوء : ألا تجيب؟؟
ثم سأله : من سلمى هذه التى كنت تناديها وانت نائم؟؟
أجاب آلان بكل كراهية الدنيا : انها احدى ضحايا تلك اليدين القذره والقلوب المتوحشه
ضاقت عينا الرجل وهو يسأله باستنكار : من تقصد ؟؟
صرخ بغضب وهو يرتعش من الإنفعال : أنتم .....
أنتم أيها المجرمون الإرهابيون ..يا من تأكلون لحومكم وتشربون دماء أبناءكم ............قتلتموها ......
ثم أردف بصوت متحشرج وهو يرتعش بشده ودموعه تسيل على وجهه : قتلتموها بلا رحمه ....وهى لم تفعل شيئا ...وهى مسلمه مثلكم
قال الرجل باستنكار شديد : من وضع فى رأسك أننا نقتل نساءنا؟؟؟
لقد رأيت وحشيتكم واجرامكم بعينى رأيت ما فعلتموه بالسجن
الرجل : انتظر....هل تظن أننا فجرنا السجن ؟؟؟
قال بانهيار : نعم أنتم ...أنتم أيها المتوحشون الساديون
قتلتم 75 امرأه من نساءكم
تنهد الرجل بعمق : لوكنا نسفنا السجن .....لكانت على الأقل ظهرت آثار قنابلنا............لكانت بقيت على الأقل بعض الحوائط مقامه
آلان : ماذا تقصد
قال بمراره شديده : لقد نسف السجن من فوق.......... بالطائرات ....... دكوه دكا بصواريخهم ...حتى اشتعلت فيه النيران واحترق تماما
لم يعد هناك أى شئ ....ليس هناك جدار واحد واقف مكانه
لا زنزانات ...لا أبواب ....لا أحجار
حتى الجثث تفحمت تماما ولم يبقى منها الا .......رماد
نظر اليه آلان برعب شديد : لا....لا أصدق
قال الرجل بحزن أليم : كيف لنا أن ننسفه و...و....وابنتى ...وطفلتها ......هناك
قال آلان : ولكن....ولكن ..كيف...كيف يقتلون جنودهم ....حرس السجن ....؟؟؟
الرجل بصوت يقطرغضبا و غلا : ومن قال لك أن حرس السجن كانوا موجودين؟؟؟
عقد آلان حاجبيه بشده فى تساؤل تفصح عنه عيناه
أكمل الرجل بغضب مخيف : لقد قمنا بأسر أحد حراس السجن ..واعترف لنا بكل ما حدث
صدرت الأوامر لجميع حراس السجن بالإنسحاب واخلاء السجن قبل الساعه الثانية عشر
وقبل انسحابهم.................. قاموا بــ...... بــ ....
خفض رأسه وحاول أن يسيطر على انفعاله الشديد
قاموا باغتصاب كل الأسرى من النساء
ثم أغلقوا كل الزنزانات على من فيها...وتركوهم ورحلوا
وفى الموعد المحدد......... قاموا بقذف السجن بالصواريخ
جحظت عينا آلان بشده ...وفقد القدره على الكلام
أكمل الرجل بكل الألم المشتعل فى أعماقه :
لم يبق فيه حجر واحد مكانه
خضع آلان أسبوعا كاملا للعلاج ...وبدأت جراح جسده تندمل
واستعاد القدره على الكلام
لكن عقله لم يستوعب كل ما حدث بعد
دخل عليه نفس الرجل وسأله
ألن تخبرنى لم جئت الى هنا ؟؟وما سبب وجودك مع قوات الإحتلال؟؟
ومن سلمى هذه التى تصرخ باسمها كلما أغمضت عينك ؟؟
بدأ يحكى القصه بدموع عينيه ودماء قلبه الجريح
قصة سلمى...الزهره التى تنثرعبيرها لمن حولها
وبعد أن انتهى.........
تنهد الرجل بأسى شديد وقال بألم :
وكأنك تصف زينب
ثم قال بصوت تملؤه الدموع :
ان الحياه أقسى بكثير من أن تستوعب أمثالهما
لقد فقدت أسرتى واحدا وراء الآخر
وزينب وطفلتها كانا آخر شمعه تضئ حياتى
آلان : ولماذا تتمسك بالحياه اذا
قال فى عزيمه ماضيه : حتى أحمى ألف زينب وألف سلمى
وحتى أنتقم لهما
قال بلهجه آمره : استعد ...سترحل غدا الى وطنك
قال آلان بدهشه : ماذا !!!...ألن تقتلنى ؟؟
الرجل : ولماذا عالجتك اذا ؟؟
آلان : ألن تأسرنى ؟؟؟ألن تطلب فديه ؟؟ ألم تحتجزنى لهذا السبب؟؟
نظر الرجل اليه وقال فى هدوء : اسمع يا سيد آلان ...
أنا لست لصا أو متسولا
أنا مجاهد ........صاحب قضيه.......أسعى فقط الى الحريه
آلان بشك : لماذا تخطفون الصحفيين اذا؟؟
الرجل : أنا لا أقر مبدأ الخطف
لكن هناك جماعات أخرى تتخذ من الخطف سبيل لتحقيق مكاسب سياسه أو استراتيجيه
وأنا لاأستطيع أن ألومهم ...فهم يواجهون قوه أكبر منهم بكثير
وفى الحروب لا تستطيع أن تلوم أحد
أما أنا فلا حاجة لى فى أموالك ...كما أنك لست هدفا سياسيا
أو استراتيجيا
سأتركك تذهب......
ثم فكر قليلا وقال : ...........من أجل سلمى....
فى اليوم التالى ........
دخل الرجل حجرة آلان الذى كان مستعد وجالس على طرف الفراش
الرجل : هل أنت مستعد للذهاب الآن ؟؟
آلان : أريد أولا أن أذهب الى هناك
نظر اليه الرجل بتساؤل : الى أين ؟؟
آلان : الى............الى السجن
الرجل : لا المنطقه هناك خطره
آلان بحزم : لن أغادر قبل أن أذهب الى هناك
الرجل بهدوء : هل تستطيع تحمل الموقف ؟؟
قال : نعم
الرجل : قبل أن نغادر أريد أن أسألك سؤال ....
اذا كنت قد دخلت العراق عن طريق قوات الإحتلال ....فلماذا كانوا يريدون قتلك ؟؟
نظر اليه آلان بدهشه شديده
فأردف : الرصاصات التى أصابتك ليست من أسلحتنا.....
انها من أسلحه أمريكيه
أكمل بسخريه مريره : نيران صديقه
نزع آلان العصابه التى وضعها له الرجل حتى يبقى مكان المقاومه سرى من على عينيه
ونظرالى السجن الذى لم يعد سجن
فلا حوائط......ولا أبواب............كل شئ أصبح حطاما...
كل شئ محترق
سار آلان وسط الأطلال بخطوات بطيئه وهو يتأمل الجدران المهدمه والأحجار المحترقه والأبواب المنصهره
والحفر العميقه فى الأرض التى خلفتها القذائف الصاروخيه
فجأه شعر بشئ تحت قدميه
رفع قدمه ونظر ...لم يجد شئ ...مجرد تراب
لا .....بل رماد ...خلفته الجثث المتفحمه
فقط رماد ............هو كل ما تبقى من البشروعظام مفتته
لا جسم....لا لحم............. مجرد رماد
أغرقته الدموع
وأبى عقله الا أن يتخيل مصرعها الوحشى الأليم
نظر الى الرماد والعظم المفتت....لا يعرف أيها رماد سلمى؟؟؟
انحنى على الأرض ببطء وجثا على ركبتيه
وقبض بيديه على الرماد ودموعه كالطوفان...ثم رفع يديه الى السماء وهو قابض على الرماد.....وصرخ صرخه مزلزله
هزت الأرض ونثرت الرماد فى الهواء
ســـــــــــــــــــــــلـــــــــــــــمــــــــــــــــى
ثم سقط على وجهه
التعليقات (0)