مواضيع اليوم

من أجل سلمى - 6

سليمان الحكيم

2011-08-05 18:30:05

0

بقلم : سامية أحمد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يصبح الإسلام كائنا يمشى على الأرض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة السادسة

بهتت سلمى تماما ...وساد صمت طويييييييييل
بلعت ريقها وقالت : عفوا ...مع كل احترامى وتقديرى...
لكنى أرفض عرضك الكريم
نظر اليها طويلا ....ثم قال : اذا.......... فالمشكله فى أنا ...
للأسف لم أدرك ذلك من البدايه
أعدك أننى لن أزعجك بعد الآن ........
خرج بهدوء ولم يزيد كلمه....................

 


فى اليوم التالى .............
أنهت سلمى صلاتها وحدها بعد انصراف العاملين بالشركه
أخذت حاجياتها وهمت بالإنصراف
أجفلت عندما وجدت شبحا يقف هناك خارج باب المكتب فى الظلام
تبينت وجهه عندما دخل من الباب
اقترب منها بخطوات مهزوزه ...كان يبدو أنه سكران
آلان : عفوا يا آنسه ....هل أزعجتك ؟؟
لا بأس ......فقد جرحتى كبريائى.... وطعنتينى فى رجولتى طعنه نجلاء
قال بتوسل : ما هذه القسوه يا سلمى ...انها ليست من طباعك
ثم صرخ بعنف : هل قد فؤادك من الصخر ؟؟؟
لماذا لا تشعرين بقلبى وهو يحترق ؟؟؟
يمكنك بكلمه واحده أن تشفى كل آلامى
خفضت رأسها بألم وقالت بحزن : سيد آلان ...أرجوك
اننى أقدرك وأحترمك كثيرا
أتوسل اليك ....لا تجعل هذا الإحترام يتحول الى شئ آخر
نظر اليها طويلا ...........ثم رحل وهو يترنح ..
رحل وتركها وراءه تجتر الألم .........والندم
............................................


فى مكتب الشيخ اسماعيل
كانت سلمى تحاول أن تكفكف دموعها الغزيره وهى تنتحب بألم شديد
قالت من بين دموعها : يؤلمنى كثيرا رؤيته على هذه الحاله
لقد آلمته كثيرا
انه لم يؤذينى أبدا .........بل العكس ...لقد أنقذنى أكثر من مره
منحنى كل شئ بلا مقابل.....ليتنى رفضت العمل من البدايه
الشيخ اسماعيل : لماذا رفضت طلبه ؟؟لا أستطيع أن أفهم وجهه نظرك
سلمى : لقد أرعبتنى كلماته
سأذهب وراءك الى الجحيم..سأعتنق الإسلام من أجلك
من أجل سلمى
انه لا يريد الإسلام ولا يريد أن يعرفه
يريد أن يسلم فقط من أجل أن يصل الىّ
الشيخ اسماعيل : أليست هذه فرصه جيده ليقترب من الإسلام ويعرفه ؟؟
سلمى : وماذا لو لم يسلم حقيقة ؟؟سنعيش أنا وهو فى عذاب حقيقى....ان الإسلام به أوامر وتكليفات ....لايقدر عليها الا من دخل الإيمان قلبه...وملأ جوارحه
وماذا بعد أن يهدأ الحب ...ماذا لوفكر أن يترك الإسلام ويرتد
ماذا سأفعل وقتها ؟؟
بعد كل تلك الأعوام التى قضيتها أحاول أن أبذل قصارى جهدى لنصرة الإسلام ...لا أستطيع أن أتخيل أن أصبح أداه للطعن فى الإسلام ...وفتنه لغير المسلمين
ليس هناك أى ضمانات لأى شئ
فالقلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء
الضمان الوحيد هو أن يؤمن بقلبه
وأن يحب الإسلام للإسلام لا لأى شئ آخر
نظر اليها الشيخ اسماعيل بإشفاق شديد ...لقد حدث ما توقعه تماما....لقد جرح فؤادها البرئ
وكلمات العالم ...لا تستطيع أن تخفف من جراحها


وبعد أسبوع واحد فقط .........
رحلت أمها عن الحياه .......رحلت مودعه كل آلامها
رحلت بين ذراعى سلمى التى غسلت وجهها الدموع
رحلت وهى تدعو لسلمى ....التى باتت وحيده تماما فى هذا العالم الكبير


بعدها بثلاثة أيام ....
ذهبت سلمى الى السيد فرانسوا وقدمت استقالتها
وعندما سألها عن السبب قالت : لقد زالت كل الأسباب التى من أجلها كنت أحتاج بشده للعمل....والآن لا داعى لبقائى هنا
أرجوك ...أبلغ السيد آلان شدة أسفى واعتذارى
لقد تسببت له فى كثير من الألم
أرجوك....... لا تخبره انى رحلت الا بعد مده طويله ... حتى لا يبحث عنى.........أتمنى له كل الخير .......
قدر السيد فرانسوا ما فعلته سلمى وتفهمه ...واحترمها كثيرا
ومنحها مكافأه مجزيه...مع كثير من الإمتنان لإخلاصها للشركه
.......................ورحلت سلمى................


أما آلان ....فكان يعيش فى كوخ العائله فى الشمال
يعيش وسط الثلوج ...علها تطفئ نيران قلبه المشتعله.....لكن بلا جدوى
وبعد ثلاثة أشهر ...
استبد به الشوق لرؤياها ...وفشل تماما فى مقاومة شوقه
عاد للشركه فوجدها قد تركت العمل...وجن جنونه عندما عرف أن أمها قد رحلت عن الحياه
لقد فقدها الى الأبد..................
أخذ يدور فى المنزل كالمجنون وأمه تحاول أن تهدئ من روعه وهى تقول : سنبحث عنها فى كل مكان .ستجدها يا بنى
قال بانفعال : لقد رحلت يا أمى ...رحلت...
انها الآن فى هذا العلم الواسع ..وحيده تماما ...بلا أحد يرعاها ...بلا عمل ...بلا مال ..لا أصدق ....أكاد أجن ...
لا أستطيع أن أتصورها وحيده فى هذا العالم المتوحش برقتها وطهارتها
أخذ يضرب يده ورأسه فى الحائط وهو يصرخ :
لقد كنت جبانا....جبانا ...لقد تخليت عنها وتركتها وحيده لمجرد أنها رفضت الزواج منى
لم أعد أريد منها أى شئ ...لم أعد أريد أن أتزوجها
أريد فقط أن أحميها ...أحمى براءتها وطهارتها
لكنى أنانى....جبان....رعديد ....تركتها وهربت
حاولت أمه أن تهدئه بلا جدوى
الأب بغضب : اسمع أيها الشاب الأحمق المجنون ..لم أعد أطيق طيشك وجنونك
اذا لم تكف عن هذا الجنون فسأطردك شر طرده
آلان بغضب هادر : كما طردتها من الشركه؟
الأب بانفعال : من قال لك أننى أطرد العاملين فى شركاتى من أجل خلافات شخصيه ؟؟
لو كان هذا هو أسلوبى ..لأفلست منذ زمن بعيد
لقد كانت الفتاه أكثر عقلا منك ..وغادرت الشركه بمحض ارادتها وسارت فى طريقها الصحيح
كف عن حمقك وجنونك والتفت لحياتك


خرج آلان يبحث عنها فى هذا العالم الكبير معتمدا على أمواله الطائله التى اكتسبها من لعبة التنس التى تسمى بلعبة الأمراء
ذهب الى أحد معارف أمه يعمل فى الشرطه
وفى نفس اليوم عرف منه المفاجأه التى أحزنته كثيرا..
لقد تزوجت سلمى...تزوجت ورحلت عن فرنسا كلها
تلقى النبأ بشئ من الحزن والتفهم
فهو يعرف أن هذه هى النتيجه الطبيعيه الملائمه لشخصية سلمى وظروفها الصعبه
سأله : ممن تزوجت ؟؟
قال بشئ من التردد لم يرتاح له آلان :
من ......آ.......آ ......الجزائرى .....عبد القادر عيسى
ثم أردف بلهجه ذات معنى : أحد المنتمين لتنظيم القاعده
أصيب آلان بصدمه شديده......
سأله بعد أن تمالك نفسه : ...وأين ذهبت ؟؟
قال : الى الجزائر
عاد آلان بسرعه الى المنزل ليجمع أغراضه
فالتقاه والده وعرف الى أين ينوى الذهاب...حاول أن يمنعه
آلان بجنون : سأذهب وراءها الى الجحيم
الأب : الا تفهم...لقد تزوجت من ارهابى ....انها ارهابيه قذره
تطاير الشرر من عينى آلان وقال صارخا : لا تسبها
ليس هناك على وجه الأرض من هو أطهر منها
انها لا تعلم انه ارهابى ..لا شك أنه خدعها
الأب : أيها المجنون ..لقد فقدت عقلك تماما ..ماذا ستفعل؟؟
آلان : سأنقذها منه وأعيدها الى فرنسا
الأب : لو ذهبت وراءها ..فسأقتلك ...سأقتلك بيدى هاتين


لم يستطع أحد أن يمنع ذلك الإعصار الرهيب الثائر
حتى الأب القوى العنيد...هزم أمامه


سافر آلان الى الجزائر ...وعن طريق المال استطاع أن يعرف مكان سلمى
لقد غادرت الجزائر فى نفس يوم وصولها مع زوجها
غادرتها الى ...................
.........................العراق .......
لم يستطع آلان أن يتحمل الخبر ....فارتمى على اقرب مقعد يحاول التغلب على الصدمه
لم يكن يتحمل فكرة وجودها هناك وسط الحرب والنار
فزاد اصراره الرهيب على انقاذها....حتى لو لم تتزوجه
لم تعد قضيته الزواج منها ...بل انقاذها
انقاذ كل شئ جميل فى هذه الحياه


اتصل بأحد أصدقاء والده برتبه جنرال بالجيش الأمريكى
ليدبر له وسيله لدخول العراق
أبدى الرجل استعداده لتقديم المساعده


فى خلال اسبوع سافر آلان لأمريكا
وعن طريق المال ...استطاع أن يدبر له الجنرال مكانا على متن طائره ناقله للأسلحه والمعدات الحربيه
هبطت الطائره فى القاعده الحربيه فى قطر
ومن هناك دخل الى العراق بمساعدة أمواله ...وبتوصيه من الجنرال صديق والده ...الذى أرسله الى الجنرال ديفيد هاريس
دخل آلان العراق مع وحدة مدرعات مرتديا ملابس الجيش الأمريكى
قضى معهم عدة أيام حتى استطاع الوصول للجنرال ديفيد هاريس....وهناك ...طلب منه المساعده فى البحث عن سلمى


قضى آلان أسابيع طويله يحترق ...منتظرا نتيجة البحث
وفى النهايه ...التقى الجنرال ديفيد هاريس مره أخرى
الذى قال له : سلمى قبض عليها هى وزوجها
وهى الآن أسيره فى أحد السجون العراقيه
تلقى آلان النبأ بذهول تام


لم يدرى لحظتها ماذا يفعل
رجا الجنرال ديفيد هاريس أن يساعده فى اخراجها من هناك ليعيدها الى فرنسا
أرسله الجنرال هاريس الى الكلونيل سميث ...قائد وحدة مشاه فى نفس المحافظه التى يقع فيها السجن الذى تقبع به سلمى أسيره
قضى ثلاثة أيام مع المجموعه التى أرسله معها الجنرال هاريس ....حتى وصل الى وحدة المشاه التى يرءسها الكلونيل سميث الذى صدمه بأبشع صدمه فى حياته كلها
لقد وصلت متأخرا ............متأخرا جدا........
فمنذ شهرين ........نسف السجن
ولم ينجو منه أحد





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات