بقلم : سامية أحمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يصبح الإسلام كائنا يمشى على الأرض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة الخامسة
فى منزل فرانسوا ديزيه أقيم حفل كبير بمناسبة اتمام الصفقه
وقف آلان والقلق بادى فى ملامحه وهو ينظر باستمرار الى الباب
اقترب منه الأب وقال : ماذا دهاك ..هل أرسل وراءك مخبر خاص ليتتبعك وانت فى الحفل؟؟؟
يجب أن تبقى الى جانبى
آلان بضيق : لم تأتى بعد ...
الأب بثقه : ولن تأتى أبدا
آلان : لم أنت متأكد هكذا؟؟؟
أمسك كأسا من الخمر وقال وهو يرشف رشفه : من أجل هذا
آلان : يمكنها أن تأتى ولا تشرب
الأب : لكنها لن تأتى
آلان : لقد وعدتنى
الأب : كيف ؟؟
آلان : قالت عندما يكون القمر بدرا ستأتى
نظر اليه بدهشه شديده ثم أطلق ضحكته العاليه الساخره المميزه
آلان بغضب : لماذا تضحك ؟؟
الأب : انظر من النافذه وستعرف
عندما فتح آلان الستائر ...أصيب بالإحباط
لقد كان القمر هلالا لم يكتمل
اقترب منه الأب وقال : هذه الفتاه فى منتهى الذكاء لقد أرادت التخلص من الحاحك
مازال لديك الكثير لتتعلمه ..يجب أن تصدق من هم أكثر منك خبره....ان لى تعاملات كثيره مع دول تستخدم التقويم القمرى
زفر آلان وأغلق الستائر بضيق شديد
تركه وأخذ يدور فى الحفل مرحبا بضيوفه الكثيرين
اقترب منه أحد المساهمين فى الشركه
قال : أخيرا ....عاد الشبل الصغير الى عرين الأسد
فرانسوا بلا مبالاه : هذا هو الوضع الطبيعى
قال الرجل بلهجه ذات معنى : سمعت أنه هذه الأيام على علاقه بفتاه جديده
فرانسوا متجاهلا المغزى من وراء كلماته قائلا بابتسامه دبلوماسيه: انه شاب جذاب......
الرجل : لكنها فتاه................... مسلمه ......
فرانسوا ببرود شديد : وما الفارق ؟؟؟
الرجل : الفارق كبير ...وانت تعلم ذلك
تحولت لهجته الى التحذير : لقد سمعت أنه مغرم بها
فرانسوا بغضب : هل تراقبونه ؟؟؟ ....حتى ابنى ؟؟؟
اسمعنى جيدا ..أخرج ابنى من هذه اللعبه القذره والا....
الرجل بلهجه تشبه فحيح الثعبان : لا تغضب يا عزيزى ....
ان مستقبل شركات ديزيه يعنينا .........كما تعلم
وهو ليس بعيد عن اللعبه كما تتصور ....أنت بنفسك الذى أدخلته فيها
انصحه ان يبتعدعنها فالأمرخطيروانا لا أحب لأحد أن يتأذى
راقبه فرانسوا وهو يبتعد محاولا باستماته السيطره على غضبه .....قذف ببقايا كأسه على فمه جرعه واحده
ثم عاد بعد أن هدأ قليلا لتحية ضيوفه
..................................
اقتربت الأم من آلان الذى ترك الحفل ووقف فى الشرفه وقالت : آلان ..لقد بحثت عنك فى كل مكان ......ماذا تفعل هنا
تنهد لينفض عنه الضيق : كيف حالك يا أمى
الأم بحنان : ما بك يا عزيزى ....لست كعادتك أبدا
صمت ولم يرد...فأكملت : ان والدك قلق عليك بشده
من هذه الفتاه التى عينتها فى الشركه ؟؟
ابتسم بسخريه : هل أصبحت سلمى حديث الساعه ؟؟
ابتسمت بحنان : اسمها سلمى ؟؟ هز رأسه
الأم : هل هى جميله ؟؟
ألان ينظر اليها وفى عينيه نظره غريبه : نعم ...آ..أقصد لا
آ.. نعم جميله ..لكن جمالها مختلف تماما ...انه من نوع غريب .....لا تراه العين ..ولكن يراه القلب بوضوح
لا أعرف كيف أصفه لكى ..ولكن ..ولكن ..
هل تعرفين ...انها تذكرنى بأميرات قصص الأطفال
انها مثل سنو وايت أو......
تقاطعه الأم بدهشه شديده : آلان ..!!!!!
لم أرك هكذا من قبل ....تتكلم وكأنك مازلت صبى فى الحادية عشر.......هل أثرت فيك الى هذه الدرجه ؟؟؟؟
ابتسم وقال بصدق : لا أعرف
قالت : هيا ...والدك يريدك ....ولنكمل حديثنا فيما بعد
...........................................
فى اليوم التالى فى المكتب.........
آلان بضيق : لماذا لم تأتى للحفل ؟؟
سلمى وهى تمارس عملها دون أن تنظر اليه : لا أحب الحفلات
آلان : لكن الحفله كانت من أجلك
سلمى : لا ......بل من أجل الصفقه
آلان : لكنك السبب فى نجاح هذه الصفقه
سلمى : لقد كنت أقوم بعملى ...وانتهى دورى
قاطعهما دخول جانيت العاصف
وضعت على مكتب سلمى جريده مفتوحه على خبر معين
عرفته سلمى من أول وهله ..فلقد قرأته فى الصباح الباكر
(خطف صحفيان فرنسيان فى العراق )
أزاحت سلمى الجريده بغضب واستياء وهى تشيح بوجهها..
جانيت بكراهيه شديده : هل أنت سعيده الآن
سلمى بهدوء : هذه الأخبار لا تسعد أحدا
جانيت بحقد : ارحلوا من هنا ...لا نريدكم
سلمى بتحدى : عن من تتكلمين سيده جانيت ؟؟
أنا مثلك تماما و...
قاطعتها جانيت بغضب : لا ..لست مثلى ..أنتم سفاحون .مجرمون...تحبون الدماء....يجب أن تخجلى من نفسك
قالت سلمى بسخريه مستفزه : وكيف أخجل ؟؟؟
أخلع ملابسى !!! أشرب الخمر !!أغير اسمى !! أتخلى عن هويتى !!حتى أرضيكم ؟؟؟
احمر وجه تاكى الذى كان واقف ..وشعر أن سلمى تقصده هو
أكملت سلمى بتحدى ساخر :
لست أنا من يجب أن يخجل أيتها السيده ...فأنا لم أحتل أرضا وأشرد شعبا بأكمله لأحصل على بضعة أصوات فى الإنتخابات
أنا لم أقتل الآلاف وأحاصر وأجيع الملايين من أجل بضعة براميل من الزيت
نظرت اليها باستخفاف وأكدت : لست أنا من يجب أن يخجل
فمنذ زمن بعيد جدا فى العراق لم يحدث أبدا أن مس أى من الرعايا الأجانب أى أذى .....
لم يحدث هذا الا فى عهد الإحتلال الأمريكىالميمون
غادرت جانيت المكان بغضب هادر بعد أن فشلت تماما فى الرد على سلمى
أما تاكى فقد ابتلع ريقه وشعر بالفخر والإعجاب لسلمى
أما آلان فلم يحول عينيه عنها وهى تجلس على مكتبها ببطء وتحاول امساك بعض الأوراق ...لكنها تفشل ..فقد كانت يديها ترتعشان بشده من أثر الإنفعال
اقترب منها وقال بتعاطف : هل انت بخير؟؟
لم تعجبها لهجته فنظرت اليه بحده .. وغادرت الغرفه بصمت
كان لسلمى تأثير طاغى على كل من حولها
فقد طلبت جانيت نقلها من المكتب بعد أن استحال وجودها مع سلمى فى مكان واحد
أما تاكى ... فقد أحب اسمه (تقى الدين ) لأن سلمى كانت تصر أن تدعوه به
وكان يتأثر بشده كلما سمعها تتحدث يوميا مع أمها بكل هذا القدر من الحنان والحب فى هاتفها الخلوى
سألها بعد أن أنهت المكالمه : سلمى ...أريد أن أسألك سؤال ؟
قالت : اسأل ..أسمعك جيدا
تردد قليلا وهو ينظر لآلان المنهمك فى عمله :
آ....آ...لقد تركت أبواى فى المغرب منذ خمس سنوات
آ ...وحتى الآن ..لم أكلمهما ...ولا يعرفان عنى شيئا
آ....فهل أنا آثم؟؟
نظرت اليه بتعجب طويلا ...مما جعله يخفض عينيه فى خجل
فقالت بهدوء ...ان خمس سنوات مده طويله
لماذا لم تخبرهما بمكانك ؟؟
تاكى : آ ..أردت أن أكون حرا...لا أريد أى شئ يقيدنى
سلمى بهدوء : ليس معنى أن نحطم قيودنا ..أن نحطم معها قلوب الآخرين
اذا ما أردت الحقيقه ..فنحن القيد الحقيقى فى أعناقهم
لقد تخلوا عن الكثير من حريتهم لرعايتنا والإنفاق علينا ونحن صغار ضعفاء...وبعد أن كبرنا.....لا يستطيعون الإستمتاع بحريتهم من كثرة القلق علينا والإهتمام لأمرنا
وفى ظل السعار المجنون للبحث عن الحريه ...نسينا حتى أن نشكرهم أو نقول لهم كلمة حب
أردفت منهيه الحوار :
لو أن كل أب وأم فضلوا حريتهم على أبنائهم...لكانت الملاجئ ودور الرعايه ملئ بأمثالنا
عندما قالت سلمى تلك الكلمات لم تكن تعلم وقتها ما يمكن أن تفعله من تأثير
فلأول مره منذ خمس سنوات ...يتصل تقى الدين بوالديه ويعرفهما مكانه ويعدهما بزياره قريبه
أما آلان الذى استمع للحوار بصمت المتأمل...... فقد تحولت مشاعره تجاه أبيه وأمه تماما
لقد امتلأ قلبه بمشاعر جديده عليه .....لم يحسها من قبل
وأخيرا..............
عاد الصقر الشارد الى أحضان أبيه وأمه
فى المركز الإسلامى فى باريس
جلست سلمى صامته مطأطأه الرأس فى مكتب الشيخ اسماعيل ...الذى حاول أن يستوعب القصه التى تحكيها سلمى ويرتبها فى رأسه
كان يهز رأسه وهو غير مصدق ...وأخذ يكرر الإسم ببطء
آلان .............فرانسوا............. ديزيه
لم أتوقع أن يكون الأمر بهذه الخطوره.....يا الهى....
آلان.فرانسوا ديزيه ؟؟؟؟؟
انه فتنه شديده وابتلاء عظيم
نظرت اليه بتساؤل أشبه بالإستنكار
قال : لا يا ابنتى ...لا تفهمى كلامى بصوره خاطئه
اننى أعرفك جيدا منذ أن كنت صغيره
لقد كنت دائما العضو المتألق النشط فى هذا المركز
وكم هدى الله على يديك الكثيرات
لكن ظروفك القاسيه ومرض أمك ضيق كثيرا من نشاطك
وأنا أعلم تماما أن الحرام أبعد ما يكون عن جوارحك
وأن تقوى الله تسرى فى دمائك ..........لكنى أخاف على قلبك الغض البرئ لا أريد لأى شئ أن يجرحه
ان آلان ديزيه ليس شابا غنيا مدللا فقط.......
لقد اختارته اللوموند فى استفتاءها السنوى واحدا من ضمن أكثر عشرة شباب جاذبيه فى فرنسا كلها
وهو بطل فرنسا للتنس لخمسة أعوام متتاليه قبل اعتزاله
أضيفى لهذا ما يتمتع به من أخلاق حميده كما ذكرت
تنهد بعمق : ان الأمر شديد الخطوره على كليكما
وليس هذا هو الخطر الوحيد
والده ...فرانسوا ديزيه
كما سمعت ...هو شخصيه شديدة الشراسه على خصومه ومنافسيه....لا أعرف ما الذى يمكن أن يفعله اذا ما شعر بأى خطر يتهدد ابنه الوحيد
يجب أن تبتعدى عنهم يا سلمى
قالت بهزيمه : لو تركت العمل ...فلن أجد غيره ..وأنا بحاجه الى المال
قال : لماذا لا تتصلى بأهلك ...أهل أبيك أو أمك ؟؟
قالت : أهل أمى ...لا أعرف منهم أحد ..لقد غادر جدى الجزائر بعد زواجه مباشرة .....وأمى تربت وعاشت هنا لا تعرف أحد من أهلها ...وليس لها اخوه أو أخوات
وأهل أبى قاطعوه بعد أن أسلم وغير اسمه ...لا أعتقد أنهم سوف يتقبلونى
لم يدرى ماذا يقول :
بعد هذا القانون الجديد ...أصبح الأمر شديد الصعوبه على الجميع ...والفئه الأشد معاناه هم طالبات المدارس والجامعات .فليس باستطاعتهن ترك الدراسه ولا خلع حجابهن
حسبنا الله ونعم الوكيل
أدركت سلمى أنها لن تصل الى حل
قامت ذاهبه ...استوقفها .: سلمى .....
هل لديك مانع أن تتزوجى ؟؟؟
أعرف شابا صالحا وممتازا يمكن أن يكون مناسبا لكى
سلمى بصدق : أتمنى ذلك ....ولكن .....
أخشى ألا أستطيع القيام بواجبى تجاهه ...ان أمى مرضها طويل وقد يستغرق أعواما وهى تحتاجنى بشده
أنا أنهى عملى وأقضى بقية اليوم فى المشفى بجوارها
لا أظن أن أحدا يمكنه أن يتحمل ذلك
أسقط فى يد الشيخ وقال بإشفاق : ليت عندى عمل يناسبك ...لكن هناك حالات أسوأ منك بكثير
كل ما أملكه هو أن أدعو الله لكى أن يحميك و يقيك شر الفتن
..............................................
بعد هذا اللقاء ..تغيرت تصرفات سلمى بدرجه كبيره
وأصبحت تعامل آلان بجفاء شديد ومقصود...وتتعمد الا تحادثه ولا تنظر اليه ابدا
وساعد على هذا أن مرض أمها دخل فى مرحله شديدة الحساسيه والخطوره ....مرحلة الغيبوبه
فألقى ذلك بظلاله الكئيبه على ملامحها وتصرفاتها بوضوح
أما آلان ..فقد كاد يجن من هذا التغيير الغريب والمفاجئ فى تصرفاتها تجاهه.....كان يشعر بفراغ رهيب
ويفتقد بشده أحاديثها وكلماتها التى تمس أوتار قلبه وتحرك مشاعره
حاول أكثر من مره أن يعرف سر تغيرها....لكنها كانت تصده بعنف
أياما طويله عاشها فى معاناه شديده....لكنه فى النهايه اتخذ قرارا مجنونا .......أكثر القرارات جنونا فى حياته كلها
وفى منزل والده الكبير جلس يتناول الطعام مع والديه
وفجأه ....................
فجر فى وجوههم القنبله التى زلزلت أركان البيت الكبير
آلان : لقد قررت الزواج من سلمى
الأب بصدمه : ماذا قلت ؟؟؟؟
هل جننت ؟؟؟
آلان ببرود : لا ولكنى سأتزوج سلمى
الأب : تتزوج من مسلمه ؟؟؟ لا شك أنك فقدت عقلك
لو فعلتها سأطردك من المنزل ....وأحرمك من مالى
آلان : لا يهمنى ....سأتزوج من مالى الخاص الذى جنيته من لعبة التنس
الأب وهو يكاد أن يفقد عقله : أيها الأحمق المجنون
ألا تفكر فى عواقب تصرفاتك ؟؟؟؟لماذا تتصرف وكأنك وحدك فى الحياه ....لا تراعى الآخرين
آلان : وما دخل الآخرين بزواجى من سلمى
الأب منفعلا : لن تنضج أبدا .......اذهب الى الجحيم ....ولتحترق بعيدا عنى
آلان : لماذا تعترض على زواجى من سلمى؟؟؟
الأب وهو فى ذروة انفعاله : لأننى لا أريد أن أراك مسجى فى تابوت........هناك أشياء كثيره فى الحياه لا تعرفها ...أو ترفض أن تعرفها و......
قاطعه آلان : لا أريد أن أعرف أى شئ ....كل ما أعرفه أننى أحبها .........وسأتزوجها
التفت اليه بغضب وضاقت عيناه : ومن أدراك أنها ستوافق؟؟
.......................................
لم تستطع سلمى أن تنطق .........لقد ألجمها الذهول تماما
وهى تستمع غير مصدقه لآلان وهو يقول :
سأبنى لك بيتا جميلا يطل على نهر السين له حديقه غناء تسكن أشجارها الطيور
والدتك ستعيش معنا ...سيكون الدور الأرضى بأكمله ملكا لها
ستخضع للعلاج فى أكبر مشفى فى باريس
سيكون لك عملك الخاص أيما كان
سأحترم دينك ومعتقداتك وسيكون لك مطلق الحريه فى ممارسة طقوسك وعباداتك
سأكتب لك عقدا بهذا وأسجله عند المحامى واذا خالفت أى شرط سأدفع لك غرامه ماليه كبيره
لاتدرى لم فى هذه اللحظه بالذات دق صوت الشيخ اسماعيل وحديثه عن الفتنه فى عقلها مثل جرس الإنذار
سألته بغرابه : أتفعل كل هذا ........من أجلى.........أنا ؟؟؟
قال بحماس : بل وأكثر منه بكثير .....فقط اطلبى ماشئت
لم تعرف كيف ترد عليه ولا ماذا تقول وكيف تشرح له
فهو لن يفهم.......... واذا فهم فلن يقتنع
ولم يعد الجفاء ولا المعامله السيئه تجدى معه نفعا
فكرت طويلا وبعمق ........ثم قالت : أنت لا تيأس أبدا ؟؟
هز رأسه بالرفض وهو يبتسم
قالت وهى تفكر : هل قرأت قصة عروس البحر ؟؟
آلان بدهشه : ماذا ؟؟
قالت : عروس البحر...قصة الأطفال الكلاسيكيه الشهيره
آلان : نعم ..ولكن لم تسألين ؟؟
سلمى : انها قصه أسطوريه تحكى عن الحب المستحيل بين اثنين من عالمين مختلفين ....أمير انسان وعروس البحر
ابتسم لوصفها شديد الذكاء
قال : لكن عروس البحر خرجت من عالمها وفضلت العيش مع حبيبها فى عالمه لتنهل من نبع الحب والسعاده
سلمى بدهشه : عن أى سعاده تتكلم !!!!
يبدو أنك لم تقرأ القصه لنهايتها
لقد ضحت عروس البحر بكل شئ وتخلت عن عالمها ودفعت ثمنا غاليا لتدخل عالم البشر....فى سبيل ما تسميه حبا
لكنه فى الحقيقه ....كان وهما كبيرا
فالأمير الذى أحبها كعروس للبحر ...لم يحبها كإنسانه ...بل لم يعرفها اطلاقا...بعد أن تركت أجمل ما فيها
وعندما اكتشفت أنها كانت تجرى طوال حياتها وراء وهم ....لم تستطع أبدا أن تعود كما كانت
وقضت نحبها ضحيه للوهم الكبير
وصلته الرساله بكل معانيها....وأذهله ذكائها وتحليلها الدقيق للقصه واسقاطها على واقعهما
أراد أن يحاول معها من جديد : لكننا بشر ...وأنا لا أخرجك من عالمك ...بالعكس ...أنا أمنحك حريتك كامله مع أى ضمان تطلبينه لإستمرار هذه الحريه
تنهدت بعمق وقالت : لكن دينى لا يسمح لى بالزواج الا من شخص مثلى...يؤمن بما أأمن به ...ولا أستطيع مخالفته
آلان : حتى من أجل الحب ؟؟
سلمى : هناك أشياء أغلى من الحب..بل أغلى من الحياه نفسها
قال فى محاوله يائسه : لكن مدى علمى أنه يسمح للرجال بالزواج من سيدات لسن مسلمات.......وأيضا بالزواج من أربع سيدات
التفتت اليه بدهشه واشفاق وسألته باستنكار شديد :
هل هذه هى كل معلوماتك عن الإسلام ؟؟؟
زفر بعمق وسألها بعد تفكير عميق :
ماذا ....لو ترك الأمير عالمه وذهب وراء عروس البحر؟؟
سألته بذهول : ماذا ؟؟
آلان بصدق شديد : أقول أننى على استعداد للتضحيه بأى شئ وكل شئ فى الحياه و الذهاب وراءك الى الجحيم
سوف أعتنق الإسلام من أجلك ....من أجلك أنت
......................من أجل سلمى
التعليقات (0)