مواضيع اليوم

من أجل سلمى - 10

سليمان الحكيم

2011-08-07 21:24:38

0

قلم : سامية أحمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يصبح الإسلام كائنا يمشى على الأرض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقة العاشرة

سار أبو بكر بخطوات سريعه غاضبه ووراءه مدير فرع الشركه فى مرسيليا وقال بغضب : سأحاسب المسؤل عن هذا الإهمال حسابا عسيرا ..لقد أمرت أن تكون الطائره جاهزه فى الموعد المحدد
المدير بارتباك: معذره سيدى لقد أصابها عطل فنى مفاجئ و
أبو بكر : لقد اتصلت من ساعتين وأبلغتكم بموعد مغادرتى
المدير : عفوا سيدى ..سأتصل بشركة طيران وأحـ.....
أبو بكر بغضب : لا سأستقل القطار
المدير : ولكن .....
أبو بكر منهيا الحوار : اتصل بباريس وأبلغهم أننى سأتأخر
وأرسل لهم العقود التى تم الإتفاق عليها بالفاكس
استسلم المدير للأمر ..وقفز أبو بكر فى القطار
وبمجرد أن دخل القطار ....اتصل بأمه على هاتفه الخلوى
أبو بكر : نعم يا أمى ....لا لن أستطيع الحضور على الغداء
غادرت مرسيليا الآن ......أنا فى القطار .......
سأخبرك عندما أراكى .....لا.....لم أنس ما وعدتك به ... سأذهب غدا للمركز الإسلامى وهم سوف يتولون الأمر
سأحضر لكى هديه جميله .....وداعا يا أمى
أغلق الهاتف وظل رأسه مشغول بما سوف يفعله فى المركز الإسلامى....ماذا سيقول لهم
أنه يريد انسانه متدينه ...على خلق......لا يهم الجمال ...فقط أن تحب أمه وتبرها .............فهو لا يرغب فى الزواج الا من أجل أمه .....فقط يريدها أن تفرح بزواجه وأحفاده عندما يأذن الله.......تذكر كلام الشيخ أسامه ( أبو طارق ) عندما كان يرفض العوده الى باريس :
أفضل جهاد لك ..هو برك لأبويك وأفضل ما تقدمه للإسلام هو رعايتك لهما ..وتصحيح صورة الإسلام فى محيطك
.........................................
.........................................
أمضى أبو بكر أكثر من نصف المسافه متنقلا بين عربات القطار بملل منتظرا ساعة الوصول الى باريس
وصل الى عربة الطعام.....جلس يتناول طعامه ويراجع بعض الأعمال
سمع صوتا شديد الألفه لأذنيه يقول : سيد.... آلان ديزيه ؟؟
اتسعت عيناه بشده ورفع عينيه ببطء وكأنه يخشى النظر الى وجه صاحب الصوت
أو بالتحديد....صاحبة الصوت
صرخ قلبه صرخه مدويه جرت فى عروقه مع دماءه لتهز كل كيانه وتصل الى شفتيه لتسمعها أذناه كالهمس
سلمى !!!!!!!!!!!!
قال غير مصدق : سلمى !!!!!
آ...آ....أنت حقا سلمى ؟؟
قالت سلمى كعادتها المباشره : لقد كنت أجلس فى العربه الأخرى ورأيتك تدخل الى المطعم ....فأتيت لأشكرك وأعتذر منك على رحيلى بهذه الطريقه المفاجأه
ظل آلان ينظر اليها غير مصدق وهو يردد : سلمى!!
قالت : أعتذر ان كنت قد أزعجتك ...شكرا لك ثانية
همت بالرحيل ....هب واقفا فجأه ...فانسكب كوب القهوه على المنضده من حركته المفاجأه وهو يهتف : انتظرى
التفت الناس على صوته ...وشعرت سلمى بالإحراج
فخفض صوته وهو يقول : أرجوكى انتظرى
قالت بإحراج : عذرا ...هناك من ينتظرنى و...
قاطعها بلهفه : أتوسل اليك لا ترحلى الآن ...أريد أن أعرف يجب أن أفهم
أرجوكى ..فقط خمس دقائق
لأول مره تضطر سلمى لكسر احدى قواعدها الثابته
لكن منظر آلان وحيرته وارتباكه وذهوله جعلها تجلس
ومرت خمس دقائق ...ثم عشر دقائق ...ثم...خمسة عشر دقيقه....وهو صامت يحاول أن يتمالك نفسه من المفاجأه
أخيرا بدأ يتحدث : ماذا حدث ...ماذا فعلتى بعد أن غادرتى الشركه...أين ذهبتى ؟؟؟ أرجوكى...أخبرينى
قالت : لقد تزوجت
هز رأسه بعصبيه : نعم ..نعم ...عبد القادر عيسى الجزائرى
نظرت اليه بدهشه شديده : عفوا ؟؟؟ماذا قلت
قال : عبد القادر عيسى ...زوجك
قالت بدهشه : اسمه ليس عبد القادر عيسى
انه محمد عبد الله .....من المغرب
اسند رأسه الذى كاد أن ينفجر بين يديه وهزه بقوه محاولا استجماع أفكاره
أكملت : بعد أن تزوجنا ...ذهبت للعيش معه فى مرسيليا فهو يملك شركه صغيره لنقل البضائع ...عشت هناك سبع سنوات لم أذهب خلالها الى باريس أبدا
بدأ مخه يعود للعمل تدريجيا بعد أن توقف من أثر المفاجأه
بدأت أحداث وذكريات سبع سنوات ماضيه تعود الى رأسه
ولكن بشكل معكوس هذه المره
لقد اتضح كل شئ الآن ....لأول مره يرى الحقيقه كامله أمام عينيه ...
لقد سقط ضحيه لأبشع خدعه يمكن أن يسقط فيها انسان
تحالف عليه الجميع ليمنعوه من الذهاب وراءها
بداية من أمه ...وأبيه ..وانتهاءا بالكلونيل سميث
سقط فى شبكه كبيره للغايه ومحكمه للغايه
وضعوا على عينيه عصابه سوداء واقتادوه الى حيث يريدون
أوهموه أنها ذهبت للعراق فى حين أنها لم تغادر فرنسا أبدا
لكن ماذا كانوا يريدون من هذه اللعبه ...
لماذا فعلوا كل هذا؟؟
بدأ يستعيد ذكرياته بداية من رفض أبيه لذهابه وراء سلمى وخوف أمه .....وتحذيرات شركاء أبيه فى الشركه وتهديداتهم الجليه والخفيه ..ومحاولة ..قتله فى العراق
وخبر مصرعه الكاذب
كل هذا يؤدى به الى طريق واحد لا غير
بدأت اللعبه من أبيه أولا و بضغط شديد من شركائه ...وكان المطلوب هو اثناءه عن فكرة اللحاق بها وادخال الخوف والكراهيه فى قلبه تجاهها
لكن........... وياللعجب ...خابت توقعات جميع اللاعبين
كسر الحصان الحاجز وخرج من مضمار السباق
وسار فى طريقه برغم أنوفهم جميعا........
بل و ربما دفعوه دفعا فى هذا الطريق دون أن يدروا
ولم يجد شركاء أبيه فى الشركه بدا من التوصيه بقتله بعد أن انقلبت خطتهم ضدهم
لكن ...لماذا.....لماذا......الآن فقط فهم
حتى لا يحدث ما حدث......حتى لا يصبح آلان ........أبو بكر
حتى لا يعود اليهم ويفعل ما يفعله بهم الآن
يااااااااااااااا الــــــــــلــــــــــــه
ما هذا العالم الذى نعيش فيه؟؟
لقد عاش سبع سنوات يسأل نفسه ...لماذا حدث هذا؟؟
ولم يسأل نفسه مره واحده فقط ...هل حدث هذا حقا ؟؟
لكن........ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
لقد خسر جميع المتراهنين ووصل الحصان الى خط النهايه
بدأ يضحك .....ويعلو ضحكه...... ويشتد......... ويشتد
وسلمى فى ذهول من تصرفاته الغريبه
وقفت مغادره ...فقال باعتذار وهو يقف بدوره :
عذرا ....لم أقصد ....لكن الأمر غريب حقا ...بل أغرب من الخيال لقد كنـــ

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات