عندما تتحدث عن الطفولة تجد إن أبجديات اللغة تختفي من على لسانك لما يحمله عالم الطفولة من سمات وصفات جميلة, فالطفولة هي عالم سحري خاص يتميز بنقاوته وجماله ورقته، عالم مليء بالتشويق والسحر والغموض والعفوية المطلقة, الطفولة هي عالم البراءة الجميلة وهي عالم الإنطلاق بلا قيود وبلا حدود, الطفولة هي العيش لحظة بلحظة دون التفكير بالغد وبعناء المستقبل وما يخبئه لنا من مفاجآت, الطفولة زهرة بيضاء ناصعة تفوح منها رائحة البراءة القوية, الطفولة كزهور الربيع تعطي من كل زهرة لون ورائحة منعشة, الطفولة هي أحاسيس صادقة وقلوب بيضاء وأيدي تمتد تعرف العطاء دون مقابل ودون حساب, الطفولة هي قصص وروايات مشوقة تروى على أنغام نسمات الهواء وإطلالة القمر.
فمن منا كمسلمين أو غير مسلمين يرضى بان يصبح هذا العالم الساحر الخلاب الجميل أن يتحول إلى غابة من الأشواك ومدن من الخراب ؟ من منا يقبل بأن يتحول عالم الطفولة الجميل إلى عالم من القتلة والمجرمين فيتحول مستقبل المجتمعات إلى مستقبل ظلامي دموي مخيف ؟؟!!...
ما أجمل تلك العبارة التي أطلقها أنصار المرجع الأستاذ المحقق الصرخي الحسني على مواقع التواصل الإجتماعي والتي قالوا فيها ...
(( الطفولة ... عالم من طراز خاص, تتلون خلفيته بطيف من البراءة والصدق والبساطة وصفاء القلب, تتحدد في المراحل العمرية ما بين عمر اليوم إلى سن البلوغ عند الإنسان, نالت من الأذى ما يكفي لتأليف آلاف القصص والروايات الحزينة والمرعبة, في زمن عاث فيه ابن تيمية وفكره المتطرف الفساد, عزّ به الأمان وضمرت فيه الرحمة وتربع التفخيخ والتفجير والذبح, ليجد الطفل نفسه خارج منظومة الحياة الكريمة, بسبب اليتم ومرافقة الفقر والإحساس بالعوز والفاقة, ومن ثم التسول وإحتراف الظواهر الإجتماعية السلبية والدميمة والمرفوضة ومن ثم التحريض على العنف والجريمة, وحتى نحفظ أطفالنا أكبادنا, وجب علينا الوقوف في وجه الفكر التيمي الضال وإقصائه بالمجابهة الفكرية الجادة ))...
نعم هذا هو حال أطفالنا في ظل وجود هكذا فكر متطرف فهو يؤثر على حياة ومستقبل أطفالنا بطريقتين وهما : أما يؤثر هذا الفكر في نفس الأطفال ويؤدي إلى إعتقادهم به وهذا يؤدي إلى الإلتحاق بالمجاميع الظلامية المنحرفة ويؤدي إلى صناعة مجرمين فكرياً وآلياً....
أو يؤثر بهم من خلال فقدان الأطفال لآبائهم وعوائلهم بسبب لحرب على الإرهاب الأمر الذي يؤدي إلى ضياع الأطفال في عالم الحرمان وبالتالي يدخل عالم العوز والحرمان والفقر والعوز المادي والمعنوي وبالتالي يؤدي بأطفالنا إلى إمتهان الحرف السلبية التي تكون نهايتها الإجرام....
فلنحافظ على طفولة أبنائنا من جهة ومن جهة أخرى لنضمن مستقبل مشرق وخالِ من الإجرام والجريمة الفكرية بشكل أساس توجب علينا مجابهة الفكر التيمي المتطرف الدموي بكل الطرق والوسائل المتاحة والممكنة وعلى رأسها المواجهة الفكرية التي تطيح بأصل الإجرام وتجفف منبعه الفكري, خصوصاً وإن رحى الحرب الفكرية على الإرهاب التيمي الداعشي قد دارت رحاها منذ فترة ليست بالقصيرة وكان حامل لواء هذه الحرب الفكرية هو المرجع الأستاذ المحقق الصرخي الذي طرح سلسلة محاضرات وبحوث تحت عنوان ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم") و سلسلة بحوث ( وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) والتي أثبت من خلالها بطلان وزيف وإنحراف وخرافة هذا الفكر الضال المضل المجسم الأسطوري.
http://store6.up-00.com/2017-06/149677217056951.jpg
بقلم:: نوار الربيعي
التعليقات (0)